فوزية أحمد الصغير بنت محافظة قنا
فوزية أحمد الصغير بنت محافظة قنا


محو أمية بـ «مِعزة».. عجوز الصعيد تروي حكايتها مع التعليم قبل 65 عامًا

أبو المعارف الحفناوي

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024 - 09:43 م

لم تستسلم لليأس، أو القيود القبلية التى كانت تُفرض على المرأة سابقاً فى قرى الصعيد، بحرمانها من التعليم، والمكوث في المنزل، وضربت أروع الأمثلة في تحدى المستحيل، حتى تمكنت من تحقيق حلمها، ومحو أميتها عن طريق الراديو بعد أن باع والدها معزة مقابل ثلاثة جنيهات لشرائه، عندما شاهد رغبة ابنته الشديدة في التعليم.

تحكى فوزية أحمد الصغير، السيدة القناوية، تبلغ من العمر 75 عاماً، أنها رفضت أن تكون كغيرها من بنات جيلها، بعد حرمانها من التعليم، وحاربت حتى تتعلم فى المنزل، رافضة أن تكون تحت عباءة الأمية والجهل، وحتى تثبت للجميع، أن التعليم أساس الحياة، فهو النور الذى يسير به الفرد وينور طريقه.

قصة السيدة العجوز، بدأت فى خمسينيات القرن الماضي، عندما كان عمرها 10 أعوام، بعد أن رفض والدها أن تخرج من البيت كى تتعلم، حاولت الطفلة البريئة وقتها أن تقنعه ببراءتها ودلالها على والدها، بأن تتعلم، ولكن من البيت، عن طريق الاستماع للراديو، وتعلم طريقة القراءة والكتابة، حتى لا تصبح أمية.

رفض والدها في البداية الفكرة، ولكن مع إلحاحها الشديد، وافق على تحقيق رغبة وحلم ابنته، وباع معزة ثمنها 3 جنيهات وقتها، واشترى الراديو لابنته الصغيرة، حتى تتعلم، خاصة أنه في ذلك الوقت لم يكن التلفاز والكهرباء قد وصلا إلى القرية بصورة كاملة.

◄ اقرأ أيضًا | وزارة الداخلية تشارك في حملة مناهضة العنف ضد المرأة

«يا أهل بلدي ياللى تحرمتوا من التعليم، من المنزلة لأسوان إذاعتنا ناوية تعلمكم من غير ما تغرموا ولا مليم.. يالا حضروا ورقة وقلم ومراية وخلو بالكم معايا»، هذه الكلمات التى كانت تُذاع على الراديو وقتها ، كانت دافعة للسيدة العجوز في إصرارها على التعليم.

كانت السيدة العجوز، تستعد للبرنامج التعليمى المذاع على الراديو ، فكانت تحضر اللمبة الجاز « أم فتايل»، وتضعها على الطبلية، واشترت كراسة وقلماً للكتابة، وكانت تضع مرآة لتعلم مخارج الحروف، وتابعت :»أول حرف الألف، كان المذيع يقول «الألف زى كوز الذرة» كنت أتخيل وأكتبه، والباء «زى الزبدية»، كنت أتخيل أيضًا وأكتبه»،حتى استطاعت محو أميتها.

استطاعت فوزية أن تتخلص من الأمية تمامًا، وتكتب وتقرأ بصورة صحيحة، بالاعتماد على توجيهات مذيع الراديو فقط، وبعدها تزوجت، وأنجبت 3 أبناء، حرصت الأم على تعليم أبنائها، ولدان وابنة واحدة، محمود حصل على دبلوم زراعة، ونجاح حصلت على كلية التربية، وعملت بالحصة وقتها وتم تثبيتها فى وزارة التربية والتعليم، وحالياً تعمل معلمة للمرحلة الابتدائية، تعلم وتربى جيلاً جديداً من النشء، وصوب عينيها كانت قصة والدتها المكافحة من أجل التعليم، وهاشم حصل على خدمة اجتماعية فى أسوان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة