كان مثال لفنان الوحدة الوطنية الحقيقة، لا بالكلام إنما بالأفعال، فلم يعرف أحد ديانته، فقط تعامل كإنسان مصري في كل أعماله.

فاروق نجيب الفنان المسيحي الذي اعتز بالثقافة الإسلامية، ولم تمنعه ديانته من تعلم القراءة في الكُتاب وحفظ العديد من سور القرآن الكريم.

من كلمات نجيب التي دائما وأبدا ما يصرح بها في أحاديثه قوله: "أنا مسيحي الديانة.. مسلم العقيدة تربيت في الكتاب وحفظت القرآن".
كان حلمه أن يكون أحد نجوم الكوميديا في بلاده، فتعرف بالشاعر نجيب سرور الذي تحمس لموهبته، فقدمه في مسرحية "وابور الطحين"، والتي كتبت شهادة ميلاده الفني
ولد فاروق نجيب ميخائيل في 7 مارس 1940 بحي شبرا في محافظة القاهرة، وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس.
تعلم القراءة في الكتاب وحفظ الكثير من سور القرآن الكريم على الرغم من أنه قبطي الديانة.

بدأ مشواره مع الفن من على خشبة المسرح عندما اختاره الشاعر والأديب نجيب سرور ليلعب دور في مسرحيته "وابور الطحين"، وشارك في مسرحية "الخوافين".

كان "الصديق المخلص" لعميد الأدب العربي "طه حسين" في مسلسل "الأيام"، وكان "الخال الحنون" للزعيم في مسلسل "ناصر"، إلى جانب أدائه لأدوار الكوميديا ببراعة في مسلسلات "السيرة الهلالية، وقدم الأدوار الدرامية في عدد آخر من المسلسلات منها "حياة الجوهري" و"يتربى في عزو" و"ذئاب الجبل" و"الزناتي مجاهد" ومسلسل "الدالي" في الجزء الثاني و"من أطلق الرصاص علي هند علام".

جسد أدوار الحاوي في بعض المسلسلات التاريخية مثل "الفرسان" و"طارق بن زياد"، وشارك في عدد قليل من الأفلام السينمائية أبرزها "السكاكيني" و"الرصيف" و"سفاح النساء" منها "اللص والكلاب" و"حب في التخشيبة".
كان آخر ظهور له فنيا سواء علي شاشة التليفزيون أو السينما مسلسل "حاميها حراميها".

عاني من فراق زوجته التي رحلت قبل رحيله بـ 6 أشهر، ولم يتحمل وحدته كثيرا، وساءت حالته الصحية النفسية أيضا ليلحق بها بعد فترة بسيطة وفي عزائها لم يقدم له واجب العزاء سوي فنان واحد وهو الفنان منير مكرم ما تسبب ذلك في حزنه وألمه وذلك لاستنكار أهل زوجته موقف زملائه وعدم وقوفهم معه في هذا الظرف الأليم.

أصيب نجيب بالفشل الكلوي والذي أدى إلى مضاعفات عديدة نقل علي إثرها إلى مستشفي الصفوة بشبرا حيث محل إقامته.

ساءت حالته النفسية في آخر أيامه وأثناء مرضه وتدهورت بسبب تجاهل الوسط الفني والإعلامي له، ما دعاه ان يعلن غضبه من فراش المرض موجها رسائل عتاب ولوم لزملائه بالوسط الفني، وبعد انتشار هذه الرسائل توافد إليه عدد قليل من زملاء مهنته ومنهم نهال عنبر وأشرف عبد الغفور ومنير مكرم وكانت تلك الزيارات عامل مهم في تحسن حالته النفسية.

توفى 21 يناير 2014، عن عمر ناهز 73 عاما.