مابين الأفلام التجارية التي لهثت خلف المادة والأفلام التي صنفت أنها علامة من علامات السينما المصرية، وضع المخرج الراحل حسام الدين مصطفى، الكثيرين في حيرة لأنه قدم بجدارة كلا النوعين.

-وقدم مصطفى مجموعة من أهم الأفلام في تاريخ السينما، كان منها "الطريق"و"السمان والخريف" و"الشيماء"، و"الإخوة الأعداء"، وهناك أفلام أخرى بحث فيها على الجانب التجاري، وطغى عليها طابع الرداءة والابتذال مثل "شقاوة رجالة" و"غرام الأفاعي"، وهذا لا يمنع أن هناك نوعا آخرا من الأفلام قدمها لمجرد التسلية فقط من بينها "شاطيء المرح" و"شنبو في المصيدة" و"طير في السما".
-عرف عن حسام الدين مصطفى أنه مخرج يفعل ما يقتنع به، وأنه يخدم إيقاع الفيلم وقدرته على جذب المشاهد، دون أن يلتفت لتأثير ذلك على صورته أو على منطق الأحداث داخل الفيلم أو علي التاريخ.
-كان اللافت في شخصية حسام الدين مصطفي هو إعجابه الشديد بشخصيته وبكل ما يصنعه، وربما كان أول مخرج يظهر نفسه في "تترات" مسلسل فقط ليشاهد الجمهور وجهه، كما حدث في مسلسل "الفرسان"، كما أن له تصريحات صادمة عديدة، منها قوله عندما أخرج "الأخوة الأعداء" إن الفيلم أقوى من الرواية "الإخوة كرامازوف" التي كتبها الأديب الروسي الكبير دوستوفسكي.
-سافر إلى هوليود لدراسة السينما والإخراج في عام 1950، وعاد 1956 ليبدأ مشواره مع الاخراج، أخرج أول أفلامه بعنوان "كفاية يا عين" ليستمر بعد ذلك مشواره مع الإخراج من خلال مجموعة من أروع الأعمال التلفزيونية والسينمائية حيث برع في أفلام "الأكشن" التي قدمها على غرار الأعمال الأمريكية مع إضافة النكهة المصرية المحلية.
-ارتبط حسام الدين مصطفى بالفنانة نيللي بشكل كبير ليس فقط تعاونهما في 5 أفلام هي "عصابة الشيطان" و"كلمة شرف" و"شياطين البحر" و"ملوك الشر" و"غابة من السيقان"، ولكن كانت هناك رابطة أقوى وهي الزواج.
كانت نيللى، ترى حسام الدين مصطفى أنه رجل رائع بكل المقاييس، انبهرت به كثيرا كمخرج عبقري، ولم تنكر مساعدته لها ودعمه المستمر طوال تلك الفترة التي تعرفت عليها بها، وبرغم فارق السن الكبير بينهما إلا أنها لم تتردد في الموافقة على الزواج منه، خاصة بعدما أحضر إليها المخرج الشهير"بوكيه ورد" وأظهر اهتمامه الشديد بها وتم الزواج ، ولكن سرعان ما اختلفت الحياة بعد الزواج عن ما قبله، واكتشفت نيللي حسام الدين مصطفى الحقيقي - كما وصفت في بعض حواراتها - أنه رجل يريد السيطرة على زوجته حتى تبقى في خدمته، وتأكدت أن الحياة بعد الزواج مختلفة تماما عما هي عليه قبلها، وكانت هي على النقيض تماما، ترفض السيطرة والقيود، ومحبة للنجومية وإثبات الذات، وأدركت في النهاية أنها زوجة لها واجبات على زوجها، الذي يصر بدوره على أن يكون دائماً "سي السيد"، ولذا حدث الصدام عندما أعلنها صريحة "يجب أن تعتزلي الفن"، فبعدها تم الانفصال.
جدير بالذكر أن حسام الدين مصطفى من مواليد حي السيدة زينب بالقاهرة في 5 مايو 1926، وتخرج من المعهد العالي للسينما في عام 1950، وواصل دراسة السينما في مدينة هوليوود بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد إلى مصر ليعمل في اﻹخراج السينمائي منذ عام 1956، وقد تخصص سينمائيا في إخراج أفلام الحركة حتى صار واحدا من أهم مخرجيها في السينما المصرية، ومن أفلامه: "الشياطين الثلاثة"، شنبو في المصيدة، ملوك الشر، الطريق، النظارة السوداء، الشياطين فيأجازة، الأبطال، الرصاصة لا تزال في جيبي، العفاريت"، وفي السنوات الأخيرة من حياته، تفرغ ﻹخراج المسلسلات التاريخية، ومن مسلسلاته: "الأبطال" و"نسر الشرق" و"عصر الأئمة" و"اﻹمام ابن حزم" ومسلسل "وتوالت الأحداث عاصفة"، كما أخرج حسام الدين مصطفى مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وتوفى 22 فبراير عام 2000 عن عمر يناهز 74 عاما.