رسالة إلى شباب الإخوان : الخطأ في المنهج و ليس فى التطبيق 2012- م 10:38:51 السبت 05 - مايو هشام فيصل حبارير بعد واقعة ترشح خيرت الشاطر كمرشح أساسى و محمد مرسى كمرشح احتياطي عن الإخوان المسلمين للرئاسة وما تحمله هذه الواقعة من نقض الجماعة لعهودها بالإضافة إلى كذب معظم قيادات الجماعة على الشعب المصرى . وجاء على رأس كذبة الجماعة المرشد محمد بديع الذي أكد سابقاً أن الجماعة لن يترشح منها أحد للرئاسة بل لن تدعم مرشحاً إسلامياً و رئيس مجلس الشعب و رئيس لجنة إعداد الدستور السيد الكتاتني الذي قال إنه على مسؤوليته الشخصية أن الجماعة لن يترشح منها أحد على الرئاسة خرج مجموعة من شباب الإخوان ليرفضوا ما فعل قيادتهم لكن الغريب أنهم يبررون ذلك بخطأ التطبيق و أنه إنحراف عن منهج الجماعة . وهذه هي مشكلة شباب الجماعة و كل من ينتمى إليها فهم لا يستطيعون أن يواجهوا حقيقة الكيان الذى ينتمون إليه فحين يصدم شباب الإخوان بإحدى تصرفات الجماعة يذهب شباب الجماعة إلى أن هذا انحراف عن منهج الجماعة الذي وضعه حسن البنا دون أن يحاولوا قراءة التاريخ المكتوب بأيديهم و ليس أيدي مخالفيهم وسوف أحاول في السطور التالية أن أعطى لشباب الجماعة بعض الإشارات البسيطة دون أن أستغرق فى التفاصيل من كتابات و أقوال الأباء المؤسسين للجماعة  لعلهم يرجعون إليها فى لجظة صراحة مع النفس و حينها سوف يعلمون إن كان الخطأ فى المنهج أم فى التطبيق . حاولت كثيراً أن أفهم السر وراء إطلاق لقب الإمام على حسن البنا فلم أجد منطقا لهذا فالإمامة تطلق على رجل عالم دين له إسهامات فى الفقه أو الحديث أو التفسير لكن أن تطلق على رجل أسهامه هو بناء تنظيم لا أجد له مبررا و إلا أطلقنا على سعد زغلول مثلاً لقب إمام و خصوصاً أنه أزهرى فما هى إسهامات البنا فى علم الدين سوى مجموعة من الرسائل الأخلاقية ! يقول البنا عن منهاج الجماعة ( أن هذا المنهاج كله من الإسلام و كل نقص فيه هو نقص من الإسلام ذاته ) أى أن الجماعة هى الوحيدة التى تعبر عن الإسلام الحق و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو قبل أن يظهر البنا كيف كان حال السابقين هل كانوا على ضلال في إنتظار الإمام البنا ليخلصهم من الغفوة و الردة التي كانوا يعيشون فيها !   يقول البنا أيضاً فى رسالته إلى المرأة المسلمة ( و من حسن التأديب أن يعلمهن ما لا غنى عنه من لوازم كالقراءة و الكتابة و الحساب و الدين و التاريخ و تدبير المنزل و الشؤون الصحية و مبادئ التربية و سياسة الأطفال و كل ما تحتاج إليه في تنظيم بيتها و رعاية أطفالها أما المجالات فى غير ذلك من العلوم كالقوانين و اللغات و العلوم الطبيعية فلا تتعلمها ) هذه رؤية البنا للمرأة فمن أين أتى بها ! هل من القرأن أو السنة النبوية ؟! للأسف لم يجد البنا في رسالته للاستشهاد سوى أبيات من الشعر لأن الرع يقول أن الأصل فى الأشياء هو الحل إلا ما يثتثنى بنص و لنا فى أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم عبرة و على رأسهم السيدة عائشة التي كان الصحابة يأخذون منها . لكن الغريب بعد ذلك هو سلوك البنا تجاه المرأة فرغم رفضه لأن تتولى المناصب فى الجماعة عاد و حاول بشتى الطرق ضم السيدة زينب الغزالى لتعتلى أعلى المناصب في الجماعة أليس هذا تناقضاً و كيلاً بمكيالين ؟! و إليكم القصة الصادمة التالية و هى تتعلق بانحراف أخلاقى لأحد قيادات الجماعة و طريقة الكيل بمكيالين التى تعامل بها  البنا بطل هذه القضية هو عبد الحكيم عابدين و هو صهر المرشد حسن البنا ( زوج أخته ) و قدمت فيه العديد من الشكاوى بسبب انحرافاته الأخلاقية و علاقاته النسائية مما وضع البنا فى موقف محرج بسبب الضغوط التى مارسها عليه أعضاء الجماعة لإتخاذ موقف ضد صهره بسبب انحرافاته فقام البنا بتشكيل لجنة مكونة من ( أحمد السكري / صالح عشماوي / حسين بدر / إبراهيم حسن / محمود لبيب / حسين عبد الرازق / أمين إسماعيل ) للتحقيق في موضوع الانحرافات الجنسية لعبد الحكيم عابدين فقدمت اللجنة تقريراً بتاريخ 9 / 1 / 1946 خلصت فيه إلى أن عابدين مذنب خصوصاً باعترافه إلى بعض أعضاء اللجنة و أن الذنب بالنسبة لعابدين و هو من قيادات الدعوة ذنب كبير فى حق الدعوة و حق الاخوة الذين جرحوا فى أعراضهم لذلك ترى اللجنة فصل عبد الحكيم عابدين فرفض البنا هذا التقرير و أدعى بأنه سوف يقوم بتشكيل لجنة أخرى محايدة فقام أعضاء اللجنة بتقديم مذكرة أخرى له خلاصتها يرى الموقعون على هذه المذكرة عدم إجراء أى تحقيق أخر فى الموضوع حرصاً على منع الفضائح و عدم الإساءة على الدعوة و الاكتفاء  بفصل عبد الحكيم عابدين من الجماعة   فما كان من  البنا إلا رفض التقرير بل و قام بإصدار القرار رقم 5 لعام 1947 بفصل أحمد السكرى و مجموعة من قيادات الجماعة و قام بتعيين عبد الحكيم عابدين وكيلاً للجماعة فقام أحمد السكرى بنشر مقالة فى جريدة صوت الأمة بتاريخ 11 / 10 / 1947 بعنوان وكيل عام الإخوان المسلمين يفضح تأمر الشيخ حسن البنا فحواه أن الشيخ البنا سيطر عليه العناصر المغرضة و أنه أصبح يتعامل باستبداد و أنه قرب إليه أهل الهوى و السياسة على حساب أهل الدين و أن الشيخ البنا يقوم بالأتصال بجهات أجنبية وقد أشار باستحياء علي عشماوي أخر قادة التنظيم الخاص فى الجماعة فى كتاب ( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ) لواقعة فصل رموز الجماعة  حين تحدث عن أسباب أنهيار الجماعة فى فترة الخمسينات دون أن يخوض فى التفاصيل الخاصة بالواقعة وذلك نظراً لحساسية الموضوع و تعلقه بالأعراض حيث قال :  تم فصل صالح عشماوي الذى كنا نعتبره أبو النظام الخاص و الشيخ محمد الغزالى و سيد سابق و قد تربينا على كتبهم و علمهم و لن أتحدث عن أسباب صدور القرار لكني سأتحدث عن نتائج صدور هذا القرار .   و أشار علي عشماوي أيضا في نفس الكتاب لموقف الإخوان من حرب فلسطين في الأتي : كنا ننتظر الذهاب إلى فلسطين لكن الأستاذ البنا علم أن هناك مؤامرة دولية على الأخوان هدفها القضاء على الشباب الإخوان المدرب جيداً فأعطى أوامره للشيخ محمد فرغلى ألا يدخل في أي معركة حتى تصدر له الأوامر من القاهرة و عليه أن يخفى ذلك على الإخوان ولما طالت المدة بدأت الشائعات تتردد بأن الشيخ محمد فرغلي قد باع ذمته لليهود فأضطر الشيخ محمد فرعلى أن يقول لهم الأوامر الصادرة له من البنا فعادت الأمور إلى طبعتها و هدأت ثورة الأخوان . و الآن يا شباب الإخوان هذه هى تصرفات الأب المؤسس للجماعة فهل كان الخطأ فى التطبيق أيضاً و الانحراف عن المنهج أم أن الجماعة فعلاً منهجها هو الكيل بمكيالين و التلون حسبما تقتضى الظروف السياسية مع جعل الدين مجرد مظهر خارجى .