أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

الوثائقية وأغنية النصر

أسامة شلش

الإثنين، 23 ديسمبر 2024 - 07:48 م

ما أجمل أن تعيش الذكريات مع اللقطات الحقيقية التى لا تكذب ولا تتجمل.

فى رأيى أن قناة الوثائقية المصرية ولدت عملاقة منذ بدايتها، فما تبثه من أفلام ولقطات ووثائق وصور نادرة شىء رائع وجدير بكل الاحترام والثناء، ناهيك عن دقة وسلاسة العرض وجودة التعليقات التى تصاحبها.


على مدى ساعات وفى يوم واحد أسعدنى أن أتابع وأشاهد بشغف كبير وتركيز فيلمين وثائقيين قمة الروعة والإبداع فى حشد الأحداث وفى توثيقها وعرضها بالصورة التى تجعلك تنجذب للشاشة لا يشغلك عنها شىء أيا ما كان.


الفيلم الأول كان تحت اسم أغنية النصر والثانى كان عن معركة البوليس المصرى فى الإسماعيلية فى يناير ١٩٥٢ قبل ثورة ٢٣ يوليو بعدة شهور.
فى أغنية النصر الذى يحكى كيف كانت الأغنية سلاحا من أسلحة مصر فى معركتها المصيرية مع العدو الإسرائيلى بداية من الهزيمة القاسية فى حرب ١٩٦٧ وخلال معارك الاستنزاف ثم الاستعداد للحرب فى ١٩٧٣ وخلال لحظات العبور والنصر ثم إعادة افتتاح قناة السويس.
كانت الأغانى معبرة تماما عن حالة الوطن منذ كارثة الهزيمة التى أخرجت من قلب المعاناة رائعة الأبنودى «وعدى النهار» والتى أكدت صمود الشعب وإصراره على محو عار الهزيمة، فقد كانت تدعو للصمود وإعادة البناء، واحتوى الفيلم على لقطات نادرة من رحم المعاناة لمعركة رأس العش أقوى معارك المواجهة بعد شهر واحد فقط من الهزيمة، حيث تمكنت قوة لا تزيد على ٣٠ فردا من رجال الصاعقة المصرية التصدى لقول دبابات وعربات مدرعة إسرائيلية بعتادها الكامل ودمرته عندما حاول التوغل لاحتلال الجزء الباقى من الضفة الشرقية فى اتجاه بورسعيد ومنعته ودمرت دباباته ومجنزراته، ثم كانت انتصار البحرية المصرية المدوى بإغراق المدمرة إيلات فخر البحرية الإسرائيلية بأول صاروخ سطح - سطح بلنشات الصواريخ المصرية فى ٢١ أكتوبر ١٩٦٧.
ثم كانت أغانى صمود مدن القناة وعلى رأسها السويس التى غنى لها محمد حمام  «يا بيوت السويس  يا بيوت مدينتى استشهد تحتك وتعيشى أنت» من أشعار الأبنودى حتى جاءت لحظة العبور ليتحقق أغلى الانتصارات المصرية، ويروى الفيلم كيف كانت الأغنية منذ اللحظة الأولى سلاحا وثق لحظات النصر وكيف فتحت الإذاعة أبوابها للشعراء والفنانين من مطربين وملحنين لتقديم أروع الأغانى بداية من الله أكبر وبسم الله وصبرنا وعبرنا ويا حبيبتى يا مصر، كانت تلك الأغانى أكبر تعبير عن حجم الانتصار وما تحقق منذ اللحظة الأولى للعبور وحتى نهاية المعارك، وتبع ذلك مرحلة إعادة فتح القناة بأغان تعبر عن المرحلة من بينها «المركبة عدت» لعبدالحليم حافظ. ثم كان فيلم وثائقى آخر يروى قصة بطولة رجال البوليس المصرى بالصوت والصورة فى مواجهة المحتل البريطانى فى معركة الإسماعيلية يوم ٢٦ يناير عام ١٩٥٢ وكيف واجه الأبطال ببنادقهم جحافل الجنود البريطانيين أمام مديرية أمن الإسماعيلية.
الفيلم الوثائقى الأول كان رائعاً فى تصوير الأغنية المصرية فى مساندة قضايا الوطن فجاء معبراً تعبيراً حقيقياً عن مصر وشعبها وأسلحتها الناعمة التى لا تقل بأى حال من الأحوال عن أسلحة القتال فى المعارك والثانى جاء ليوثق معركة من معارك بطولة الشرطة المصرية.
ما أجمل أن تعيش الذكريات مع اللقطات الحقيقية التى لا تكذب ولا تتجمل.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة