دائما ما تكون الأغنية هى أسرع الفنون استجابة للثورات والاحداث الأجلة داخل البلاد ولقد كانت الأغنية حاضرة وبقوة فى ثورة يوليو ربما قبل انطلاقها بالأغانى التى حثت على رفض الظلم والدعوة إلى الثورة  ومع الاحتفال بالعيد الـ63 لثورة يوليو الذى يأتي هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة حيث نحتفل به قبل أيام من افتتاح قناة السويس لتختلط ذكريات يوليو الماضى بزخم الحاضر.

تخوض مصر حاليا معركة مشابهة للاستقرار والبناء والدعوة للعمل ومازالت الأغنية تواصل دورها فى التعبير عن كل الأحداث لكنها دائما ورغم الجهد المبذول  تبدو أقل بريقا من أغنيات الماضى  ..المؤكد أن ثورة يوليو لم تكن ثورة لتغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقط بل كانت ثورة فى جميع المجالات ومنها الفن الذى تأثر بالثورة ليفرز فنا ثوريا يناسب الحدث الجلل الذى تشهده البلاد بأغنيات قدمها صناعها بصدق وحب جعلها غير قابلة للنسيان وقادرة على البقاء لعشرات العقود ولم لا وهى قادرة على التعبير عن الثورة فى كل العصور. 

شعار العهد
يبرز دائماً فى أى محاولة لتأريخ  أغنيات ثورة يوليو اسم عبد الحليم حافظ واضحا فقد كان العندليب  قائد قوافل البناء والتعمير وشحذ الهمم بأغانياته الحماسية حيث قدم ما يقرب من 48 أغنية وطنية منها  بالأحضان، بستان الاشتراكية و المسئولية وحكاية شعب وثورتنا المصرية ويا أهلا بالمعارك الى آخر الأغنيات التى كتبها ولحنها عبدالرحمن الأبنودى وصلاح جاهين وبليغ حمدى وكمال الطويل وعبدالوهاب محمد والموجى. وتذكر بعض المراجع أن أولى أغانى عبد الحليم بعد الثورة كانت أغنية "شعار العهد" من أشعار محمود عبد الحى، وتلحين عبد الحميد توفيق زكى. ويقول مطلعها "أروى آى المجد من وحى الجدود..نغم يعزف فى سمع الوجود..فشعار العهد من نور الأمل.. اتحاد ونظام وعمل.. نبلغ المجد بها فى العالمين.. يا بنى مصر ويا درع الوطن.. يأباة الضيم فى يوم المحن". 

الجيل الصاعد
تتسع قائمة المطربين الذين قدموا أغنيات للثورة  لتشمل كثيراً من الفنانين الذين عاصرا الثورة الوليدة جاء فى صدارتهم العملاقان  كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب حيث كان لهما  إسهامات واسعة فيما يعرف بفن الثورة الغنائى رغم أنهما حققا شهرتهما وانتشارهما قبل الثورة إلا أنهما نجحا فى تقديم الاغانى الوطنية فأهدت أم كلثوم للشعب الثائر أغنية " مصر تتحدث عن نفسها" كما قدم عبد الوهاب نشيد "الجيل الصاعد"و "الوطن الأكبر" ورغم تلقيب عبد الوهاب بأنه مطرب الملوك قدم مجموعة أغانى  للشعب تدعو إلى الثورة على الأوضاع الخاطئه وقد منع له  فى عام 1951 أغنية  "كنت فى صمتك مرغم" وهى الاغنية التى أذيعت بعد قيام  ثورة يوليو 1952 وقدم عبد الوهاب بعدها  أغنية "وأنا رايح الميدان" لتكون الثورة بداية طوفان وعصرًا ذهبيًا للأغنية الوطنية.

وقدم قنديل بعد قيام الثورة بيومين فقط أغنية "ع الدوار.. راديو بلدنا فيه أخبار" وبعدها وعلى مدار الشهور والسنوات التى أعقبت الثورة خرج عدد كبير من الأغانى التى قدمت للثورة ويرى البعض أن أولى هذه الاغانى كانت أغنية ليلى مراد أغنية   "نشيد التحرير" ويقول مطلعها "على الاله القوى الاعتماد... بالنظام والعمل والاتحاد ..فانهضى يا مصر يا خير البلاد... واصعدى للمجد وامضى للرشاد"، وتلاها أغنيات "أجراس الحرية"  لفايدة كامل و"أجمل بلاد يا بلادى" إبراهيم حمودة و"أجمل سلام"  سعاد محمد و"أجمل نهار" لسعاد محمد و"أحب بلدى"  لفايزة أحمد و"أحبك يا بلادى" المجموعة و"أحبك يا بلدى" لحورية حسن و"أحرار" لمحرم فؤاد و"أحسن جيوش" للمجموعة و"احكم يا شعب" فايدة كامل و"أحلى عمرى" لعبد اللطيف التلبانى و"احنا الأحرار" لمحمد قنديل و"إحنا الثوار" لمحمد عبد المطلب، و"إحنا النهاردة" لعباس البليدى و"إحنا هنا"  لكارم محمود.