تامر عبدالقادر
تامر عبدالقادر


فيها حاجة حلوة

انتهى الدرس.. اغلقوا الكراريس

الأخبار

الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 - 06:58 م

تعلمنا فى مدارسنا معنى كلمة وطن، منذ الصغر فى طابور الصباح، فى تحية العلم، فى الإذاعة المدرسية، تعلمنا النظافة والنظام، وأن الأخلاق والمبادئ ثابتة لا تقبل العشم، تفتح الوعى لدينا على أن المسلم والمسيحى «إيد واحدة» فى مواجهة أعداء الوطن، واكتشفنا أن حب الوطن فى الشرايين يجرى بالوراثة والعصب.

ففى حصة التاريخ درسنا حكايات شعب ضحى من أجل الوطن، وفى درس ثورة 19 أدركنا أنه مهما طال الاستعمار والحصار لابد أن ينتهى أمام شعب يأبى الهزيمة والانكسار، وعلمنا أن الإفراج عن سعد زغلول وزملائه وعودتهم من المنفى للمرة الثانية فى 23 ديسمبر 1921 كان بفضل شعب رفض الاستسلام والهزيمة.

وفى حصة الجغرافيا عرفنا قيمة الوطن، وتيقنا أن موقعه الاستراتيجى اجتمعت عليه الأطماع، وضعوا الخطط ورسموا خريطة أحلامهم، وروجوا أنها الحقيقة والأمل، وأن مساحة مصر مبالغ فيها، ودول كثيرة هى كالعدم، أدرجوا الخريطة فى مناهجهم، درسوها لأبنائهم، سخروا جيوشهم وحشدوا قواهم، لتتحطم أحلامهم الاستعمارية أمام شعب حكى عنه التاريخ والجغرافيا كانت شاهدة.

أما فى حصة الاقتصاد، فكانت العزيمة سلاح المرحلة، حجبوا عنا المستثمرين، وأوقفوا تدفق الدولار حتى نستسلم ونخضع، ارتفعت الأسعار، واستغل الأزمة معدومو الضمير، أخفوا السلع وشاركوا فى تجويع من حولهم، وظل الشعب هو البطل.

لم ييأسوا ودمروا دولًا كثيرة حولنا، ليكون الحصار من كل حدب، استغلوا وسائل التواصل الاجتماعى بأساليب شائقة وناعمة لبث الأكاذيب والشائعات وزعزعة ثقة المصريين فى استقرار وطنهم، وكان وعى الشعب لهم بالمرصاد.
هذه حكاية شعب يأبى الانكسار.. انتهى الدرس، اغلقوا الكراريس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة