غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

قرار يجب تعميمه

غادة زين العابدين

الإثنين، 23 ديسمبر 2024 - 07:45 م

المطلوب ايضا بالطبع تكثيف جهود التوعية والارشاد، من خلال المنابر التعليمية والدينية والثقافية

تحية لمحافظ الجيزة على قراره بإلزام أصحاب المحلات بشارع فيصل بوضع صناديق قمامة أمام محلاتهم، للحفاظ على نظافة الشوارع وتسهيل عملية جمع المخلفات، ولكن السؤال ، لماذا شارع فيصل فقط؟ ولماذا لا يعمم القرار فى جميع الشوارع، بل وفى جميع محافظات مصر، فقط يكون بداية لحل مشكلة نظافة الشوارع.


والغريب أن نظافة الشوارع، مشكلة استعصت على جميع الحلول سنوات طويلة، جربنا كل الطرق والوسائل ولم تفلح، وجربنا شركات النظافة المصرية والايطالية والألمانية دون جدوى.


ولا نعرف حتى الآن ما هو سبب الفشل الحقيقى فى التعامل مع هذا الملف، هل المشكلة فى تكاسل عمال النظافة، الذين يملأون الشوارع، بمقشات بدائية، ويكتفون بتجميع الأتربة والقمامة وتركها بجوار الرصيف، ام المشكلة فى عدم وجود اجهزة وسيارات حديثة تقوم بتنظيف الاتربة وغسل الشوارع كما يحدث فى كل دول العالم، أم فى سلوكيات المواطن الذى «يستسهل» القاء مخلفاته فى الشارع، بدءا من اعقاب السجائر والمناديل الورقية، وحتى علب الكشرى وبقايا الأطعمة المشروبات، أم فى سلوكيات اصحاب المحلات الذين ينظفون امام محلاتهم ويلقون بمخلفاتهم فى وسط الطريق.
ورغم ان سلوكيات المواطن هى سبب رئيسى فيما وصل اليه حال شوارعنا، إلا أن هناك سببا أهم، وهو التهاون فى مواجهة هذا الأمر وتركه بلا ردع ولا عقوبة.


ففى رأيي، أننا لا يجب أن نتعامل مع القاء القمامة فى الطريق العام على أنه مجرد سلوك سيئ، بل هو جريمة ، تهدد الصحة والبيئة، والجرائم لا يمكن ردعها بالتوعية والنصح والارشاد فقط، بل بتطبيق القوانين الرادعة والعقوبات المناسبة. أما التوعية و النصح والارشاد، فهى حلول طويلة المدى يجب أن تبدأ من الصغر.


يقول المسئولون انهم لن يستطيعوا الحفاظ على نظافة الشوارع بدون التزام المواطن وحرصه على النظافة والمظهر الجمالى والحضاري، وهو «كلام جميل» ، ولكن فى بلد تعداده يقترب من ١١٠ ملايين نسمة يصعب تحقيق النظام والسيطرة على السلوكيات العامة، بدون تطبيق القوانين المنظمة التى تحقق الانضباط فى الشارع وتحمى حقوق الآخرين.
لن نستطيع إعادة النظافة والجمال لشوارعنا، دون تطبيق عقوبات على كل من يلقى مخلفاته فى الشارع ، فيلوث البيئة، ويشوه الجمال، ويسبب الأذى للآخرين، ويهدد صحة المجتمع، ويهدر الجهود والأموال التى تبذلها الحكومة فى تنظيف الشوارع وجمع المخلفات .


وبجانب تطبيق العقوبات، فالمطلوب ايضا بالطبع تكثيف جهود التوعية والارشاد، من خلال المنابر التعليمية والدينية والثقافية.


مطلوب مشاركة البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام، فى تعليم الاطفال مسئوليتهم فى نظافة البيئة التى يعيشون فيها، وان القاء القمامة جريمة تؤذى المجتمع كله،
وليت خطبة الجمعة تركز على هذه القضية، وتذكر المصلين أن النظافة شعبة من شعب الإيمان، وتحثهم على ضرورة الالتزام بها.


وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق «، والأذى كما فسره علماء الدين هو كل ما يؤذى الغير، مثل الحجر أو الشوك، أو الطين، أو أى شئ قذر يؤذى البشر.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة