جلال عارف
في الصميم
جلال عارف يكتب: مصير سوريا.. وحروب الميليشيات!
الإثنين، 30 ديسمبر 2024 - 09:30 م
الشىء الوحيد المؤكد فى دمشق اليوم هو أن الحديث عن سوريا المستقلة الموحدة الديمقراطية شىء، وما يجرى فى الواقع شىء آخر!!
حديث الأمنيات جيد، لكن الحقائق على الأرض تقول إن الأوضاع تسير فى اتجاه مخالف، والمشهد - للأسف الشديد - يمضى إلى المزيد من التعقيد.
من وضعوا سيناريو إسقاط النظام السابق لم تكن سوريا الموحدة المستقلة هى هدفهم، ولم يكن لديهم - بعد إسقاط النظام - إلا ما يقود إلى صراع الميليشيات التى مازال معظمها مدرجاً فى كشوف المنظمات الإرهابية، والى تسابق تركيا واسرائيل على استباحة الأرض وتعزيز المواقف وبسط النفوذ!!
منذ اللحظة الأولى كان واضحاً أن حديث الشراكة الوطنية ليس جاداً، ولكنه مطلوب فقط فى فترة «التمكين» لجبهة تحرير الشام «النصرة سابقاً».
لم يتعلم أحد من درس العراق بعد الغزو، تركوا لاسرائيل مهمة تدمير كل المعدات العسكرية للجيش السوري، لكى يكون الجيش بعد ذلك هو جيش الميليشيات.
وتوالت التعيينات لتعكس قراراً بالانفراد بالسلطة من قيادة تحرير الشام.. وكان المبرر أن الوضع مؤقت ولن يدوم إلا شهوراً. وبالأمس قال قائد تحرير الشام «الجولانى» إن المؤقت سيطول، وإن الدستور الجديد يحتاج لثلاث سنوات، وأنه لا انتخابات لرئيس أو حكومة إلا بعد ٤ سنوات!!
يحدث ذلك بينما الصراعات المسلحة تتمدد فى معظم سوريا لتنذر بالأخطر وتشير إلى المزيد من دوامات العنف فى وطن تحمل الكثير، ويعرف جيداً أن تنوعه السياسى والطائفى كان سر ثرائه الثقافى والحضاري، وكان أيضاً هدف كل المتآمرين(!!)..
على الساحة الآن قتال بين الميليشيات التابعة لتركيا وبين الأكراد فى الشمال.
وأكثر من قتال بين ميليشيات تحرير الشام ومنافسيها والمطلوب من الجميع - بعد تصريحات الجولانى الأخيرة أن يتركوا ميليشيات تحرير الشام تحكم وحدها وتقرر مصير سوريا بلا شك، وأن تحل كل مؤسسات الدولة وتنفذ «روشتة التمكين» التى جربتها الجماعات الإرهابية فى دول عديدة ولم يكن وراءها إلا الخراب!!
سوريا - بكل تاريخها العظيم وشعبها صانع الحضارات - لن تقبل أن تكون أفغانستان أخرى أو أن تتحول إلى «فريسة» للمتربصين من الاعداء، أو للمتقاتلين من فصائل الارهاب. سوريا - رغم التحديات - قادرة على الصمود، وعلى كل العالم العربى أن يدرك حجم الخطر من سقوطها فى يد الفوضى أو جحيم الارهاب وأنه لا بديل عن موقف عربى موحد ينتصر لسوريا الموحدة والمستقلة والديمقراطية.
فلينتصر الجميع لسوريا (الوطن والدولة والشعب العظيم) ولتتوقف الرهانات الخائبة التى مازالت تحلم بأفغانستان أخرى فى قلب العالم العربي!!
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة