الجمعة، 20 ديسمبر 2024 - 09:40 م

• الوطن مكان نحيا فيه، نُحبه وننتمى إليه، يربطنا به مفهوم الوطنية، .. نُدين له بالولاء والإخلاص، نقاتل فى سبيله، لا نتركه وقت الشدة. قد نرتحل ونسافر بعيداً ثم يجعلنا الشوق إليه نعود سريعاً، حتى من هاجروا بعيداً وقضوا سنوات طويلة حين يبلغون من العمر الكثير يعودون ليدفنوا فى ترابه.

• الوطنية ليست كلمة فى جملة عريضة، الوطنية حب الوطن والتضحية من أجله، وقد تميزت مصر على مدار تاريخها بتأصيل النهضة الوطنية التى هبَّت ودوماً لمقاومة الاحتلال، وسارت نهضة الشعر في مصر إلى جانب النهضة الوطنية، كما أججت النهضة الفنية والمسرحية الروح الوطنية وغرستها فى النفوس من جيل إلى جيل، وهذا هو سر قوة مصر، أمجاد وبطولات على مر التاريخ، وقت الأزمات والحروب لا يرتحلون بعيداً عن أرض الوطن، يجابهون الصعاب، وكما يقولون بالعامية « ياقاتل.. يامقتول « المقتول دفاعا عن الوطن المحتل شهيد والشهادة فى سبيل الله دفاعاً عن الأوطان منحة يمُن بها الله على من يشاء من عباده. « وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء « الآية 140 آل عمران. والتراب المصرى يمتلئ بالشهداء على مر التاريخ والحروب.

• وقت الشدائد ينسى المصريون خلافاتهم، ينبذونها بعيداً حتى تمر الأزمة بسلام، وهذا هو سر قوتهم. أتمنى من الشباب العربي قراءة التاريخ المصري ليعرفوا كيف تُحمى الأوطان حتى ولو حدثت بعض الكبوات. أتمنى من الشباب العربى أن لا يتركوا بلادهم لقلة يحمونها، أن لا يتركوا غرباء يندسون بينهم، يؤججون الصراعات، ويغتالون الروح الوطنية. 

• أقول هذا الكلام وعينى وقلبى على ما حدث فى سوريا وليبيا والسودان من ارتحال عدد كبير من أبنائها عند حدوث الأزمات والحروب بديلاً عن المجابهة.. أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يحمى هذه الأمة وأن يعيد الرشد لأبنائها، قد يكون الله سبحانه يُعلمنا ويصطبر علينا. وإلى الله ترجع الأمور.