سافرت إلى السعودية
سافرت إلى السعودية


رفعت الجلسة| نصاب.. فى العمرة

جودت عيد

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 - 06:45 م

هاتفه جاره طالبًا منه الحضور فورًا إلى القاهرة. أخبره أن العمال الذين يقومون بتجهيز شقته لا يتوقفون عن إزعاج سكان العمارة، حيث إنهم يعملون ليل نهار بدون توقف..

تعجب من حديث جاره وأخذ يتساءل مستغربًا: «أى عمال؟ وأى شقة يتحدث عنها؟». عاد وسأل جاره مرة أخرى: «هل تقصد شقتى؟». قال نعم، وفى حال لم تحضر اليوم سأطلب النجدة. هنا أغلق الهاتف وارتدى ملابسه وقاد سيارته متوجهًا من مدينته بالمنصورة إلى منطقة جسر السويس بالقاهرة.

كاد الجنون يصيب ذلك الرجل وهو فى طريقه إلى القاهرة. أخذ يتساءل فى حيرة من أمره: من هؤلاء ومن أتى بهم إلى شقته؟ لقد اشتريتها منذ عام 2008 وتركتها وسافرت إلى السعودية، وكنت أمر عليها كل عامين.

مجرد وصوله إلى الشقة كانت المفاجأة، وجد العمال قد انتهوا من تركيب السيراميك، أخذ يصرخ فى وجههم: «من أنتم ومن جاء بكم إلى هنا؟! هذه ملكى منذ 26 عامًا. وها هو العقد الذى اشتريته بها من صاحب العقار وورثته»..

اقرأ أيضًا| الإسكان: إنشاء مجمع لنقل الورش من عمارات "الشيخ زايد" منعا لإزعاج السكان

لم يجد ردًا من العمال، منحوه هاتف مالك الشقة الذى أمرهم بتجهيزها. تبين أنه من أصحاب الجنسية السورية، وأنه قام بشرائها من شخص آخر معروف فى المنطقة باسم أحمد. ف.

طلب منه الشاب الحضور فورًا، وقدم له ما يثبت أنها شقته، وألزمه بإيقاف كل الأعمال والتوجه معه إلى النيابة العامة لكشف ملابسات النصب الذى حدث.. دقائق وكان الجميع أمام نيابة السلام، قدم كل منهما بلاغًا لحفظ حقه، وطالبا بالقبض على الشخص النصاب الذى باع للسورى الشقة..

يوما بعد يوم بدأت تتكشف الكواليس. تبين أن الشخص الذى باع الشقة للسورى ليس هو البائع المباشر، بل باعها لشخص آخر، والذى باعها بدوره إلى السورى بمبلغ مليون و500 ألف جنيه، رغم أن سعرها يتجاوز 4 ملايين جنيه..

بدأت التحريات تدور حول الشخص الوسيط الذى باع الشقة للسورى، وتبين أنه معروف فى المنطقة، وأنه قام ببيع أكثر من شقة بهذه الطريقة لزبائن من جنسيات غير مصرية.

وعند السؤال عنه، أكد جيرانه أنه سافر إلى السعودية لأداء مناسك العمرة.
يقول الشاب: «عشت أيامًا من الرعب، ما جمعته من الغربة سنوات كان سيذهب فى لحظة. لم أتخيل أن ذلك سيحدث، استولى شخص على شقتى وباعها لغيرى دون علمى، ثم كرر ذلك مع ضحايا آخرين مثلى. نصيحتى للجميع «وثقوا عقودكم فى الجهات الرسمية، فهو السبيل الآمن لضمان حقوقكم».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة