الحاج سيد خلال نزوله لسرداب المياه بعين اللبخة
الحاج سيد خلال نزوله لسرداب المياه بعين اللبخة


«مناور» الفراعنة لازالت تنقل الحياة إلى صحراء الواحات

خالد عز الدين

الأحد، 30 أبريل 2017 - 10:55 م

»المناور«..فكرة عبقرية نفذها أجدادنا القدماء المصريون للحفاظ على الماء وري أكبر مساحات ممكنة من الأراضى،  وهى عبارة عن سراديب وأنفاق أسفل الأرض يتم نحتها فى الحجر أو الصخر الرملى أو الطفلى الصلب على أعماق مناسبة، ولازالت تتدفق المياه منذ 2500 سنة وحتى يومنا من العيون والآبار الجوفية فى واحات الوادى الجديد، و تمتد إلى مسافات كبيرة لرى الأحواض الزراعية بكميات مناسبة من المياة بدلا من تبخرها فى القنوات المكشوفة بسبب شدة الحرارة او تسرب كميات كبيرة منها إلى باطن الاراضى الصحراوية النهمة لابتلاع أى كمية منها،  ونجح المصرى القديم عن طريقها فى زراعة الاراضى وتحويل الصحراء إلى سلة غلال الامبراطورية الرومانية.
ويلفت الاثرى محمد حسن إلى أن المصرى القديم لم يقم باستخراج المياه من خلال العيون الارتوازية فى سفوح الجبال أو أعلى الهضاب، ولكنه كان يحفر العيون الارتوازية الجوفية فى باطن الارض فى الاراضى المستوية، وامتدت عبقريته فى اختراع تلك «المناور»، كما استطاع التحكم فى المياه وتدفقها من خلال إغلاق أوفتح الخطوط، والتعرف من خلال كل منور عن حالة سريان المياه فى السراديب، كما استخدم المناوركسلالم للصعود والهبوط للسراديب المملوءة بالمياه وتنظيفها من أى شيء يعوق سريانها فى مجراها.
ويوضح محمد حسن ان هذه الفكرة استمدت في الأصل من الفرس فى العصر المتأخر وتطورت فى العصر الرومانى، لافتا إلى أن من أشهر الأماكن التى توجد بها خطوط «المناور»،  مناطق أم الدبادب واللبخة والبليدة والجب وعين مناور بالقرب من معبد دوش بباريس، حيث لازالت مياه العيون والآبار تتدفق حتى الآن فى اللبخة وام الدبادب بمدينة الخارجة، ويقول:» يؤكد ذلك ان الخزان الجوفى النوبى متجدد».
وفى المنطقة الاثرية فى عين اللبخة، يعمل الحاج سيد حسنين وهو أحد المزارعين من أهالى المنظقة على نظافة تلك العين، ويؤكد لنا أن المياه مازالت متدفقة ويقول:» هذه المياه من انقى وأجود المياه الجوفية واقوم باستخدامها فى عمليات الرى والشرب «، وكما يقسم لنا فمياه العين لها مذاق خاص لايدركه سوى أبناء الواحات.



الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة