أحد الاكتشافات الجديدة في مجمع معبد تابوزيريس ماجنا بكينج مريوط غرب الإسكندرية
أحد الاكتشافات الجديدة في مجمع معبد تابوزيريس ماجنا بكينج مريوط غرب الإسكندرية


حكاية الجميلة كاثلين مارتينيز الباحثة عن كنوز المصريين

اكتشافات «كينج مريوط» أول خيوط العثور على قبر «كليوباترا»

آخر ساعة- عصام عطية

السبت، 28 ديسمبر 2024 - 12:26 ص

أعادت الاكتشافات الجديدة في مجمع معبد تابوزيريس ماجنا بكينج مريوط غرب الإسكندرية، إحياء الآمال في تحديد مكان قبر الملكة كليوباترا، حيث اكتشفت البعثة الأثرية «المصرية - الدومينيكانية» التابعة لجامعة سان دومينجو، برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز، نفقًا منحوتًا في الصخر على عمق حوالي 13.5 متر تحت سطح الأرض، وارتفاعه حوالى 2 متر، كما تم العثور بالقرب من المعبد على رأسين مصنوعين من الألبستر، أحدهما لشخص من العصر البطلمي، والآخر من المرجح أنه تمثال لأبو الهول.

◄ أبرز الاكتشافات.. نفق صخري بعمق 13متراً ورأسان من العصر البطلمي

◄ البعثة تعثر على أجزاء من معبد تابوزيريس و16 دفنة بمقابر منحوتة

التصميم المعمارى للنفق المكتشف يشبه بصورة كبيرة لتصميم نفق يوبيلينوس باليونان، ولكنه أطول منه، ويعد بمثابة إعجاز هندسى، وقد تم الكشف عن جزء من النفق غارق تحت مياه البحر المتوسط، كما تم العثور على عدد من الأواني الفخارية والجرار الخزفية تحت الرواسب الطينية، بالإضافة إلى كتلة مستطيلة الحجم من الحجر الجيرى، وباستكمال أعمال الحفائر فقد أثبت العديد من الشواهد الأثرية أنه يوجد جزء من أساسات معبد تابوزيريس ماجنا مغمورة تحت الماء.

◄ كشف مهم

ووفقًا للعلماء والأثريين، فإن الكشف الأثرى الجديد غرب الإسكندرية من أهم ما تم اكتشافه مؤخرًا، لأنه يثبت الحياة فى منطقة صحراء الكينج مريوط، وتوسع الحياة فى العصور الماضية فى هذه المنطقة، وليس بالمدينة القديمة فقط، حيث ضرب الساحل المصرى ما لا يقل عن 23 زلزالًا بين عامى 320  و1303 ميلادية، مما أدى لانهيار جزء من معبد تابوزيريس ماجنا وغرقه تحت الأمواج.

البعثة خلال مواسم الحفائر السابقة، تمكنت من العثور على العديد من القطع الأثرية الهامة داخل المعبد منها عملات معدنية تحمل صور وأسماء كل من الملكة كليوباترا، والإسكندر الأكبر، وعدد من التماثيل مقطوعة الرأس، وتماثيل للإلهة إيزيس، بالإضافة إلى نقوش وتماثيل نصفية مختلفة الأشكال والأحجام، كما اكتشفت شبكة أنفاق تمتد من بحيرة كينج مريوط إلى البحر المتوسط، و16 دفنة داخل مقابر منحوتة فى الصخر، والتى شاع استخدامها فى العصرين اليونانى والروماني، بالإضافة إلى عدد من المومياوات والتى تبرز سمات عملية التحنيط خلال العصرين اليونانى والروماني.

◄ اقرأ أيضًا | معبد تابوزيريس ماجنا.. أسرار العصر البطلمي المتأخر

◄ ليست كليوباترا

الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أشار إلى أنه من بين القطع المتميزة التى تم الكشف عنها تمثال صغير من الرخام الأبيض لسيدة ترتدى التاج الملكي، وتمثال آخر نصفى من الحجر الجيرى لملك يرتدى غطاء الرأس «النيمس»، منوهًا إلى أن الدكتورة كاثلين مارتينيز، قائدة فريق الكشف، تعتقد أن تمثال السيدة المكتشف يخص الملكة كليوباترا السابعة، على عكس ما يراه العديد من علماء الآثار، حيث إن ملامح وجه هذا التمثال مختلفة تمامًا عن تلك الخاصة بالملكة كليوباترا السابعة لذلك فهو من المرجح أن يكون لأحد الأميرات، حتى أن الدكتور زاهى حواس ألقى نظرة وعرض حكمه، وقال وزير الآثار الأسبق: «نظرت إلى التمثال بعناية.. إنها ليست كليوباترا على الإطلاق إنها رومانية».

وقد عثرت البعثة، على 337 عملة، تحمل العديد منها صورة الملكة كليوباترا السابعة، ومجموعة من الأوانى الفخارية الطقسية، ومصابيح زيتية، وأوانٍ من الحجر الجيرى لحفظ الطعام وحفظ أدوات التجميل، وتماثيل برونزية، وتميمة على شكل جعران منقوش عليها عبارة «عدالة رع قد أشرقت»، وخاتم من البرونز مكرس للإلهة حتحور، بالإضافة إلى مجموعة من الشقف والأوانى الفخارية التى تؤرخ لإنشاء المعبد فى العصر البطلمى المتأخر، مما يوضح أن بناء جدران المعبد يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.

البعثة عثرت أيضًا على بقايا معبد من العصر اليونانى يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد، دمّر فى الفترة ما بين القرن الثانى قبل الميلاد وبداية العصر الميلادي، ويقع هذا المعبد بالقرب من نظام للأنفاق عميق يمتد من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى العثور على مقبرة كبيرة تضم 20 سردابًا، إلى جانب مقبرة تحت فنارة تابوزيريس ماجنا القديمة بها ثلاث غرف، تم العثور بداخل إحدى هذه الغرف على تسعة تماثيل نصفية من الرخام الأبيض وعدد من القطع الأثرية، وقد أسفرت أعمال التنقيب الأولية تحت مياه البحر المتوسط فى هذه المنطقة حيث بقايا أجزاء معبد تابوزيريس ماجنا، عن اكتشاف هياكل آدمية، وكميات كبيرة من القطع الفخارية، مما يؤكد الأهمية التاريخية والثقافية للموقع. 

◄ الباحثة الجميلة

أعمال الحفر والتنقيب، تقودها الدكتورة «الجميلة» كاثلين مارتينيز، والتى تبدو من الوهلة الأولى وكأنها ملكة جمال إحدى الدول الأوروبية، أو فنانة مشهورة حضرت للإسكندرية لتصور إعلانًا لفيلمها الجديد، أو تلتقط صورًا مع آثارنا العريقة، إلا أنها فى الحقيقة هى الدكتورة كاثلين تيريزا مارتينيز بيري، مواليد 1966، عالمة آثار ومحامية ودبلوماسية من جمهورية الدومينيكان، اشتهرت بعملها منذ عام 2005 فى البحث عن قبر كليوباترا فى مصر، وتترأس البعثة المصرية الدومينيكية بالإسكندرية، وتشغل حاليًا منصب وزير المستشار المكلف بالشؤون الثقافية فى سفارة الدومينيكان فى مصر.

كاثلين، عندما كانت صغيرة، كان والدها الأستاذ والباحث القانونى، فاوستو مارتينيز، يمتلك مكتبة خاصة واسعة النطاق، والتى اعتمدت عليها للبحث فى الموضوع الذى أصبح بعد ذلك شغفها الكبير «مصر والأيام الأخيرة لكليوباترا»، ورغم شغف طفولتها بمصر، ركزت الدكتورة مارتينيز فى دراستها على مهنة المحاماة، فقد أرادت أن تتبع خطوات والدها، فتخرجت فى كلية الحقوق، وأصبحت محامية جنائية بجمهورية الدومينيكان، ونشأ هوسها بكليوباترا من جدال مع والدها عام 1990، ومجموعة من الأصدقاء الذين اعتبروا سيرة كليوباترا غير مهمة.

وترى العالمة «الجميلة» الدكتورة كاثلين، إن الخوض فى تاريخ كليوباترا، رغم تأثير الدعاية الرومانية والتحيز الدائم ضد المرأة على مر القرون، يكشف عن شخصية سابقة لعصرها.

◄ قبرها هنا

وتقول كاثلين، إن بطليموس الثانى أسس مدينة تابوزيريس ماجنا القديمة، والمعروفة أيضًا باسم «قبر أوزوريس العظيم» عام 275 قبل الميلاد، وأن المملكة البطلمية تأسست هنا بهذا الموقع بالإسكندرية، وأن كليوباترا السابعة قبرها بالقرب من هنا، ومازالت جميع قبور القادة البطلميين الـ14 مجهولة، بينما يعتقد الخبراء على نطاق واسع أن أجساد كليوباترا، والقادة البطالمة الـ١٤ كامنة فى قصرها الغارق.

أجرت كاثلين، أول رحلة لها إلى مصر في 2002، حيث تمكنت من الاتصال بالدكتور زاهى حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار وقتها، وكانت بدايتها باكتشاف غرفتين فى معبد «تابوزيريس مانجا»، وتوقعت أن يكونا لقبر كليوباترا ومارك أنتونى، ثم عادت إلى بلدها وأعدت مشروعًا بدعم من جامعة «كات إرمليكا سانتو دومينجو» لبدء التنقيب، ومنذ ذلك الحين، وهى تبحث عن كليوباترا.. فهل ستنجح كاثلين في الوصول إلى قبر كليوباترا؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 

 

 

 

 

مشاركة