حمدي رزق
حمدي رزق


فيض الخاطر

سمير غانم.. كوتوموتو خلي بالك منه

حمدي رزق

الأربعاء، 03 مايو 2017 - 04:52 م

«لو كانوا سألونا قبل ما يولدونا..
عارفين كنا نقول إيه..
كنا نقول اعتقونا..
عشان يخلفونا ف العهد اللي احنا فيه»‬.

حفظناها عن ظهر قلب من اسكتش ثلاثي أضواء المسرح »‬ لو كانوا سألونا قبل ما يولدونا»، وكنا نردد سعداء مقطع.. »‬وجريت من الحارة علي الشارع وإلخ إلخ.. أطلع من نؤرة لدحديرة ومن فخ لفخ.. والدنيا تشيلني وتهبدني طخ طوخ طيخ طاخ.. مبوسطة يا ماما حوا.. مبسوط يا بابا آدم».. الله يرحم الضيف أحمد رحمة واسعة، ويمن علي جورج سيدهم بالشفاء، ويقوم سمورة من وعكته الصحية بأتم صحة، قم ياجميل واملأ الدنيا ابتساما، لم يتبق من ضحكة ثلاثي أضواء المسرح الواسعة إلا ابتسامة سمير غانم الخافتة، سمورة مريض، يقيناً فطوطة حزين، رجاء من الله أن يمن علي سمورة بالشفاء.
سعدت بقرب ظهور سمورة في رمضان، سيظهر مجدداً في مسلسلين ليرسم البسمة علي الوجوه، سمورة طعم خاص، لون مختلف، ورغم سنوات عمره الثمانين احتفظ بابتسامته حاضرة في ظهوراته الفضائية، لم ير قط حزين، ولم يشك آلامه علي الهواء، ولم يتاجر بمرضه، ولم يذع خبر مرضه إلا بعد أيام قضاها متألماً تحوطه عناية الله، ورعاية زوجته وبنتيه.
سمورة شهرته التي خلعها عليه جمهوره العريض، خلب سمورة وقرينه فطوطة خيال الأطفال، كانت طلة رمضانية باسمة، وتحول فطوطة إلي قصة وحدوتة وعروسة تباع في الأسواق، وتحوّل سمير غانم إلي تاجر السعادة، صحيح الزمن تغير وغيّر الناس، ولكنه لم يركن إلي انصراف ولكن أصر علي دوام الحضور، لا يعبأ بمرور السنين، حاجزا لنفسه مكاناً وسط الأجيال.
سمورة مريض، صلوا من أجل من رسم السعادة علي الوجوه الحزينة، سمير غانم تاريخ عريض يحتاج إلي صفحات للإحاطة بأعماله، ولكنه دوماً كان ممسكاً بالكوميديا، يفضلها عن سواها من الأعمال، وفيما خلا مسرحية سياسية واحدة »‬جحا يحكم المدينة» جل أعمال سمورة ضاحكة، ضحكنا كثيراً علي »‬كوتوموتو خلي بالك منه».. »‬الرجل اللي اتجوز مراته»، وتسعدنا »‬المتزوجون» عند عرضها في الأعياد، سمورة يحمل السعادة دوماً.
لم يحدث أن التقينا أو صار بيننا كلام، ولكن استحضره دوماً في إفيهاته وقفشاته وأدواره، وكلما ضاقت واستحكمت، والدنيا تشيلني وتهبدني، أتذكر مبتسماً شكوي الثلاثي »‬ الطويل والتخين والنحيف »‬ من الدنيا، ومبسوطة يا ماما حوا.. مبسوط يا بابا آدم.
حضور سمير غانم كان لافتاً في الحياة كما في كلاسيكيات السينما المصرية، حاضراً »‬في خلي بالك من زوزو»، و»صغيرة علي الحب»، و»أميرة حبي أنا» وفيلم »‬ مدرسة المشاغبين»، كما حجز مساحة ضخمة علي خشبة المسرح، من »‬طبيخ الملائكة» إلي »‬بهلول في اسطنبول»، و»أهلا يا دكتور»، سمير غانم ليس عادياً، ومرضه استثناء في حالة ألق، دمت طيباً سمورة ونلقاك في رمضان.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة