د. كمال حبيب الباحث فى الشئون التركية
د. كمال حبيب الباحث فى الشئون التركية


د. كمال حبيب: فشل الانقلاب.. وبقيت المشاكل والتحديات

ميرفت شعيب

السبت، 16 يوليه 2016 - 05:08 م

 

لمـــاذا فـشـل انــقــلاب الجـيـش التركي بعد قيامه بساعات ؟ ولمــاذا قامت بعض فصائل الجـيـش بمـحـاولـة قـلـب نـظـام الحـكـم ؟ وهـل من المتوقع تكراره ؟ وما سيناريوهات قرارات أردوغان في الفترة القادمة ؟ أسئلة طرحناها على الدكتور كمال حبيب الباحث في الشئون التركية والإسلامية.. وطرح رؤية شاملة لتقييم الأوضاع.

وإلى نص الحوار:

 > لمــاذا قـامـت بعض فصائل الجـيـش التركي بهذا الانقلاب الذي بدا ناجحا في بدايته ؟ توجد قطاعات تركية رافضة لسياسات أردوغان الداخلية والخارجية الفاشلة وتدخله في شئون بعض البلدان عن طريق اتصاله بتيارات الإسلام السياسي فيها مثل ما تبقى من جماعة الإخوان في مصر بجانب فشله في علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تـدعـم الأكراد وتعتمد عليهم في سوريا لمواجهة داعـش وغضه الطرف عن عبور الشباب المنتمى لتنظيم داعش إلى سوريا والعراق عبر الحدود التركية وتراجع مصالح تركيا في الـعـراق لحساب مواقف أردوغان السياسية وإيديولوجياته والتخبط في العلاقات مع روسيا وإسقاط طائرة روسية ثم الاعتذار عنها وتخبطه في العلاقة مع سوريا التي يمكن أن تسفر عن انفصال أجزاء من الشمال التركي لحساب الأكراد، وأدى رفض سياسات حزب العدالة والتنمية إلى حـصـول الحـــزب على ٤٠ ٪فقط مـن الأصوات في الانتخابات الأخيرة بعد ان كان يحصل على أعلى الأصوات منذ عام ٢٠٠٣ فعجز عن تشكيل الحكومة بالاشتراك مع احزاب أخرى فقرر إعادة الانتخابات ليحصل حزبه على أقل من ٥٠ .٪ الانقلابات العسكرية فى تركيا لها سمعة.

> ولماذا لم ينجح الانقلاب ؟ سيئة فقد حدثت ٥ انقلابات منذ ١٩٦٠ بمعدل واحــد كـل حوالي ١٠ سـنـوات فتكررت أعوام ١٩٧٠ و١٩٨٠ ولكن أشهرها انقلاب ١٩٩٧ ضد اربكان ولهذا أصبح التدخل العسكري في الحكم غير مقبول.. عمل أردوغان على إعادة هيكلة النظام السياسي بما يحد من تدخل العسكريين في السلطة ، كما أن انضمام تركيا للاتحاد الأوربي ضمت (حزمة معايير كوبنهاجن) التي تشترط عدم تدخل الجيش في الحكم مما خلق نوعا من الرفض الشعبي للانقلابات العسكرية.

> وكيف ترى الأوضاع التركية بعد الانقلاب ؟ صحيح أن الانـقـلاب قـد فشل ولـكـن بقيت المشكلات التي أدت إليه لأن رغبة أردوغان في تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي لا زالت تلقى رفضا وسبق أن استقال احمد داوود أوغلو رئيس الوزراء السابق لمعارضته لهذا النظام ورفضه لرغبة أردوغان فى تحوله إلى سلطان ليكون قراره فوق مؤسسات الدولة معتمدا على الأغلبية التي تؤيده في البرلمان ، وهذه المشاكل تمثل تحديا لتركيا التي لا زالت تواجه تعثرا في خطوات التحول الديمقراطي.

> مـا دور رئـيـس الأركان التركي في إفشال الانقلاب ؟

احــتــجــاز رئــيــس الأركان وســـرعـــة نـــزول الدبابات والسيطرة على التليفزيون الحكومي وإغلاق المطار بدا وكأنه نجاح للانقلاب ولكن رئيس الأركان استطاع الاتصال بقادة الجيش والشرطة لأن من قاموا بالانقلاب مجموعة من صغار الضباط الغاضبين الذين لم يملكوا المقادير اللازمة لإنجاح انقلابهم وساعد على هــذا استنكار دول الـعـالـم لـلانـقـلاب ووجــود أردوغان في مكان آمن ثم حديثه إلى الشعب عبر التليفزيون ليطلب مـن مؤيديه الـنـزول للميادين فاستطاعوا الدفع بعربات الجيش أمام المطار ومـن المعروف أن الجيش التركي لديه عقيدة حرمة الـدم وعـدم المواجهة مع الشعب فتراجع الجيش وسوف يقدم ضباط الانقلاب للمحاكمة العسكرية بتهمة الخيانة العظمى ولو نجح الانقلاب لحدث العكس ولتمت محاكمة أردوغان ورجاله بنفس التهمة!.

> ومـا المتوقع من قـرارات أردوغان بعد فشل الانقلاب؟

المفروض أن تغلق صفحة التدخل العسكري في السياسة التركية إلى الأبد لأنه ليس صراع مؤسسات في الدولة ولكن الجيش نفسه كان لــه الـفـضـل في إفشال الانــقــلاب العسكري والشعب التركي سيؤسس لحالة ديمقراطية أفضل مـن الفترة الحالية وهـنـاك احتمالان بالنسبة لأردوغـان: إمـا ان يتواضع ويراجع سياساته ويضع الأولوية لمصالح بلاده ويتخلى عن إيديولوجيته الشخصية وعن التدخل في شئون البلدان الأخرى وتشجيعه ودعمه لتيارات الإسلام السياسي المتطرفة ومراجعة أحلامه كزعيم لأمة إسلامية لأن نزول الشعب التركي لأول مـرة دفاعا عن الديمقراطية يعنى أن الشعب سيكون رقيبا عليه وان السياسة لم تعد أحزابا فحسب، أما الاحتمال الثاني أن يتوسع في صراعاته مع معارضيه مما سيدفع بلاده إلى حافة حركات تمرد شعبي ضده.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة