محمد البهنساوي
حروف ثائرة
محمد البهنساوي يكتب: عام جديد لعالم ظالم
الإثنين، 30 ديسمبر 2024 - 09:35 م
ساعات ويبدأ عام جديد، كنت أتمنى أن أتبادل التهانى والمباركات مشاركا الفرحة بالعام الجديد، لكن كيف يتأتى ذلك وسط هذا الكم من الظلم والعدوان والفجور فى حرب إبادة ضمن الأكثر إجراما بالتاريخ، كنت قد عقدت العزم لتخصيص مقال اليوم للمعايدة وبدأت أرتب عبارات التهانى والأمنيات السعيدة لبلدنا وشعبنا وكل شعوب العالم، وإذ فجأة يرفض سفاحو تل أبيب أن يغادرنا العام دون جريمة خسيسة تضاف لجرائمهم القذرة بغزة، الاعتداء على مستشفى كمال عدوان وتدميره وإخراجه من الخدمة وهو آخر مستشفى كان يعمل بأقل الإمكانيات لمداواة جروح أهل غزة.
إلى أين تسير تلك المأساة؟ لا أحد يعلم إلا الله وهو العالم كذلك بالحكمة التى لا ندركها مما يتعرض له ويكابده شعبنا العربى بغزة من أحط جرائم عدوان وتنكيل وإبادة ، كيف أعايد وأهنئ وسط كل تلك الأخبار السيئة من تراكم حافلات المساعدات على أبواب القطاع وترفض تل أبيب دخولها، والأدهى أن قادة العالم يتوسلون إليها لمجرد دخول بعض تلك السيارات لكن تستمر إسرائيل فى إذلال العالم أجمع وترفض دون حياء الاستجابة، هل تذكرون محاولتهم إلصاق تلك التهمة بمصر وحكومتها؟
أطفال تتجمد، شيوخ وشباب ونساء ينتظرون دورهم للموت، والموت أهون من عذاب انتظاره وسط تلك الأهوال، برد قارس يزحف حثيثا دون توافر ما يقيهم قرسته المميتة، مؤسسات دولية تعلن ما ينتظر أحياء غزة من أهوال يغبطون بسببها شهدائهم وأمواتهم، نقص غذاء وإختفاء دواء وغياب معونة شتاء قارص ، حصار إسرائيلى خانق، قتل وتدمير يومى ، جريمة إبادة وحرب تدمير تكتمل أركانها، والأسوأ هذا الخزى والعار الدولى من صمت بل ومشاركة بتلك الجرائم !! ، لماذا نتركهم لهذا الموت البطىء، لماذا لا يقرر العالم طالما أنه عاجز وظالم ومتخاذل إبادة أهل غزة مرة واحدة رحمة بهم وإرضاء لزبانية جهنم وسفرائها بتل أبيب ومن يعاونهم.
ورغم الألم والمرارة لا نملك إلا الدعاء لله العادل الرحمن الرحيم أن يكون العام الجديد أكثر عدالة وأن تنكسر فيه شوكة كل ظالم معتد وتتبدل معاناة وألم كل مظلوم، أن يهب الله للعالم الشجاعة ليواجه الظلم وينحاز للإنسانية بعيدا عن أى هوى أو تعصب.
قولوا آمين.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة