منذ عام 1878 وحتى الآن تعاقب على مقر مجلس الوزراء الكائن بشارع قصر العينى وسط القاهرة، العشرات من رؤساء الوزراء، بدءً من نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر عام 1878 وحتى شريف إسماعيل الذي كلفه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بتشكيل حكومة جديدة.
وكان في مصر القديمة الملك الفرعون في مصر هو رئيس الحكومة، وكان القاضي الأعظم هو وزير الثقافة والتربية والتعليم ومكان الدرس هو المعبد، وكان قائد الجيوش المصرية هو وزير الدفاع، وكان هناك وزير لشئون الأشجار والزراعة والحبوب وكان محرما أن تقطع شجرة أو تلوث ماء النهر، فإذا فعلت فجزاؤك العقاب والحبس أو النفي خارج حدود الوطن.

في العصر الحديث.. حظي المسيو نوبار نوباريان الأرميني الأصل الذي يتحدث عشر لغات باختيار الخديوي إسماعيل له كأول رئيس وزراء لأول وزارة مصرية في العصر الحديث، منذ عام1878، والشيء الملفت للنظر أن أول رئيس وزراء لمصر كان لا يتكلم اللغة العربية، ثم تعاقبت "النظارات" والتي تعني الآن مجلس الوزراء الآن ومنها نظارة نوبار باشا ونظارة الأمير محمد توفيق باشا ونظارة محمد شريف باشا ونظارة مصطفى رياض باشا ونظارة بطرس غالي باشا ونظارة محمد سعيد باشا ونظارة حسين رشدي باشا، ووزارة عدلي يكن باشا في 1921، ووزارة عبد الخالق ثروت باشا في 1922، ويحيى إبراهيم باشا في 1924.
وجاءت وزارة سعد زغلول باشا في 24 نوفمبر 1924، ووزارة أحمد زيور باشا في عام 1926، وعبد الخالق ثروت باشا في 1927، ثم وزارة مصطفى النحاس باشا 1928، ووزارة محمد محمود باشا في 1929 ، ووزارة إسماعيل صدقي باشا في 1933 ، ووزارة أحمد ماهر باشا حتى تم اغتياله في البرلمان في 1945.


وتسلم محمود فهمي النقراشي باشا الوزارة في 1946 في عهد الملك فاروق الأول، ثم وزارة إسماعيل صدقي باشا، ثم النقراشي مرة أخرى حتى تم اغتياله على يد الأخوان المسلمين، ثم وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا المليجي 1948 .

وتسلم علي ماهر باشا الوزارة في عام 1952، ثم أحمد نجيب الهلالي، في استقال بعد 18 ساعة فقط لقيام ثورة 23 يوليو، ثم تولى علي ماهر باشا الوزارة عقب الثورة، ثم تسلم اللواء محمد نجيب الوزارة في 07 سبتمبر 1954، ثم وزارة جمال عبد الناصر في مارس 1954.


وترأس نور الدين طراف الوزارة في عام 1958، ثم وزارة كمال الدين حسين في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1960، ثم وزارة علي صبري في 1962، ثم وزارة زكريا محيي الدين في عام 1965، ثم وزارة اللواء صدقي سليمان في يوليو 1967.

وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تولى محمود فوزي أول وزارة في عهده عام 1970، ثم وزارة عزيز صدقي في عام 1972، وبعد حرب أكتوبر تولى الوزارة عبد العزيز حجازي، ثم وزارة اللواء ممدوح سالم في عام 1975، أعقبها وزارة د. مصطفى خليل حتى تم اغتيال الرئيس محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981.


وبعد تولى الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك مقاليد الحكم، تولى أحمد فؤاد محيى الدين رئيس الحكومة في يناير 1982 ، ثم جاءت وزارة الفريق كمال حسن علي في عام 1984 واستقال بسبب ظروفه الصحية، وتولى د. علي لطفى محمود رئاسة الوزراء في 4 سبتمبر 1985.
وفي نوفمبر عام 1986 تولى عاطف محمد صدقي رئيس الحكومة الجديدة، واستمر لعشر سنوات حتى 1996، ثم جاءت وزارة وزارة كمال الجنزورى (الأولى) في يناير 1996، ثم وزارة عاطف عبيد في 1999 وحتى استقالته في 2004.
وفي 9 يوليو 2004 كلف الرئيس المخلوع مبارك، د. احمد نظيف بتشكيل حكومة جديدة واستمر نظيف في رئاسة الحكومة حتى اندلاع ثورة يناير 2011.


أحمد شفيق.. كلفه الرئيس المخلوع حسنى مبارك بتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة حكومة أحمد نظيف بعد أيام قليلة من اندلاع ثورة 25 يناير المجيدة التى هزّت أركان نظام استقر على كرسى الحكم لثلاثة عقود.
كان من المفترض أن يغادر شفيق المشهد السياسي عقب اضطرار رئيسه وصاحب قرار تكليفه "المتنحى" إلى مغادرة منصب الرئيس تحت ضغط جماهيري ودولي واسع صحبه إعلان الجيش إقراره بمشروعية مطالب المحتجين.
سقط مبارك فى 11 فبراير 2011 لكن أراد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لحكومة شفيق ألا تسقط حينذاك، ودعا لاستمرارها باعتباره "حكومة تسيير أعمال" إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة.
لم يستطع شفيق البقاء لشهر واحد فى الحكم عقب الإطاحة بمبارك، إذا اضطر إلى تقديم استقالة حكومته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الثالث من مارس عام 2011 قبل يوم واحد من مظاهرة كان مقررا تنظيمها بميدان التحرير من أجل إقالته بدعوة من بعض الحركات والائتلافات الثورية وجماعة الإخوان المسلمين.
فى الثالث من مارس عام 2011 أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا حمل رقم 26 أعلن فيه قبول استقالة رئيس الوزراء الفريق «أحمد شفيق» وتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الوزارة الجديدة.
كان عصام شرف قد شارك فى مسيرة ضمت بعض أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة اتجهت إلى ميدان التحرير فى أثناء ثورة يناير، لذا لم يجد تكليفه اعتراضا من الحركات الثورية، وباركت جماعة الإخوان تسميته رئيسا للحكومة، وحلف اليمين الدستورية فى "التحرير" قبل أن يؤديه رسميا أمام المشير محمد حسين طنطاوى. عملت حكومة شرف فى أجواء مضطربة وسط مطالبات بحبس مبارك ومحاكمته واستعادة الأموال المهربة، ووقعت حوادث دامية فى أثناء توليه منصب رئيس الوزراء مثل "مذبحة ماسبير" التى وقعت فى أكتوبر عام 2011 تلتها أحداث محمد محمود فى نوفمبر من العام نفسه وانتهت باستقالته من منصبه.
خلف الدكتور كمال الجنزورى، الدكتور عصام شرف فى رئاسة وزراء مصر، أواخر عام 2011 حيث أسند المجلس الأعلى للقوات المسلحة للجنزوري مهمة تشكيل "حكومة إنقاذ وطنى".

جاء تكليف الجنزورى برئاسة الحكومة وسط استمرار المظاهرات المناهضة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بميدان التحرير، واستقبل المتظاهرون وعدد كبير من الحركات الشبابية تكليف الجنزورى بالرفض.

كلفه الرئيس المعزول محمد مرسى فى الرابع والعشرين من يوليو عام 2012م بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الدكتور كمال الجنزورى التى شغل قنديل فيها منصب وزير الموارد المائية والرى.


وكان قنديل المولود فى سبتمبر عام 1962 أصغر رؤساء الحكومات فى تاريخ مصر سنّا، كما كان أول رئيس وزراء لمصر له "لحية" ما أثار الشكوك حول انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين إلا أنه نفى ذلك مرارا.

لم تعش حكومة الدكتور قنديل طويلا فبعد أقل من عام على تشكيلها قدم رئيسها استقالته فى الثامن من يوليو الماضى فى أعقاب عزل مرسى احتجاجا على الأحداث المؤسفة التى شهدتها البلاد، وانتهى المطاف بقنديل سجينا بسبب عدم تنفيذ حكم قضائى بعودة شركة طنطا للكتان للدولة التى سبق خصخصتها عام 2005.


شغل الدكتور حازم الببلاوي منصب رئيس الوزراء فى فترة استثنائية من تاريخ البلاد عقب عزل الرئيس المعزول محمد مرسى من منصبه، بعد عام واحد قضته الجماعة فى سدة حكم أكبر دولة عربية، وإصدار دستور 2014.

وتولى الرئيس المؤقت عدلي منصور في مارس 2014 مقاليد الحكم، وأدى المهندس إبراهيم محلب اليمين القانونية أمام منصور، قبل أن يجري أول تعديل وزاري في الشهر نفسه حينما تم تعيين الفريق أول صدقي صبحي وزيرا للدفاع خلفا للسيسي.

واستقال السيسي من منصبه الوزاري يوم 26 مارس 2014، وأعلن عزمه الترشح لرئاسة الجمهورية، وفي 3 يونيو من نفس العام، أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية فوز المشير السيسي برئاسة مصر بنسبة 96.91%.

وعقب تولى السيسي مقاليد الحكم، تقدم محلب باستقالة الحكومة، وكلفه رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة جديدة أدت اليمين الدستورية يوم 17 يونيو 2014، وتكونت من 34 وزيرًا، بينهم 13 وجهاً جديدًا، عن حكومته إبان حكم عدلي منصور.

وجاءت فضيحة قضية الفساد الكبرى التي طالت مسئولين حكوميين والقبض على وزير الزراعة صلاح هلال عقب تقديم استقالته، لتقلب الطاولة في وجه محلب، وتعطل "الدينامو" الذي اشتهر به في جولاته المتعددة والكثيرة منذ توليه رئاسة الحكومة.

وتقدم "محلب"، السبت 12 سبتمبر، باستقالته للرئيس السيسي، وقبل الرئيس الاستقالة على خلفية اتهامات بقضايا فساد داخل وزارة الزراعة.

وكلف الرئيس السيسي المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية في الحكومة المستقيلة، وكلفه باتخاذ ما يلزم من إجراءات نحو تشكيل الحكومة الجديدة خلال أسبوع.