عمرو الخياط
عمرو الخياط


فوق حرف ساخن

الجمهور العظيم

عمرو الخياط

الجمعة، 27 ديسمبر 2024 - 07:04 م

جمهور النادى الأهلى ليس مجرد مشجعين يتابعون فريقهم من المدرجات أو خلف الشاشات، بل هم جزء لا يتجزأ من تاريخ النادى وهويته. يُعرف هذا الجمهور بشغفه العميق وحماسه اللامحدود، وهو دائمًا على استعداد للوقوف بجانب فريقه فى أصعب اللحظات وأجملها. ولكن، كما أن لهذا الجمهور القدرة على بث الروح فى الفريق، فإنه يمتلك أيضًا الجرأة لتوجيه النقد عندما يشعر بأن الأداء لا يرقى لطموحاته الكبيرة.

فى المباراة الأخيرة التى جمعت النادى الأهلى مع فريق شباب بلوزداد الجزائرى، كان جمهور القلعة الحمراء فى قمة سعادته، إذ حقق الفريق فوزًا ساحقًا بنتيجة 6-1، وهو ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا يعكس قوة الفريق وقدرته التنافسية. الهتافات التى علت فى المدرجات وتصفيق الجماهير كانا دليلًا على اعتزازهم بالفريق واحتفالهم بالنتيجة الكبيرة.

رغم الفوز الكبير، لم يكن جمهور الأهلى راضيًا بالكامل عن أداء الفريق. أظهر الجمهور وعيًا كرويًا عاليًا، حيث انتقدوا بعض الجوانب الفنية والتكتيكية التى رأوا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب، خاصة فى الشوط الثانى من المباراة. جاءت الانتقادات لتعكس طبيعة هذا الجمهور الذى يضع سقفًا عاليًا من التوقعات، فهو لا يكتفى بالفوز فقط، بل يبحث دائمًا عن الأداء المثالى الذى يليق بسمعة النادى.

حيث لاحظ الجمهور الواعى عدم استثمار الفرص بالشكل الأمثل خلال الشوط الأول، وتراجع مستوى بعض اللاعبين فى الدقائق الأخيرة، بالاضافة الى غياب التنظيم الدفاعى فى بعض الفترات، مما أدى إلى استقبال هدف غير مبرر.

هذا التحول من الاحتفاء بالفوز إلى النقد البنّاء يوضح طبيعة العلاقة بين الأهلى وجمهوره. جمهور الأهلى ليس جمهور مجاملات، بل جمهور يريد دائمًا الأفضل لناديه، مهما كانت النتائج، وهو لا يتردد فى تقديم دعمه للفريق حين يحتاجه، لكنه فى الوقت ذاته لا يتوانى عن توجيه رسائل واضحة للإدارة والجهاز الفنى واللاعبين بأن الطموح يجب أن يبقى دائمًا فى أعلى مستوياته.

فى عالم كرة القدم، قد تكون النتيجة هى كل شىء بالنسبة للبعض، لكن جمهور الأهلى يرى الأمور بمنظور مختلف. بالنسبة لهم، الأداء الجميل والتنظيم الجيد واللعب بروح قتالية هو ما يجعل الفوز ذا قيمة حقيقية.

يبقى جمهور الأهلى هو الرقم الأول فى معادلة نجاح النادى. هو الحائط الذى يستند عليه الفريق فى لحظات الانكسار، وهو أيضًا الدافع لتحقيق الانتصارات. وبينما قد يبدو أحيانًا قاسيًا فى انتقاداته، فإن هذه القسوة نابعة من حُب حقيقى ورغبة دائمة فى رؤية الأهلى فى القمة، حيث اعتاد أن يكون دائمًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة