واجهت مصر خلال الفترة الأخيرة موجة من الإرهاب, وتطور من عصابات مسلحة إلى عمليات لتدمير المقار العسكرية والأمنية بسيارات مفخخة وقذائف الهاون و"أر بى جى" وأخرها حادث العريش الذي راح ضحيته استشهاد 30 ضابطا وجندي من القوات المسلحة والشرطة وإصابة 80 تم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية في حالة خطرة. ودعا ذلك القيادة السياسية إلى إصدار قرار جمهوري بتعين اللواء أ.ح أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميداني إلى قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس وترقيته إلى رتبه الفريق ذلك جاء عقب اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة وبحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة. وشدد المجلس إلى المضي قدما في تحقيق الأمن والاستقرار ودفع عجلة التنمية والأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنى القوات المسلحة عن واجبها المقدس في اقتلاع جذور الإرهاب, وقال الخبراء العسكريين إن تعيين قيادة موحدة لمنطقة شرق القناة برئاسة الفريق عسكر يمنحه امتيازات عمل مناورات بين الجيشين ويكون تابعا للقيادة العامة وبالتنسيق مع رئيس الجمهورية أجاب الخبراء على تساؤلات عديدة ماذا يعنى القرار, وهدفه,  ولماذا كلف عسكر بهذه المهمة, وهل سيقضى على جذور الإرهاب في سيناء.   في البداية، قال اللواء محسن  النعمانى، وكيل المخابرات العامة السابق وزير التنيمة المحلية الأسبق، إن القرار الجمهوري الصادر بقيادة الفريق أسامة عسكر لقيادة المنطقة الشرقية للقناة جاء نتيجة لما حدث مؤخرا خلال السنة والنصف التي خاضتها مصر ضد الإرهاب بشتى صوره, مشيرا إلى أن حكم الجماعة الإرهابية منحتهم الفرصة لاختراق الأمن القومي للبلاد في العديد من المجالات، لافتا إلى أن القوات المسلحة حققت الكثير من المكتسبات في حربها الضروس ضد الإرهاب وحدثت لمصر فترة من العزلة الدولية حتى اكتوت الدول الغربية بالعمليات الإرهابية فأصبحت تؤيد مصر في حربها ضد الإرهاب وكان هذا يتطلب قيادة عسكرية على أعلى مستوى من الكفاءة القتالية وسرعة اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب بما تحتاجه كل القوات بكافة الأفرع الرئيسية والتشكيلات التعبوية إلى سرعة توجيه ضرباتها للعدو لشكل تحركاته مستقبلا. وأوضح النعمانى، أن القيادة السياسية لم تتأخر لأن الحرب تمثل حربا وتمر بالعديد من المراحل المتنوعة ولابد من وجود هدف من خلال مواجهة التصعيد بالتصعيد والضغط على العدو حتى تقضى عليه, لافتا إلى أن الإرهاب يوجه ضرباته في الخفاء وطبيعة الحرب لا تتطلب الاستسلام حتى تحقق الهدف من أجله. وعن الجهات الممولة التي ساعدت الإرهابيون في عملية العريش الأخيرة، قال إن منفذي العملية مدربين على أعلى مستوى خارجيا وليسوا هواه لأن القذائف التي استخدمت كانت دقيقة في التصويت نحو الهدف لإصابته، لأن يأخذ شكلا منحيا في الهواء ثم يسقط ليصيب الهدف وتستخدم هذه القذائف ضد الأهداف المحصنة من الأجناب مطالبا بزيادة المنطقة العازلة لأكثر من كيلو متر لاكتشاف إنفاق جديدة طولها يتعدى 1300متر تتخطى المنطقة العازلة. وأشار إلى أن الأعمال الإرهابية ليس ضد القوات المسلحة وإنما ضد الدولة والانتصار الحقيقي بوحدة الصف ولحمة الشعب مع قواته المسلحة في دحره. وقال النعمانى، إن القرار يعطى الفريق عسكر امتيازات لمواجهة الإرهاب وسوف يحد من وتيرة القضاء على العمليات الإرهابية بمعنى أن القوات المسلحة نقلت كل معركتها بالكامل من خلال قيادة جديدة بكل الأفرع الرئيسية إلى سيناء للقضاء نهائيا على الإرهاب وجثه من جذوره.  ومن جانبه أوضح اللواء أ.ح على حفظي، محافظ شمال سيناء الأسبق، أن قرار تكليف الفريق أسامة عسكر قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة جاء بعد دراسة دقيقة من قبل القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لاقتلاع جذور الإرهاب بسيناء نظرا لخبرة الفريق عسكر العسكرية وامتداد نطاق الجيش الثالث إلى وسط سيناء. وأشار حفظي، إلى أن قرار الرئيس الراحل عبد الناصر عندما قام بتعين قائدا للجبهة لا يمكن مقارنته بالوضع الحالي للبلاد لأن الظروف تختلف كنا قديما نعرف العدو والآن يعيش بينا, لافتا إلى أن القيادة الموحدة من الجيشين الثاني والثالث الميداني وكل القوات التي توجد شرق القناة من القوات المسلحة تكون تحت قيادة الفريق عسكر ويكون تابعا للفريق أول صدقي صبحي القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربي وذلك بالتعاون مع الرئيس عبد الفتاح السيسى  مطالبا بضرورة تغيير التمركز للقوات من حيث منع الكمائن الثابتة واستبدالها بكمائن متحركة يصعب رصدها مع الاهتمام بالقبائل البدوية بشمال سيناء وعدم تركها عرضه للإهمال. في حين قال اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات الأسبق للقوات المسلحة، إنه من المعروف عسكريا أن سيناء تخضع للإشراف العسكري من قبل الجيشين الثاني والثالث, لأن الأخير يقوم على تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس من الجنوب الممتد من محافظة  الإسماعيلية حتى السويس من الضفة الشرقية لقناة السويس. وأشار إلى أنه يقع في نطاق تأمين الجيش الثالث القناة لمسافة 54 كيلومتر مع الجيش الثاني وكل الطرقات شمالا وجنوبا حتى جبل الحلال والحسنة لمنع تسلل العناصر الإرهابية لمحافظة جنوب سيناء. وأوضح عبد المنعم، أن نطاق الجيش الثالث يبدأ من الكيلو 61 منتصف طريق مصر السويس وينتهي مع الحدود الدولية من رأس محمد بمسافة 400 كيلو متر, فضلا عن الجزء الأوسط في محافظة شمال سيناء المناطق الصناعية والاقتصادية "الحسنة والزعفرانة ورأس غارب وكانت مسؤولية تأمينها تقع تحت قيادة الجيش الثالث الميداني عقب ثورتي يناير ويونيو ونفق الشهيد أحمد حمدي وسانت كاترين وبلاعيم وأبورديس.  ورحب بالفريق عسكر، مؤكدا أنه يتميز بالكفاءة وسوف يتخذ كل الصلاحيات وتكون تحت قيادته القوات "البحرية والجوية والمشاة والمخابرات الحربية وحرس الحدود وغيرها من باقي التشكيلات التعبوية ويعمل باستقلالية دون الرجوع إلى رئاسة الأركان إلا في حالات الضرورة القصوى. وعن مدى إمكانية اتخاذ القرار قبل ذلك قال سعيد، إن الرئيس الراحل أنور السادات اتخذ وقت حرب أكتوبر وفى أزمة ليبيا وتم عمل قيادة موحدة في المنطقة الغربية برئاسة الفريق حسن أبو سعدة ولجأت إليه بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية عندما قامت بإنشاء قيادة مركزية موحدة في منطقة العلمين بقيادة مونتجمرى. ورحب اللواء أ.ح حمدى بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي بقرار الرئيس السيسى بتولي الفريق عسكر مسئولية قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس لأنه عسكري ذو كفائه عالية فضلا عن قدرته السيطرة على المنافذ عبر سيناء بالكامل ومن خلال المجرى الملاحي لقناة السويس بنظام سيطرة موحد, مشيرا إلى أن ذلك يذلل كل الصعوبات التي تواجه الجيشين الثاني والثالث الميداني وتصبح القيادة موحدة لتحقيق الهدف والسيطرة على كل الاتجاهات بقدرتها وإمكانياتها مع تركيز الجهود بصورة أكبر لتوجيه ضربات أكثر حسما وقوة ضد هذه العناصر نظرا لوجود قدرات لوجيستية وقيادية واحدة تستطيع السيطرة على كل الاتجاهات وتفرض سيطرة القوات المسلحة والدولة. وحول مدى إمكانية إتباع القيادة الموحدة إلى الجيشين، أوضح بخيت، أن القيادة الموحدة لن تتبع الجيشين الثاني أو الثالث وإنما تتبع القيادة العامة للقوات المسلحة مباشرة ولا تؤثر على عمل الجيشين, لافتا إلى أنه يحق لعسكر نقل قوات من الجيشين الثالث إلى الثاني والعكس والبدء في عمل مناورات حربية مشتركة بين الجيشين والتنسيق بينهما. وكشف مصدر عسكري رفيع المستوى أن اتخاذ الفريق أسامة عسكر لقيادة المنطقة الشرقية من القناة ضد الإرهاب نظرا لأنه صاحب المبادرة لتسليم كل الأسلحة غير المرخصة من شيوخ وقبائل سيناء منذ عامين, لقربة من أهالي مدن القناة وخاصة "السويس" وتصديه خلال العام قبل الماضي لمحاولات إحراق المدنية في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير, فضلا عن اهتمامه بخدمه المواطن السويسى وحل مشكلات العمال والمصانع التي توقفت ومواجهة الإضرابات الفئوية فضلا عن اهتمامه بالفرد المقاتل والارتقاء بمستوى مقاتلي الجيش الثالث الميداني فنيا ومهنيا, وتصديه للعمليات الإرهابية بوسط سيناء الواقعة في نطاق تأمين الجيش الثالث, وحرصه الدائم على تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس بالتعاون مع كافة القوات البحرية والجوية لمواجهه أي تعديات، لافتا إلى أن القيادة الجديدة سيكون لها مكان جديد ينتقل إليه الفريق أسامة عسكر خلال الأيام القادمة.