مشهد مركب من تابوت إمنيو من العصر البطلمي
مشهد مركب من تابوت إمنيو من العصر البطلمي


أصل الحكاية| تابوت "إمنيو" أبرز معروضات المتحف المصري بالتحرير

شيرين الكردي

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 - 12:31 م

في قلب المتحف المصري بالتحرير، يُعرض تابوت فريد مصنوع من الحجر الجيري يعود لشخص يدعى "إمنيو"، تم العثور عليه في سقارة ويؤرخ للعصر البطلمي، ويحمل التابوت مشهدًا مركبًا يعكس اندماج المعتقدات الدينية المتنوعة في مصر القديمة، مما يجعله مثالًا حيًا على عمق الرمزية والرموز الدينية التي كانت تحكم حياة المصريين القدماء.

* وصف المشهد

يتجسد المشهد الرئيسي على التابوت في اندماج بين العقيدة الشمسية، المتمثلة في قرص الشمس، والعقيدة الأوزيرية، مما يعكس وحدة العقائد المصرية.

التفاصيل اللافتة تشمل:

1- قرص الشمس:

يحتوي على أشكال مختلفة للإله "رع"، بما في ذلك الجعران برأس كبش.

ويظهر بين ضفتي الجبل، في إشارة إلى مراحل ظهور الشمس على مدار اليوم.

2- الإلهتان "إيسة" و"نبت حت":

تدعمان علامة الجبل "جو"، مما يمثل اندماج العقيدتين الشمسية والأوزيرية.

3- المومياء وروح المتوفى (البا):

أشعة الشمس تتجه نحو المومياء المستلقية على السرير، في إشارة إلى إعادة الحياة.

روح المتوفى (البا) تتجه نحو الجسد، ممسكة بعلامة "ثاو" الخاصة بالمركب، والتي تعني التهوية والتنفس، وتحتها علامة "نجم" التي تعني الهواء العذب.

4- الأواني الكانوبية:

موضوعة أسفل السرير، تحتوي على أحشاء المتوفى لحمايتها وفقًا للمعتقدات المصرية.

5- الرموز الإقليمية:

عند رأس الإله أوزير يظهر رمز "تا ور"، الإقليم الثامن لمصر العليا.

عند القدم يظهر عمود "جد"، الذي يرمز للعمود الفقري ويرتبط بمدينة "جدو".

* الأهمية الدينية والفنية

هذا المشهد يُبرز تداخل العقائد الدينية المصرية، حيث كانت الشمس تمثل الإله "رع" رمز الحياة والخلود، بينما يمثل أوزير إله البعث والحساب. الجمع بين هذه الرموز يعكس نظرة المصريين للحياة بعد الموت كوحدة متكاملة بين الجسد والروح والطبيعة.

التفاصيل الفنية الدقيقة والرموز الغنية تجعل هذا التابوت تحفة فنية وثقافية، تسلط الضوء على براعة الحرفيين المصريين وقدرتهم على تصوير المعتقدات الدينية بأسلوب بصري مذهل.

* مكانة التابوت في المتحف المصري

ويُعد تابوت "إمنيو" واحدًا من أبرز معروضات المتحف المصري بالتحرير، حيث يُقدم للزوار فرصة لاستكشاف عمق الفكر المصري القديم. المشهد المركب على التابوت ليس فقط قطعة فنية، بل هو درس في التاريخ والعقيدة والفلسفة المصرية القديمة.

ويُظهر التابوت التفاعل المعقد بين الفن والدين في مصر القديمة، ويعكس هذا المشهد المركب كيف استطاع المصريون القدماء تجسيد أفكارهم الدينية والفلسفية في أعمالهم الفنية، مما يجعل هذا التابوت نافذة فريدة على عظمة الحضارة المصرية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة