حمدى رزق
خرطوشة أنسولين!
الجمعة، 20 ديسمبر 2024 - 08:30 م
خبر لو تعلمون عظيم، الدكتور «خالد عبدالغفار»، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، لم يمرر نهاية العام دون خبر هو الأجمل والأهم مصرياً.
زف إلينا الوزير المُقدر، خبر مخطط وطنى لإنتاج ما يقرب من (١٠٠ مليون) أمبولة أنسولين، و( ٥٠ مليون) خرطوشة أنسولين سنويًّا بالتعاون بين شركة «إيفا فارما» المصرية، وشركة «إيلى ليلى» العالمية.
كان حلماً عزيز المنال، هذا زمن تحقيق الأحلام المؤجلة، هرمنا (ملايين مرضى السكرى) ونحن نحلم بأمبولة وخرطوشة إنسولين متوافرة، وبسعر رحيم، وتحمل علامة «صنع فى مصر».
إحصائيات وزارة الصحة حول عدد المصابين بمرض السكرى بين الأطفال مفزعة، وصل العدد إلى (٥٥ ألفاً) من النوع الأول، ومليون ونصف المليون من النوع الثانى، وما هو معلوم بالضرورة، ( ١٥٫٥%) من الشعب المصرى مصاب بالسكرى، وملايين أخرى مقبلون عليه لأسباب صحية، ولا يتوقون، وأكثرهم لا يعرفون، السكرى مرض صامت، يتسلل ويتوغل دون أعراض ظاهرة حتى الإصابة وهنا تبدأ المعاناة الصحية.
المعلوم بالضرورة أن الدولة تنفق سنوياً (٣) مليارات جنيه على الأمراض غير السارية، ومنها: السكرى ونحتاج محلياً إلى (١٧) مليون جرعة أنسولين سنوياً.
تغطية الاستهلاك المحلى ضرورة مستوجبة، كان حلماً، والأحلام مشروعة، ومستهدف تصدير(٧٤) مليون جرعة من حجم الإنتاج المستقبلى إلى (٥٦) دولة، وهذا من البُشريات.
فى الجوار سوق عربى- إفريقى مفتوحة على مصراعيها، والثقة فى الدواء المصرى والحمد لله متوافرة وتدلل عليها حجم الصادرات الدوائية.
بلغت صادرات مصر الدوائية ١٫١ مليار دولار بنهاية ٢٠٢٣، ويستهدف المجلس التصديرى رفع صادرات القطاع إلى ١٫٣ مليار دولار بنهاية العام الحالى، ومخطط أن تصل إلى ٥ مليارات مستقبلاً وفقًا لرئيس المجلس التصديرى «محيى حافظ».
تصنيع الدواء فى مدينة الدواء، وتصديره كان حلماً، التصدير يغطى كلفة الإنتاج بعد استيفاء الحاجة المحلية، يوفر الثلاثة مليارات المرصودة للاستيراد، وهذا من حسن تصريف الأمور الوطنية.
توفر حكومة الدكتور مصطفى مدبولى (وفق التوجيهات الرئاسية) على تصنيع الأدوية للأمراض السارية وغير السارية والمزمنة، بما يوفر كثيراً من المخصصات الدولارية التى تُستنفد تلبية لاحتياجات المرضى، وتأمين الاحتياجات المحلية وهذا من الأولويات الوطنية.
تحريك عجلة التصنيع المحلى بالشراكة مع القطاع الخاص، فضلاً عن تغطية الاستهلاك، توفر فرص العمل الكثيفة تلك التى تتيحها صناعة الدواء التى عُرفت بها مصر منذ ستينيات القرن الماضى، الصناعات الدوائية كالصناعات النسجية، بمثابة «قبلة الحياة» لقطاع التصنيع الذى يتعافى بعد وعكة تاريخية خارجة عن الإرادة الوطنية، التصنيع كما يقولون بمثابة حياة، أمن قومى كما هو معروف فى الأدبيات الوطنية.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة