مهرجان "الجونة" ولد عملاقا ..... والقاهرة تاريخ

منال بركات

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 - 09:30 ص


مازالت أصداء ليالي الجونة ومهرجان السينما الأول الذي انتهى منذ أيام تردد في الأوساط الفنية، بين حالة من البهجة والسعادة من جانب السينمائيين ومحبي الفن السابع لميلاد هذا المهرجان العملاق في تلك البقعة الساحرة.


و السؤال الذي يتبادر على أذهان الشغوفين بالفن السينمائي هل حقق المهرجان أهدافه ونجح في تقديم احتفاليه لائقة؟ ...بكل أريحيه أقول نعم اجتاز مهرجان الجونة الاختبار الأول بعد أن تم الإعداد الجيد لشتى التفاصيل التي تؤهله ليكون احتفالية عالمية.

 ودائما اختيارات الأفلام التي يتم انتقائها لأي مهرجان سينمائي تأتي على رأس الأولويات ، ونجح مهرجان الجونة بدرجة كبيرة في اختيار مجموعة أفلام منتقاة ذات جودة ومستوى فني راقي، جمعت بين الأعمال العالمية والعربية والمصرية فضلا عن كونها تعرضت لقضايا متنوعة .


والأفلام التي شاهدنها بالجونة تؤكد أن هناك عين فنية انتقت الأعمال بدقه كبيرة ومن تلك الأعمال الفيلم الجورجي "أم مخيفة" والذي حصل على جائزة النجمة الذهبية، وجائزة جمعية نقاد السينما المصريين الفبيرسي، والفيلم الإنجليزي "تنفس" وهو عن قصة واقعية حدثت في الخمسينيات من القرن ، والفيلم اللبناني "القضية23" والأفلام المصرية "شيخ جاكسون"و"فوتوكوبي" وهى جانب من الأعمال التي تنافست داخل المسابقة الرسمية، حتى أنني أشفقت على لجنة التحكيم التي لصعوبة مهمتها.


الأمر الثاني الذي يحسب للمهرجان وإدارته الرشيدة دقة العروض والبرمجة السليمة وعدم تضارب المواعيد، لأنه المعيار الثاني الذي يقيم على ضوئه نجاح المهرجان، فجاءت الاحتفالية في شكل منظومة شديدة الالتزام ساعدت الضيوف على الاستمتاع بالأعمال السينمائية. والانتقال بين دور العرض بسلاسة، ونجح القائمون على المهرجان في تجهيز خمس قاعات للعرض على مستوى جيد الأولى بالجامعة الألمانية والثانية على مسرح "المارينا" إلى جانب 3 شاشات في "سى "سينما، على وعد من جانب مؤسس المهرجان نجيب ساويرس في زيادة عدد دور العرض في الأعوام القادمة.


الأمر الثالث الذي يشكل قيمة لأي مهرجان وثقل فني هي الندوات واللقاءات والبرامج الموازية التي تعقد على هامش المهرجان، و منصة الجونة حققت تفاعلا كبيرا بين صناع الأفلام والمنتجين وقدمت أفكارا لتطوير مشاريع الأفلام، إلى جانب الدعم المالي للمشروعات السينمائية الوليدة وهى دفعة لأعمال الشباب ومساندة لجيل جديد من صناع الأفلام وهذا هو الدور الحقيقي للمهرجانات.

ويبقى أن نشير هنا إلى جانب هام حظي به مهرجان الجونة في دورته الأولى  ولا يمكن أن نغفله، حضور النجم فوريست ويتكير والمخرج أوليفر أستون وفرصة التعرف علي أفكارهما ومناقشتهما عن قرب وهما من النجوم العالميين أصحاب بصمة هامة في السينما العالمية.
 
   كل هذه العناصر اجتمعت لتشكل ظاهرة فنية حقيقة ولدت عملاقة...فهنيئا للفريق الذي أخرج هذا العمل للنور ليكمل خريطة المهرجانات المصرية بعمل جديد يستحق الثناء عليه.


وأخيرا.... من غير الإنصاف عقد المقارنات بين مهرجان القاهرة والجونة الوليد، لأن مهرجان القاهرة يحمل تاريخا عريقا على مر السنين ومكبل بميزانية محدودة وقيود وبيروقراطية كبيرة، في حين أن مهرجان الجونة بلغت ميزانيته 50 مليون جنيها كما صرح نجيب ساويرس، مع حرية كبيرة في الحركة بلا قيود.
 وكما هي العادة "الفرعونية" الأصيلة التي يتمتع بها المصريون، أن نهيل التراب على ماضينا، ونهلل لكل جديد. والأجدى والأصلح هنا أن نسعد ونشجع الجديد مهرجان"الجونة"، ونساند ونطور
العريق مهرجان"القاهرة".  






الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة