أحمـد عطيـة صالح و سيد خليفة
دار المعارف: مشـروع ثقـافي كبير لبناء الوعي في ظل الجمهورية الجديدة
الجمعة، 20 ديسمبر 2024 - 01:05 م
أحمـد عطيـة صالح - سيد خليفة
دار المعارف.. أقدم دور النشر فى مصر والعالم العربى (134) عاماً.. تعود إلى سيرتها الأولى وتجذب المثقفين إليها.
فى خلال 7 أشهر فقط نجح المهندس رزق عبدالسميع رئيس مجلس الإدارة أن يضع الدار العريقة على طريق النجاح لاستعادة دورها التنويرى فى بناء الوعى.
فالنشر اليوم يتم عبر لجنة متخصصة .. وقطاع النشر كله يرأسه مثقف جاد.. كما تم الدفع بالشباب للمقدمة لتصميم أغلفة الكتب الجديدة.
خطة متكاملة من مهندس عبقرى كل شىء عنده بالقلم والمسطرة تبدأ من اختيار 100 عنوان منها 25 من روائع اقرأ.. إضافة إلى التوسع فى إقامة المعارضة الجديدة داخلياً وخارجياً، والتعاون مع البنوك فى شراء الكتب ومواجهة الكيانات الإهابية بكتب كبار المثقفين.
«اللواء الإسلامى» التقت المهندس رزق عبدالسميع رئيس مجلس إدارة دار المعارف.. وكان هذا الحوار.
اقرأ أيضًا | الإعلان عن قبول خريجى الجامعات من المتميزين فى رياضة الفروسية للعمل كضباط مكلفين بالقوات المسلحة
بعد 7 أشهر على توليك رئاسة مجلس إدارة دار المعارف.. ماذا فعلت لوضعها على الطريق السليم؟
قال: سعدت كثيراً بتولى مسئولية دار المعارف لكونها أقدم دار نشر مصرية، فقد تأسست عام 1890 وهو ما يعنى (134 عاماً) هذا التاريخ يعنى لكل مثقف مصرى الأصالة والعراقة والفخر بقوة مصر الناعمة.. وتأكد عندى هذا الإحساس بالتهانى العديدة التى تلقيتها من خارج مصر وداخلها.. وهذا يعنى أن دار المعارف المصرية اسم لا تنافسه دار نشر أخرى فى عالم النشر.
هنا كان لابد أن يكون طموحى لدار المعارف يتناسب مع تاريخها العريق، فكان لابد أولاً أن نواجه سلبيات الماضى بقوة.. وأن نفكر فى المستقبل بتفاؤل كبير، فإن دار المعارف تمتلك ما لا تملكه دار نشر أخرى من كنور لا ينافسها فيه أحد، ومن هنا كانت الانطلاقة.
بداية جادة
كانت البداية بحصر كشوف عناوين الكتب الصادرة فى السنوات الخمس الماضية، فوجدنا أنها أعداد بسيطة لا تتناسب مع قيمة وعراقة الدار (حوالى 60 عنواناً) ومن هنا وضعنا خطة طموحة تقوم على أسس جديدة بحسن اختيار العناوين مع الأخذ بأساليب التسويق الحديثة، وقبل كل ذلك حصرنا الإمكانات المتاحة لنعرف طريقنا بالضبط.
كان من أبرز السلبيات عدم الاستعانة بشباب الدار، وهم قيمة كبيرة، وكذلك نشر الكتب دون دراسة حاجة السوق الفعلية لها.. فكان لابد أن يكون تعاوننا مع كبار الكتاب لجذب المثقفين والشباب.
إذن.. ما خطة النشر الجديدة؟
استفدنا مع شباب الدار باختيار الأستاذ إيهاب الملاح.. وهو مثقف كبير وقيمة ثقافية عالية وتم إسناد قطاع النشر إليه فأنا أؤمن دائماً بالتخصص.. وهنا كان العمل على محورين:
الأول: توفير المادة الثقافية بحصر جميع كنوز دار المعارف.. واختيار ما يقرب من (100) عنوان، منها 25 عنواناً من روائع (اقرأ) وهى خطتنا الحالية لدخول معرض الكتاب الشهر القادم.. وتم وضع تصميمات جديدة لها وأغلفة جذابة تليق باسم دار المعارف تم طرحها بأسعار تتناسب الحالة الاقتصادية لشبابنا ومثقفينا.
وهنا أحب أن أضيف أننا لم نغفل الجانب المهنى، فقد قمنا بالتعاون مع الهيئة الوطنية للصحافة بعمل دورات تدريبية للعاملين بالدار، وأشكر المهندس عبدالصادق الشوربجى لدعمه ومساندته لى، والذى ساعدنى على تنفيذ خطتى الطموحة فتم تحديث أجهزة الكمبيوتر والتى لم تُجدد منذ 20 عاماً، وتجديد المكتبات بجميع فروع دار المعارف بالمحافظات.
والمحور الثانى، هو التسويق وذلك بإعداد بنية تحتية للارتقاء بالمنتج الثقافى وتوفير جميع خامات الطباعة، وصيانة المكتبات وعمل أغلفة جاذبة لكتب وكنوز دار المعارف.
بعد ذلك كان لابد من خطة تسويقية تعتمد على التطور التكنولوجى والتقنيات الحديثة فأنشأنا صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى بالتعاون مع شركة «هانستاج» كى تكون جميع خدماتنا الثقافية فى متناول القارئ المصرى والعربى، ليكون اعتمادنا على التسويق الإلكترونى وتعريف القارئ بكل أنشطتنا الثقافية.
أضاف: لقد وضعنا خطة تسويقية للمعارض سواء داخل مصر أو خارجها.. بل وفتحنا معارض جديدة بالاتفاق مع شركات البترول والبنوك، ونجحنا فى تنظيم 5 معارض جديدة فى وقت واحد، وحققت عائداً مرضياً، ونتطلع للمشاركة فى جميع المعارض العربية.
ما المشروع الثقافى الجديد الذى تعمل عليه دار المعارف الآن؟
كما قلت دار المعارف عمرها 134 عاماً، وتمتلك ثروات وكنوز لا تُنافس، وتم تحديد أروع هذه الكنوز لطرحها أمام القراء فى طبعات عصرية جديدة وبأغلفة جاذبة للقراء، والبداية كانت 100 عنوان منها 25 عنواناً فى روائع (اقرأ) فنحن نسابق الزمن الآن استعداداً لمعرض الكتاب.. والذى سيكون جناحنا فيه يليق بعراقة وأصالة دار المعارف.
أما بالنسبة للكتاب العلمى وتلبية لطموحات القراء، نقدم الكتاب العلمى لجذب أكبر شريحة ممكنة من الشباب.. وقد خرج أول كتاب للنور قريباً وهو «وهم الإله.. والچينات المصرية» من تأليف الكاتب الشاب أحمد أمين.
وقف الخسائر
صناعة الكتاب أصبحت مكلفة.. فكيف تواجهون ذلك؟
قال: هذا حقيقى، وقد واجهنا ذلك بطريقتين، الأولى: هى وقف الخسائر، والثانية: تنمية القطاعات المنتجة وتخفيض المصروفات غير المنتجة، واستبعاد كل مصروفات غير الضرورية.. كما أن اختيارنا للكتب المطبوعة بدار المعارف سوف يساهم فى إحداث طفرة كبيرة فى الإيرادات.
كما أن خطتنا هى العمل طوال العام، ففى الشتاء مثلاً نستهدف الشباب فى الجامعات بعمل معارض بها، وفى الصيف يكون التركيز على الأندية بجميع أنواعها.
وأضاف: لقد سعينا للتوسع بإنشاء فروع بجميع المحافظات مثال ذلك القليوبية والتى أنشأنا بها فرعاً جديداً، وقد لمست تعاون من المحافظين فى ذلك.
ومن المعروف أن دورة تسويق الكتاب طويلة ومن الصعب تحقيق مكسب سريع.. لهذا نحاول قدر المستطاع تقليل هامش الربح.. كما أننا تعاونا مع البنك الأهلى وبنك مصر لبيع الكتب عن طريق فيزا وبالتقسيط على 12 شهراً وبدون فوائد إيماناً منا بدورنا التنويرى للمجتمع وبناء الوعى للشباب.
وأين المدارس من خطة التسويق بدار المعارف؟
قال: هذا دور مشترك بيننا وبين وزارة التعليم تستوجب عليها ضخ كتب جديدة وعلينا نحن توفيرها لامتلاكنا ذخائر لا ينافسنا فيها أحد، كما قلت كتب جميع كبار المثقفين.. إضافة إلى المكتبة الخضراء والألغاز وهى سلاسل تعوّد عليها الشباب.
مواجهة التطرف
هل هناك خطة لدار المعارف لمواجهة الكيانات المتطرفة؟
طبعاً.. فنحن دار قومية لها دورها المحورى والرئيسى فى مواجهة الكيانات والدعوات الهدامة.. وبدأنا فعلاً خطة المواجهة بإصدار كتاب «وهم الإسلام السياسى« للمفكر المغربى د. سعيد بنسعيد العلوى وهو من أكبر المفكرين فى العالم العربى.. وسيكون هناك توسع فى نشر مثل هذه المؤلفات، كما سنعمل على نشر كتب جديدة فى هذا الإطار.
ندوات ثقافية
هل سنرى ندوات ثقافية لدار المعارف فى معرض الكتاب؟
بالتأكيد سيكون هناك ندوات فى المعرض وسنبدأها بندوة لكتاب سعد الدين الهلالى والتى طبعنا منه 4 طبعات فى شهرين وطرحناه بسعر فى متناول القارئ المصرى بعيداً عن استغلال دور النشر الخاصة.. كما ارتقينا بمستوى طباعة الكتاب باختيار أجود أنواع الورق لطباعته لكون الكتاب ضيف طويل العمر على رفوف المكتبات، وهذا بعكس الكتب الدراسية الخارجية والتى لا يستغرق عمرها العام الواحد، لذا يكون ورقها أقل جودة.
الطريق السليم
هل تشعر الآن بعد 7 أشهر أنك تسير على الطريق السليم؟
قال: خلال هذه الفترة القصيرة طرحنا 60 عنواناً وهو يعادل ما تم نشره فى 5 سنوات ماضية.. كما أننا وضعنا خطة لنشر 100 عنوان جديد تتصدرها روائع اقرأ فى 25 عنواناً.
كما أن دار المعارف شهدت ظاهرة هى الأولى من نوعها فى السنوات الأخيرة وهى طباعة كتاب أكثر من مرة فى مدة قصيرة، قد طبعنا كتاب «فقه المواريث» للدكتور سعد الهلالى فى شهرين، كذلك كتاب «سر السعادة» لريم بسيونى 7 طبعات فى 4 أشهر أيضاً وهى ظاهرة جديدة.
لقد وضعنا خطة طموحة راعينا فيها الظروف الاقتصادية الحالية بتقليل هامش الربح.. فإن دار المعارف كعبة المثقفين، وآن الأوان للعودة إليها.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة