محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

القوى العظمى وحقوق الإنسان

محمد بركات

الخميس، 26 ديسمبر 2024 - 05:16 م

كان المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله طوال الشهور الأربعة عشر الماضية، التى استغرقتها حرب الإبادة اللاإنسانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة وحتى الآن، مثيرًا لموجات عارمة من الغضب والألم وداعيا للاستنكار والرفض لعمليات القتل والدمار التى تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمواطنين العزل.

ولكن المشهد  كان ولا يزال كاشفا عن مدى الكذب والخداع الذى تمارسه القوى الدولية الكبرى التى وقفت مساندة للعدوان وداعمة له، رغم أنها ظلت طوال الأعوام الماضية منذ منتصف القرن الماضى وحتى اليوم تمارس الكذب العلنى على كل شعوب ودول العالم، وتدعى أنها المدافع عن حقوق الإنسان فى كل مكان، والراعى الأول لحقوق وحريات الشعوب فى تقرير مصيرها.

ولكن للأسف ثبت بالدليل القاطع مخالفة هذه الادعاءات للحقيقة طوال الأربعة عشر شهراً التى استغرقها العدوان الذى مازال مستمراً حتى الآن،..، حيث كانت ولا تزال آلة الحرب والقتل والدمار الإسرائيلية تمارس عملها الإجرامى فى هدم المنازل والمدارس والمستشفيات وكل المنشآت على رؤوس أهلها، وتقوم بتدمير وتخريب كل صور الحياة فى قطاع غزة.

وكل ذلك القتل والهدم والدمار يتم دون أن تتحرك هذه القوى والدول الكبرى، التى صدعت رؤوسنا والعالم كله بدفاعها الوهمى عن حقوق الإنسان والحريات الإنسانية والشعوب المستضعفة.

وقفت هذه القوى موقف المتفرج، بل المؤيد والمبارك للعدوان، ولجرائم الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، ورأينا هذه القوى الكبرى تتبارى وتتسابق فى إعلانها عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها دون خجل بل فى وقاحة وتبجح،..، وحتى عندما استشعرت موقفها المخزى دعت للتهدئة للطرفين وتجاهلت أن هناك طرفا يمارس القتل والإرهاب والإبادة ضد شعب أعزل ومحتل ومن حقه الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال،..، وهكذا كانت الأربعة عشر شهرًا وما تزال كاشفة لحقيقة ما تدعيه تلك القوى من الدفاع عن حقوق الإنسان وحريات الشعوب. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة