أحمد الشرع أثناء استقباله لوفد بريطانى
بريطانيا .. «خريطة طريق» للتعامل مع سوريا ما بعد الأسد
السبت، 21 ديسمبر 2024 - 10:44 م
لم تكن بريطانيا استثناء من بين الدول الأوروبية التى فاجأتها التطورات المتسارعة فى سوريا حيث تمكنت الجماعات المسلحة من إسقاط النظام ودفع الرئيس السابق بشار الأسد إلى اللجوء الإنسانى إلى موسكو وقد يفسر ذلك حالة الارتباك التى سادت إزاء كيفية التعامل مع هيئة تحرير الشام التى أطاحت بحكم بشار الأسد، وباتت تتولى مقاليد السلطة فى العاصمة السورية دمشق، حيث إنها مُدرجة فى القائمة البريطانية للجماعات الإرهابية.
ومنذ الإطاحة بالأسد، تبحث الحكومات الغربية فى كيفية التعامل مع هيئة تحرير الشام التى حاول زعيمها الحالى أحمد الشرع، الذى كان يستخدم اسم أبو محمد الجولانى قبل توليه السلطة، إبعاد حركته عن القاعدة.
اقرأ أيضًا | مستوطنون تسللوا وأقاموا خياما فى جنوب لبنان
لكن سرعان ما تبدد الارتباك البريطانى، ليعلن وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى أن بريطانيا تواصلت مع المعارضة السورية التى أسقطت نظام بشار الأسد.
وأضاف لامى فى تصريحات صحفية أن بلاده أجرت «اتصالات دبلوماسية» مع هيئة تحرير الشام، التى أطاحت بالرئيس السورى فى وقت سابق من ديسمبر الجارى مع التعامل مع هذا السقوط المروع للأسد باعتباره يوفر فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة فى الجيل للشعب السورى».
ويمكن فهم الموقف البريطانى من تلك التطورات من خلال تصريحات رئيس الوزراء البريطانى السير كير ستارمر الذى قال لزعماء مجموعة السبع فى اجتماع افتراضى عبر الإنترنت مؤخرًا إن «سقوط نظام الأسد يجب أن يكون موضع ترحيب، ولكن يجب أن نكون حذرين بشأن ما سيأتى بعد ذلك» كما اجتهد وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامى فى رسم خريطة طريق لموقف لندن على الأقل فى المرحلة الانتقالية ونتوقف عند ملامحها فى الآتى:
التأنى فى تحديد رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، قال لامى بشكل واضح: «ستظل هيئة تحرير الشام منظمة محظورة، فهذه منظمة خرجت من رحم تنظيم القاعدة» وهو وفقاً للرؤية البريطانية مسئول عن خسارة فادحة فى الأرواح على الأراضى البريطانية، وسوف نحكم عليهم من خلال أفعالهم، ولن أعلق على حظر التنظيم فى المستقبل، ولكننا ندرك بطبيعة الحال أن هذه لحظة مهمة بالنسبة لسوريا ولذلك نفتح قنوات اتصال مع هيئة تحرير الشام».
وفيما يخص المطالب أو الرؤية تجاه الفترة القادمة فمن المهم أن يكون هناك حكومة جديدة ممثلة لكل أطياف الشعب السورى وشاملة مع تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية مُؤمنة، وغير مستخدمة، مع ضمان عدم استمرار العنف، ولهذه الأسباب جميعها، وباستخدام كل القنوات المتاحة فبريطانيا وفقاً للوزير ستسعى إلى التعامل مع هيئة تحرير الشام حيثما كان ذلك ضرورياً».
هناك أيضاً مخاوف من أن يؤدى فراغ السلطة فى سوريا إلى تفاقم التوترات الإقليمية وخلق الظروف الملائمة لتنظيم الدولة الإسلامية لاستعادة السيطرة على الأرض لذلك يجب أن تكون هناك قنوات اتصال».
التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين وهو ما صرح به وزير الخارجية البريطانى ومضى قائلاً: لقد اجتمعت المملكة المتحدة وشركاؤها هذا الأسبوع للاتفاق على المبادئ المطلوبة لدعم العملية السياسية الانتقالية فى سوريا، ومن الأهمية بمكان أن تجمع الحكومة السورية المستقبلية كل أطياف الشعب من أجل إرساء الاستقرار والاحترام الذى يستحقه الشعب السورى حيث شاركت بريطانيا فى اجتماعات مجموعة السبع، حيث أعلن الزعماء أنهم ملتزمون «بالعمل على دعم الحكومة السورية المستقبلية التى توافق على ضمان احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما فى ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بما فى ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة.
كما انضمت بريطانيا السبت قبل الماضى إلى المحادثات فى العقبة التى استضافها الأردن وحضرها وزراء ومندوبون من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا ومجموعة الاتصال العربية والبحرين وقطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة. واتفقوا على أهمية وجود «حكومة غير طائفية وتمثل كل أطياف الشعب السورى»، وحماية حقوق الإنسان، والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية، والتدمير الآمن للأسلحة الكيميائية، ومكافحة الإرهاب.
ولعل الجديد فى الموقف البريطانى على عكس الآخرين انها قدمت مساعدات بقيمة 50 مليون إسترلينى من المواد الغذائية والرعاية الصحية والمساعدات لدعم الاحتياجات الإنسانية للسوريين، وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الدعم الطارئ سيتم تقديمه من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إلى من يحتاجه فى سوريا، وكذلك إلى اللاجئين السوريين فى لبنان والأردن.
وأوضحت أنه سيتم توجيه 30 مليون جنيه إسترلينى داخل سوريا لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة، فى حين سيتم توجيه 10 ملايين جنيه إسترلينى إلى برنامج الغذاء العالمى فى لبنان، و10 ملايين جنيه إسترلينى إلى برنامج الغذاء العالمى ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى الأردن. ويأتى هذا الموقف البريطانى بعدما تبين أن الولايات المتحدة أجرت أيضًا محادثات مباشرة مع هيئة تحرير الشام.
وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الحكومة السورية الجديدة يجب أن ترفض الإرهاب وتدمر مخزونات الأسلحة الكيميائية التابعة للديكتاتور السابق، وتحترم أيضًا حقوق المرأة والأقليات، مضيفًا أن رسالته للشعب السورى هى «نريد لهم النجاح ونحن مستعدون لمساعدتهم فى القيام بذلك».
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة