جلال دويدار

المبادرة الأخوية التى أقدمت عليها الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة بإقامة مباراة السوبر الكروية بين فريقى الاهلى والجزيرة الفائزين بالدورى والكأس الإماراتيين تستحق كل الشكر والتقدير انها تؤكد على أن قوة الروابط بين البلدين لا تقتصر على القائمين بالحكم وإنما تشمل ايضاً الشعبين اللذين يشتركان فى عشق منافسات الساحرة المستديرة. ان اختيار القاهرة لاقامة هذه المباراة لأول مرة خارج الامارات تعد تعبيراً عن هذه المشاعر. لم يتم اختيار هذا الموعد اعتباطا ولكنه تقرر ليأتي فى قمة الموسم السياحى الصيفى بهدف انجاحه وتعظيمه. إنها ولاجدال مساهمة إيجابية لجذب المزيد من السياح العرب وتوفير مجال جديد للاستمتاع بإمكانات مصر السياحية. إن التنظيم المثالى الحرفى للمباراة تم تتويجه بسلوك الجماهير الغفيرة التى تابعتها سواء كانوا من العرب أو المصريين. إنها وعلي ضوء ماحققته من نجاح تعد بمثابة تحفيز لاقامة الكثير من المناسبات العربية على الأرض المصرية التى هى أرض كل العرب لصالح المزيد من التقارب الشعبى العربى. حول هذه المناسبة أسعدنى أن يحظى هذا الحدث الرياضى العربى برعاية وزارة السياحة المصرية التى كانت قد أعدت برنامجاً بارزاً للترويج لموسم سياحى عربى ناجح وفقا لما أعلنه سامي محمود رئيس هيئة التنشيط السياحي فإنه من المتوقع أن تؤدى هذه الجهود المشكورة إلى ارتفاع معدلات السياحة العربية هذا الموسم إلى ما يزيد على ٢٠٪ عن مواسم السنوات الأخيرة. هذا يعني  ان  السياحة العربية سوف تشهد رواجا يمكن أن يعوض جانباً من الخسائر الفادحة التى لحقت بهذه الصناعة الواعدة. وفى اتصال تليفونى مع وزير السياحة يحيى راشد اخبرنى انه لم يتوجه إلى الساحل الشمالى فى إجازة العيد من أجل متابعة ترتيبات إقامة المباراة والتى سوف يحضر مجرياتها.. تحدثت معه حول أهمية استئناف إقامة دورة للنوادى الفائزة بالدورى فى البلاد العربية خلال موسم الصيف بمصر تفعيلاً لما كنت قد طالبت به فى مقال رحلة منذ عدة شهور. من المؤكد أنه ليس هناك ما يمنع رعاية وزارتى الرياضة والسياحة لهذا المقترح. من ناحية أخرى أعتقد ان احدا لن يمانع في الاستجابة التي سوف تكون تعزيزا لارتباط العالم العربى بمصر  وهو مايعكس في نفس الوقت ريادتها فى لعبة كرة القدم الشعبية. إن التوافق على طلب مصرى بهذا الشأن سوف يصب فى صالح دعم العلاقات العربية العربية وزيادة الإقبال السياحى العربى على قضاء اجازات فى مصر أم الدنيا. ان أهمية اختيار دولة الامارات العربية لمصر لاقامة مباراة السوبر الإماراتية تنبع من النجاح الذى سبق وحققته هذه الدولة الشقيقة فى استضافة مباراة السوبر المصرية - إن المصريين لا يمكن ان ينسوا انبهارهم بحسن التنظيم وحضارية عشرات الآلاف من الجماهير الذين حضروا هذه المباراة فى أبو ظبى. لم يكن خافياً ان هذا الانبهار كان حافزاً للصورة المشرفة التى ظهرت عليها الجماهير التى حضرت مباراة السوبر الاماراتي. الشيء المؤكد ان نجاح هذه المبادرة الاخوية قد تحقق بدعم ورعاية إمارة أبو ظبى تجسيداً لما يربطنا بقادتها وشعبها وكذلك بكل ابناء الامارات العربية. ان النجاح الذى حققته إقامة هذه المباراة على أرض مصر سوف يكون مشجعاً لإيجابية وجدية التفكير فى استئناف دورة كأس العرب لكرة القدم بمصر بين الفرق العربية الرائدة. علينا اجراء الاتصالات على أعلى مستوى ومع اتحادات الكرة فى الدول العربية لمساندة هذه الدعوة. حيث الاستجابة لها تعد إضافة قوية لبرنامج الترويج السياحى العربى فى مصر. على جانب آخر محلى فإن الصورة الرائعة لاحداث المباراة من ناحية السلوك الحضارى الرائع للجماهير التى قدرت بـ ٣٠ ألف مشجع يُجسد انتصارا للرأى الذى يطالب بالسماح للجماهير المصرية بحضور مباريات الدورى التي بدأت أمس. لا جدال أن التواجد الجماهيرى بهذه الأعداد الضخمة فى مباراة السوبر الاماراتى هو عامل مشجع للإقدام على هذه الخطوة التى سوف توفر البهجة والاستمتاع بهذه الهواية الرياضية. كم أرجو أن يُبطل ماتحقق من انضباط صاحب ساعات  ما قبل واثناء وبعد المباراة حجة المتوجسين الذين يميلون للأخذ بالمثل الذى يقول: «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح» . شكراً لدولة الامارات العربية المتحدة وشكراً لاتحاد الكرة الاماراتى ولإدارة ناديى الاهلى والجزيرة وشكراً للشركة المنظمة وتقديراً لوزارتى الرياضة والسياحة وللجهود التى بذلتها أجهزة الامن.