صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


زوجتي قادتني إلى السجن

أحمد عبدالفتاح

السبت، 26 أغسطس 2017 - 06:56 م

كان من الممكن أن يبحث عن أي عمل شريف يواجه به مصاعب الحياة، لكنه اختار الطريق الأسهل وهو النصب على الدولة، لم يكن الموظف المتهم مجرم بالفطرة ولكن إلحاح زوجته عليه وكثرة طلباتها المادية التي لا تنتهي لارتكاب حماقة كبرى ربما سيدفع ثمنها من حريته وسمعته.

حيلة غريبة أشارت بها الزوجة على زوجها، ربما فات في تصورها الشيطان، وهو استغلال معاش الدولة "تكافل وكرامة" لزيادة الدخل دون وجه حق، الحكمة تقول أنك من الممكن أن تخدع الناس بعض الوقت لكن لن تتمكن من خداعهم طوال الوقت، الموظف النصاب سقط في قبضة رجال مباحث شرطة البريد، ولكن قبل السقوط في مستنقع الجرائم كان هناك قصة سبقت هذا التصرف المشين، التفاصيل الكاملة سنحاول سردها في السطور القادمة.. 

محسن عامل بسيط لدية زوجه وأبناء، حياته كانت مستقرة وتبدو طبيعة، إلى أن زادت عليه أعباء الحياة، بحث عن أكثر من فرصة عمل أخرى في فترة المساء حتى يتمكن من مواجهة مصاعب الحياة، كل ما كان يشغله هو لقمة العيش، لكن زوجته كان لها رأي أخر وكان كل ما يشغلها هو الأموال ولا شئ آخر بصرف النظر عن الطريق الذي ستأتي بها هذه الأموال، وعلى طريق الأفلام السينمائية بينما الزوج في عملة الصباحي، شاهدت الزوجة إعلانا في التلفاز يتكلم عن شروط الحصول على معاش التكافل والكرامة الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية.

أحضرت الزوجة ورقة وقلم وبدأت في تدوين كافة الطلبات والشروط المطلوبة، وفكرت بشكل إجرامي بحت وكأنها ضليعة في عالم الإجرام، جهزت كل شئ وانتظرت عودة زوجها لتعرض عليه الخطة الجهنمية وهي التحايل على هذه الشروط والتقدم للمشروع للاستفادة والحصول على معاش الدولة " تكافل وكرامة"، بعد عودة الزوج من عمله الصباحي وجد زوجته على غير العادة في حالة من السرور والابتسامة ترتسم على قسمات وجهها، وعندما استفسر عن السبب أكدت له انها وجدت الحل لكل مشاكلهما المادية والديون الغارقين فيها.

 تهللت أسارير الزوج وهو يسمع هذا الكلام وظن أن زوجته عثرت له على عمل إضافي أو ورثت مبلغ من المال، لكن المفاجأة كانت في تفاصيل الخطة المجنونة التي عرضتها على زوجها وهو كيفية التحايل والحصول على معاش تكافل وكرامة، جن جنون الزوج وهو يسمع هذا الكلام، في البداية رفض بشدة خوفا من المسائلة القانونية، ولكن تحت ضغط وإلحاح زوجته الحبيبة وتحت ضغط الديون التي تعصف به قرر المخاطرة والموافقة على هذا التصرف. 

في صباح اليوم التالي بدأ تنفيذ الخطة المرسومة بدقة وعناية شديدة، حيث جهز كافة أوراقة المزورة وتقدم بها، وانتظر النتيجة النهائية لفكرته المجنونة، الدقائق تمر عليه بطيئة وصعبة وهو ينتظر النتيجة التي ستقوده حتما إلى السعادة أو إلى السجن، وشاء حظه أن ينجح خطته حيث حصل على ما أراد، مرت شهور وهو يقوم بصرف هذا المعاش بمنتهى الاطمئنان إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان، عندما بدأت الأجهزة المختصة بتفتيش عن مستحقي المعاش، فتوصلت إلي أنه لديه عمل أخر.

وبتقنين الإجراءات ومواجهة المتهم، بما هو منسوب إليه من تهم، اعترف بارتكابه الواقعة، وتوعد بإعادة المبلغ مرة أخري، وأمام اللواء حسين قاسم مدير شرطة النقل، أمر بإحالة المتهم إلي النيابة لتولي التحقيق.   










 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة