The square
The square


ماذا تفعل للحصول على السعفة الذهبية؟.. مشاهد أساسية في المربع

وائل الغزاوي

الخميس، 28 سبتمبر 2017 - 01:17 م

مرت أيام مهرجان الجونة السينمائي سريعا بين الاستمتاع بالأفلام الرائعة .. وبين اختيار مكان مميز على مسرح مارينا الجونة لمشاهدة أفضل الأفلام العربية والعالمية لهذا العام.
الدورة الأولى من أي حياة على هذا الكوكب لا تخلو من الإخفاقات، لكن لا يمكن أن نغفل أن دور الشباب الحقيقي المتميز بحسن الخلق واللغات الأجنبية والمظهر المميز هم دوما على دأب للمساعدة طوال الوقت وحل المشكلات بشكل أسرع وقبل وقوعها وذلك يرجع لإدارة لها الكثير من الخبرة.
هذا الاستهلال لا ينفصل شيئا عن العدد الكبير أمام سينما البحر Sea Cinema لمشاهدة فيلم المربع The square الحاصل على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يتشابه معه الجونة السينمائي من حيث الموقع المميز الذي اختاره الأخوين ساويرس ليكون هو ذلك المشهد الرائع لليخوت الفخمة على مارينا مدينة الجونة بمحافظة البحر الأحمر.
استخدم مؤلف – مخرج فيلم المربع Ruben Östlund السويدي الأصل نوع من الإخراج متكامل الأركان مستخدما كل الأدوات السينمائية التي تعبر عن فكرته البسيطة – العميقة والتي تتناول كل أبعاد المشكلات من خلال ساعتين ونصف من العرض المميز الممتع بصريا.. مازجا أحداثه بين الدراما والكوميديا والإيهام المشوق بقدر كبير جدا.. لكي يجعلك جزءا من فيلمه السينمائي.
ما قبل البداية اعتقدت أننا قد نشاهد فيلما يحكيه هذا الرجل Claes Bang في دور كريستيان الذي يجلس على الكرسي ليجري حوارا صحفيا بشأن متحف الحضارة بوسط المدينة لكن الحقيقة لم تكن كذلك
تدور الأحداث في عدد من الخطوط فجأة تجد نفسك في أكثر من متاهة درامية متشابكة بين الشخوص والأحداث والمواقف فالبداية كانت بهذا المشهد الأساسي من ضمن عدد من المشاهد التي لا تخلو أهمية على الإطلاق لكنها الأساسية ومستر سين في فيلم المربع.
الإلهاء
لم تكن البداية تقليدية على الإطلاق كبداية الأفلام الأوروبية التي تطور حبكتها الدرامية دوما في منتصف الأحداث فمن اللحظات الأولى ننجذب وراء هذا السرد السينمائي.. المشهد مشهورا سينمائيا بالنسبة لنا فقد نُفذ من قبل في إحدى أفلام الفنان الراحل فريد شوقي (جعلوني مجرما) لكن الحبكة هذه المرة أكثر إبهارا.. لأنها الخيط الأساسي للأحداث.
مؤثرات خارج الإطار
Ruben Östlund استخدم عدد من المؤثرات المختلفة والمتنوعة لنكشف عن تفاصيل شخصيات متنوعة ومؤثرة داخل الاحداث الدرامية المتعاقبة.. مديرته بالعمل المرافق لها كلبا طوال الوقت وتتحرك دوما بشكل حاد للغاية بالاضافة إلى نظراتها الثاقبة ففي بعض الاحيان ترى أن هناك صله قرابه بينها وبين هذا الكلب النحيل المتواجد معها دوما.
في المرة الاولي كان معه طفلا رضيعا وكان وجوده مؤثرا بالرغم من انه مازال رضيعا.. لكن تعليقاته الصوتية التي تم توظيفها بشكل مناسبا للموقف الدرامي.. لكن في المرة الاخري كانت ترافقه زوجته فمن الواضح انها اسرة مترابطة
الفيلم لم يخلو من المشاهد الكوميدية على الاطلاق فهذا القرد الذي دخل إلى الغرفة قبل دخول Elisabeth Moss التي تجسد دور آننا والتي كان في انتظارها ليمارسا الجنس سويا.. أيضا مشاهد ممارسة الجنس التي تم تصويرها باحترافية عالية دون أن يظهر من جسدهم شئ على الاطلاق لكنه استطاع ان يجسدها بكوميديا عالية الاحترافية وكان لردود افعال Moss وقعا غريبا جعل من الحضور داخل قاعة العرض يضحكون بشكل متواصل.. ليختتم المشهد بنوعا اخر من الكوميديا.
لم يخلوا اللقاء الثاني من استخدام مؤثرا صوتيا متقاطعا مع كل جملة صادمة.. بالرغم من عدم وجوده في المشاهد التي لا تحتاج لهذا الضجيج المزعج الذي جعل من المشهد نوعا من الكوميديا والتركيز في الحوار الذي كان ممتلاء بالجمل الهامة
أيضا ذلك الشاب الذي دعا حضور المتحف للتوجه للعشاء بالرغم من انه لم يظهر الا ثواني معدودة من وقتا فيلم طويل إلا انه أظهر حقيقة الامر بالاضافة إلى أنه أوقف الجميع في الوقت المناسب.. ليؤكد لهم ان هناك حساء مميز.
الطفل المظلوم لم يكن فقط متحديا وخشنا في التعامل لكنه ايضا كان محورا اساسيا لما يعبره الظلم الذي يواجهة المجتمع القليل الصغير ذو الاصول الغير اوروبية فهذا كان ملحوظا من معاملة مايكل معه داخل السوبر ماركت.. وهو ينفعل عليه وينظر له من اعلي ولا يحاول ان يهدئ من روعه وجنونه الجامح الصغير
لم يستطع صبرا كريستيان على الطفل ولم يحاول ان يلبي نداه فكان عنيفا لقدر كبير جدا مع طفل قد يكون ذلك لكونه غير أوروبيا وقد يكون لأسباب اخرى.. لكن وقع كلمات الطفل الحادة وهو ينادي عليه "استني هنا.. انت ياله.. استني استني.. وصراخه بعد ذلك دون ملبئ للنداء كان مؤلما حقا.
البدائية
برغم هذا التقدم والترف الا ان هاجس البدائية قد يكون مدمرا لكل هؤلاء الذي يتميزون بالرقي لا يجدوا سوي الاعتداء الجسدي والتكالب على هذا الشخص الذي كان ظهوره صادما فطوال الوقت تعتقد أنه عرض فيديو محبوسا خلف هذه الشاشة إلا أنك تكتشف انه قيد الاسر.. وأن ما يقدمه تجاه المجتمع الذي تنوع حضوره بين سيدات محجبات واخريات يرتدين ملابس السهرة ليكون عدوانيا.. بشكل كبير معهم فهو مازال بدائيا.. وهم يمثلون المجتمع المتحضر.. الذي من الممكن أن يتم تدميره بشخصا واحد بدائيا.
وسط الزبالة
قد يكون طوق النجاه الوحيد لك في اصعب المواقف التي تسبب لك الازعاج في حياتك الخاصة هو الابحار داخل الكم الهائل من اكياس القمامة العفنه تتخلي عن سترتك شديدة الرقي وتبحث دخل كل الاكياس وداخل كل الصناديق لتتخلص من هذا التوتر المزعج.. ليكون المكان الطبيعي لهذه الشخصية هو الوجود داخل القمامة.
الفيديو 1
لم يجد سبيلا غير ان يقوم بتسجيل هذا الفيديو الذي لم يقول فيه سوى عدد من الكلمات الحقيقية التي تعبر عن الواقع.. في الحقيقة هي لم تكن كلمات عادية بل هي وابل من الرصاص الذي اطلقه بقوة ضد هذا المجتمع فقال كل شئ وهو في حالة من الهدوء والعصبية والخوف كان واقعيا للغاية ومختصرا.
لئيمة.. كاذب.. افاق
هل هو بالفعل مختلا؟ ام يقول ما لا يستطيع العقلاء على قوله؟.. بالرغم من الكوميديا التي احدثها بشكل جعل الحضور يضجون من الضحك.. الا أنه كان يعبر عن رغبات عدد كبير من الحضور.. او على الاقل يقول ما لا يقوله احد.. ليكشف ايضا ان هذا المجتمع الراقي لا يتقبل هذا النوع من المازومين نفسيا وعقليا.. الصورة السينمائية للمشهد جعلت لديك رغبة لتكتشف من هذا الشخص لكنه سرعان ما كشف عنه بالرغم من أنه لو لم يكن يكشف عنه لكان افضل بكثير.. ولكن جعل وجوده محيرا.
الفيديو 2
يوافق دون اهتمام على نشره ليحقق ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة.. وايضا جدلا واسعا.. في كل مكان.. انفجار هذا الطفل الفقير المتسول داخل المربع.. موافقته كانت صادمه للجميع وبالرغم من الكارثه التي فعلها الا انه غير عابئ بشئ على الاطلاق
المؤتمر الصحفي
لانه طوال الوقت منشغلا بهذا الصراع الذي وقع في هذه المشكلة الجديدة.. دون ان يعير اي اهتمام لاي شئ غير حياته الخاصة.. إلا أنه ايضا لم يجد جملا وافية في المؤتمر الصحفي الذي كان حقيقيا بالقدر الممتع فهؤلاء المصورين الذين يلتطقون عدد كبير من الصور بالاضافة لحركة الميكرفون التي دوما تأتي بعد القاء نصف السؤال.. واقعية المشهد كانت حقا مرعبة.
لا نهائية للصعود
محاولة ما جناه طوال الرحلة وروعة تصوير مشهد داخل السلم من خلال التصوير البانورامي شديد الاحترافية وتشعر وكانك تلف معه او تسبقة بخطوات لتتجنب ما هو فعله طوال هذه الرحلة الدرامية.
التحدي
وسط ضجيج الملعب المزدحم لكن لا تخلو الحياة من جرعة امل جديدة فالاخفاقات لا يجب ان نندم عليها طوال الوقت فهي المحفز للاستمرار.
اجمالا الفيلم متميز من كل النواحي الفنية سيناريو محبك وحوار متميز صورة متميزة وكادرات تم عملها باحترافية عالية جدا حالة درامية متماسكة وكوميديا حقيقية بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد والثقافات الا ان الضحكات كانت تملئ القاعة.. موسيقي تصويرية راقية ومتلائمة مع كل لقطة تحتاج الي ذلك.
قليل من الممل بالطبع كان الربع الاخير من الفيلم مملا بعض الشئ لكنه كان ايجابيا.. وكأنه كان الخروج التدريجي من كل ما سبق.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة