صورة موضوعية
صورة موضوعية


اضطرابات النوم .. طبيب يوضح الآثار المترتبة على إهمال العلاج

رانيا عبد الكريم

الخميس، 26 ديسمبر 2024 - 04:51 م

هناك عدة سلوكيات غير طبيعية تشبه السير أو الأكل أثناء النوم، والتي يمكن أن تحدث خلال مرحلة النوم دون وعي صاحبها لما يقوم به، وهذا يعد اضطراب وخلل في الجهاز العصبي للشخص القائم بهذه الأمور، وهذا يعد مشكلة طبية تحتاج للتدخل العلاجي، إلا أن الكثير من الأشخاص يذهبون فورا بالأمر إلى المس والجن، ويلجأون إلى المشعوذين والدجالين في اعتقاد منهم أنه سبيل النجاة من الأمر.

ونستعرض في التقرير التالي عدد من تلك المشكلات المعروفة بـ"إضطرابات النوم" للتعرف عليها بشكل أكبر:


السير أثناء النوم 

هو حالة تحدث أثناء مرحلة النوم العميق، حيث يقوم الشخص بالتحرك والمشي في أثناء نومه دون أن يكون واعيا.


التحدث أثناء النوم 

هو حالة يتحدث فيها الشخص أثناء نومه دون أن يكون واعيًا لما يقوله، قد تشمل المحادثات جمل غير منطقية أو مفردات غير مفهومة.


الأكل أثناء النوم

هو حالة يقوم فيها الشخص بتناول الطعام أثناء نومه، لكنه لا يتذكر ما فعله عندما يستيقظ، قد يتضمن الأكل اللامعقول أو تناول طعام غير مناسب، وقد يؤدي إلى مشكلات صحية إذا استمر.


الاضطرابات الحركية خلال النوم

تحدث عندما يعاني الشخص من حركات غير طبيعية أو تصرفات أثناء مرحلة حركة العين السريعة للنوم، مثل الصراخ أو التلويح بالأذرع أو الركل، وهذا يحدث غالبًا بسبب مشكلة في الدماغ.


الهلوسة النومية 

هي حالة يتعرض فيها الشخص للشلل المؤقت مابين النوم واليقظة، وقد يشعر بأنه غير قادر على التحرك أو التنفس رغم وعيه الكامل، قد يصاحبها أيضًا هلوسات أو شعور بالتهديد.

القيام بأفعال متكررة أثناء النوم

تشمل تصرفات غير واعية أو متكررة مثل غسل الأطباق، تحريك الأشياء، أو أداء نشاطات أخرى أثناء النوم، على الرغم من أن الشخص يبدو مستيقظًا، إلا أنه في الحقيقة يظل نائمًا.


تُعَتَبر هذه الاضطرابات جزءًا من مشكلات النوم، وقد تتطلب استشارة طبيب متخصص للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، تحدثنا إلى دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي للوقوف على السبب الطبي والعلمي لهذه السلوكيات، وكيفية علاجها، ومضاعفاتها في حال عدم تلقى العلاج المناسب.
وقال فرويز إن جميعها أمراض لها أسباب وطرق للعلاج والإهمال بها قد يؤدي لنتائج خطيرة، فهي عبارة عن خلل في الجهاز العصبي للإنسان، لكن من المؤسف أن هناك من تنعدم لديه الثقافة بهذه الأمور، نتيجة لثقافات وموروثات مجتمعية مختلفة، فيلقيها دوما على المس أو السحر، ويلجأ حينها للمشعوذين والدجالين ولا يفكر في الطبيب والمعالج النفسي.


ضاربا مثلا بـ "الجاثوم" الذي يعاني منه عدد كبير دون أن يعرف سببه، ويعتبره الكثير من الناس تسلط من الجن على الإنسان أومس جني، ولكنه وضع يسمى علميا بـ "شلل النوم" وهو حالة فسيولوجية لها تفسير علمي، بحيث تكون العين مفتحة والجسد لا يستطيع التحرك، ويكون هناك فقدان السيطرة على العضلات لفترة وجيزة، ويأتي نتيجة للاجهاد النفسي والقلق وقلة النوم، وأحيانا العمل بنظام الورديات غير المنتظمة، أو الإفراط في الكحول وفي استهلاك الكافيين، وقد يكون نتيجة للعامل الوراثي.


الغالبية العظمى من تلك المشكلات تكون نتيجة لوجود زيادة فى كهرباء المخ كما أشار فرويز، موضحا أنها تكون عبارة عن نوبات صرعية، فيقوم المريض ويتحرك ويقوم بأفعال مختلفة من أكل أو مشى أوحديث مع الغير أو أي شئ أخر وهو غير واعي لما يقوم به، وبعد أن يفيق لا يتذكر أى مما حدث معه.


ولتحديد المشكلة في البداية لفت فرويز أنه يتم عمل رسم مخ للمرض في حال أنه أقل من 25 سنة، أما إذا كان المريض أكبر من 25 سنة يكون فيتم عمل أشعة رنين مغناطيسي بجانب رسم المخ.


ومن الأسباب التى أشار لها أستاذ الطب النفسي لهذه الأمراض "الإجهاد سواء مذاكرة أو عمل بدني أو نفسي، وكذلك تعاطي بعض الأدوية قد يكون هذا من أثاره الجانبية خاصة لو أن المريض غير معتاد عليها، أو الإدمان، أو كهرباء على المخ فنبحث عن مصدرها".


من الممكن أن تحدث مثل هذه الأمور مع بعض الأطفال وتكون طبيعية في حال عدم تكرارها بشكل ملفت وفق حديث دكتور جمال، وهنا يقول "لاداعي للقلق فسينتهي الأمر دون تدخل طبي"، ولكن في حال تكرارها أو السن تخطى مرحلة الأطفال وقد يؤذي نفسه هنا لابد من التدخل وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة السبب وعلاجه.


واختتم فرويز حديثه قائلا: «المخاطر والمضاعفات لهذه الأمراض في حال إهمالها وعدم معالجتها بشكل سليم تتمثل فى تزايد الحالة سوءا، وبالتالي قد يؤذي نفسه أو غيره وهو غير مدرك أو واعي لما يقوم به».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة