قراءة في الصحف الخليجية| «المقامرة» مبدأ نظام الحمدين.. وخسائر قطر بالمليارات

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017 - 01:26 م

تصدرت الأزمة القطرية اهتمامات الصحف »السعودية والإماراتية« الصادرة صباح الثلاثاء 15 أغسطس 2017. 

وكتب عبد الرحمن الراشد، رئيس التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط، تحت عنوان « الرابح والخاسر في أزمة قطر»، أن إستراتيجية الدوحة في المعركة هي إكراه الدول العربية الأربع «مصر والسعودية والإمارات والبحرين» على التراجع بدلاً من الاستجابة.

وأضاف أنه في النهاية سترضخ قطر لمعظم المطالب بغض النظر عما تقوله وتحاول فعله، مشيرا إلى أن النظام القطري رفض التفاوض تحت المطالب والمبادئ المعلنة، وأن الدول الأربع ليست مضطرة للتفاوض، فالوضع الحالي مريح لها تماماً؛ خاصة أنه عكس اللعبة ضد قطر.

وتابع أن قطر كانت دولة مصدرة للمشكلات والأزمات لمصر والسعودية والبحرين والإمارات، والآن هي التي تعيش جملة أزمات بسبب هذه الدول، لهذا وبعد أن دفعت الغالي والنفيس لإقناع كل القوى، واستنفدت ذخيرتها الإعلامية وتحريضها، ولم يخرج أحد في صفها ضد حكومته، في الأخير ستفاوض قطر في إطار المبادئ الستة، وقد تتراجع عن بقية توقعاتها الشكلية، مثل عقد المفاوضات على أرض محايدة. كل هذا كان بوسعها أن تفعله في الأسبوع الأول من الأزمة، وتوفر على نفسها كثيراً من المتاعب والإحراج.

ونشرت صحيفة الخليج الإماراتية تقريراً بعنوان «غضب في أستراليا من الشراكة مع قطر الراعية للإرهاب »، قالت فيه إن صحيفة «ذي أستراليان» قد انتقدت الشراكة بين قناة «إيه بي سي» (ABC) المملوكة للحكومة الأسترالية، وشبكة «الجزيرة» القطرية، في تقرير حمل عنوان «عار أن تنام قناة ABC مع أعدائنا» وكتبته الصحفية جينيفر أوريل.

وقالت الصحيفة: إن أستراليا بهذا الشكل تمول دعاية «الجزيرة» التي تقتل جنودنا في أفغانستان، مضيفة: عندما يعود الجنود الأستراليون من أفغانستان لن ينالوا استقبال الأبطال، ستتحول قناة بلادهم العمومية إلى مرآة لقناة «الجزيرة» القطرية. وعن الأسباب التي تجعل مصداقية القناة الوطنية الأسترالية ضعيفة بعد الاتفاق الأخير، تقول الصحيفة إن «الجزيرة» ملك للأسرة الحاكمة في قطر التي تؤوي قادة «طالبان» والحركات المتشددة وتمول الجماعات المتطرفة التي تحاربها أستراليا وفقدت في سبيل ذلك 42 جندياً خلال هذه الحرب إلى جانب أكثر من 2200 أمريكي لتحرير أفغانستان من الإرهاب. وترى الصحيفة أن قناة «إيه بي سي» التي يمولها الشعب الأسترالي بدل أن تنظم للحرب ضد التطرف العالمي، اختارت الانضمام في تغطيتها للحرب على الإرهاب حسب الرؤية القطرية وسياساتها الخارجية. 

وعلى صفحات الجريدة نفسها، نشرت عرضاً لكتاب ديفيد روبرتس « قطر.. سعي الدولة الصغيرة لدور عالمي » تحت عنوان «المقامرة.. مبدأ القيادة في قطر»، الذي قال فيه إن نظام «الحمدين» واصل مساعي فرض النفوذ في المنطقة، فأعلنت الدوحة في العام 1995 عزمها على إنشاء مكتب لها في قطاع غزة، فيما يراه مؤلّف الكتاب يعكس بوضوح اهتمام الدوحة البالغ في توسيع دائرة نفوذ ما، من خلال نسج علاقات مع منظمات مسلّحة وإرهابية في مناطق صراع.

وتابع أن الهدف من ذلك المكتب هو الإشراف والسيطرة على الأموال الطائلة التي تدعم بها الدوحة الجهات المختلفة، وهي الفترة التي بدأت فيها أيضاً في ترسيخ علاقاتها مع حركة حماس، فيما ذروة هذه العلاقة توجت بزيارة لحمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة في العام 2012، وفي سبيل تدعيم تلك العلاقة، أعلن حمد بن خليفة آل ثاني افتتاح المكتب مدّعياً أن أنشطته ستتمحور في تقديم الدعم للفلسطينيين، وهي نفس الفترة التي كانت فيها قطر تعمق علاقاتها بـ«إسرائيل».
 
وعلاوة على ذلك فقد عملت قطر على رعاية الأنشطة الإرهابية لحزب الله في لبنان، وقدّمت حماية دبلوماسية وسياسية، بل ودعمته مالياً كما ذكرنا سابقاً، وهو الدعم الذي اعتبره مؤلّف الكتاب غريباً على دولة خليجية مثل قطر أن تدعم تنظيما مذهبيا مرتبطا بإيران، الأمر الذي يعتقد المؤلّف أنه يعبر عن التوجهات الجديدة التي كانت يصيغها حكم «الحمدين» في قطر، والتي تتمثل في إنشاء علاقات الهدف منها تنويع قاعدة العلاقات المتشعبة التي تقوم عليها قطر وتجميع أكبر قدر ممكن من «كروت» اللعبة، للاستفادة بأقصى قدر ممكن من تلك العلاقات و«الكروت»، بما يخدم مصالح الدوحة وتوجهاتها التخريبية في المنطقة.

وأفردت صحيفة البيان الإماراتية أخباراً عن الخسائر الاقتصادية لقطر جراء مقاطعة الدول العربية لها تحت عنوان « 33 مليارا خسائر بورصة قطر من بداية المقاطعة» وذكرت تفصيلاً أن البورصة القطرية قد تهاوت في نهاية تداولات أمس، وهبط رأسمالها السوقي دون حاجز 500 مليار ريال، وسط ضغوط بيعية للمؤسسات الأجنبية، في ظل استمرار المقاطعة المفروضة من 4 دول عربية للدوحة بسبب دعمها للإرهاب.

وقالت إن رأس المال السوقي للأسهم تكبد خسائر، أمس الاثنين 15 أغسطس، بنحو 1.74 مليار ريال، ليتراجع إلى 499.16 مليار ريال من 500.9 مليار ريال في نهاية جلسة الخميس الماضي، لترتفع الخسائر التي تكبدها السوق إلى أكثر من 33 مليار ريال منذ بداية المقاطعة في 5 يونيو الماضي.

وأضافت أن تراجع المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 0.41% أو ما يعادل 37.6 نقطة ليغلق عند 9205.22 نقاط، بينما تراجع مؤشر الريان الإسلامي بنسبة 0.57% ليغلق عند 3674.5 نقطة، وانخفض مؤشر جميع الأسهم بنسبة 0.37% إلى 2628.45 نقطة.

وجاء التراجع مصحوباً بهبوط شبه جماعي لمؤشرات القطاعات يتصدرها «الخدمات والسلع الاستهلاكية» بنسبة 1.15%، كما تراجع مؤشر قطاع «الاتصالات» بنسبة 0.91% و«التأمين» بنسبة 0.74% و«العقارات» بنسبة 0.28% و«البنوك والخدمات المالية» بنسبة 0.28%.

وانخفضت مستويات السيولة بنحو ملحوظ إلى 140.9 مليون ريال مقابل 160.7 مليون ريال، وذلك في مقابل 300 – 400 مليون ريال قبل الأزمة .

وجاء ضمن الأسهم الخاسرة «بنك الدوحة» بنسبة 2.86%، ثم «القطرية للصناعات التحويلية» بنسبة 2.3%، و«الميرة للمواد الاستهلاكية» بنسبة 1.77%، و«قطر للوقود» بنسبة 1.57%، و«بنك قطر الدولي الإسلامي» بنسبة 1.23%، و«فودافون قطر» بنسبة 1.12%.

كما انخفضت أسهم «السلام العالمية» بنسبة 1.11%، و«المتحدة للتنمية» بنسبة 1.08%، و«مجموعة المستثمرين» بنسبة 1.05%، و«الوطنية للإجارة» بنسبة 1.01%، و«قطر للتأمين» بنسبة 1%، و«مصرف قطر الإسلامي» بنسبة 0.95%.

ووفق بيانات بورصة قطر، ضاعفت المؤسسات الأجنبية مبيعاتها على الأسهم القطرية، بعد أن حققت مبيعات بنحو 14.5 مليون ريال مقابل مشتريات بنحو 6.12 ملايين ريال، فيما حقق الأفراد الأجانب مبيعات بنحو 12.7 مليون ريال مقابل مشتريات بقيمة 12.3 مليوناً.

وفي الصحيفة نفسها عرضت تقريراً نشر بجريدة «ذا بيونير» الهندية الناطقة بالإنجليزية، بعنوان «قطر تتحمل مسئولية الأزمة الخليجية»، والذي وجّهت فيه أصابع اللوم إلى قطر في الأزمة الخليجية الأخيرة، بسبب سياستها التي وصفتها بالـ«ميكافيلية» التي تمضي بها منذ فترة طويلة، وانتهاكها الأعراف الداخلية والثقة الأصيلة في المجتمع العربي الخليجي.

وفيما أشار المقال المنشور في الصحيفة بعنوان «أزمة قطر: الآثار المترتبة والخيارات» إلى أن القوى العظمى لديها مصلحة كبيرة في استقرار منطقة الخليج بسبب أهميتها الإستراتيجية لأمن الطاقة، الأمر الذي يجعلها تفضل احتواء الآثار غير المباشرة الممتدة للأزمة الحالية منعاً لمزيد من زعزعة الاستقرار، أكد أهمية فهم الأسباب التي دعت التحالف الذي تقوده السعودية لاتخاذ هذا الموقف الحاسم ضد تلك الدولة.

ويؤكد المقال أن الجذور الأساسية للفوضى الحالية في ليبيا وسوريا موجودة في «سياسة حافة الهاوية» لقطر، حيث جلب الربيع العربي إلى الصدارة، وحتى إلى السلطة قيادات إخوانية في أنحاء كثيرة من العالم العربي، برغم أن هؤلاء بالكاد لعبوا دوراً مهماً في تشكيل الانتفاضات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة