ياسر عبد العزيز يكتب.. الرئيس وحلم المونديال

ياسر عبدالعزيز

الإثنين، 09 أكتوبر 2017 - 11:30 ص

  • عبور كروى لمصر فى أعياد أكتوبر 
  • اقدام صلاح تشعل شموع المونديال وتقيم الافراح والليالى الملاح 
الذين يزييفون التاريخ ، يعلقون ﻷنفسهم المشانق ، وحالت الفرحة الكبيرة التى انفجرت فى أعقاب تعثر غانا واوغندا  امس اﻷول احتفالا بحلم المونديال ، ثم اكتملت بأقدام صلاح الذهبية التى أضاءت شموع المونديال في شوارع ومياديين وحارات وأزقة مصر عقب الفوز المثير والتاريخي على الكونغو أعادتنى سريعا إلى شريط الذكريات مع "جيل كوبر 2018 " ، وبدأت باسترجاع المواقف التاريخية التي ساهمت في صناعة وتكوين أيديوجية هؤلاء اﻷبطال ورسخت فيهم سمات الرجولة والكفاح والصمود ، كان يوم تجلت فيه عبقرية القائد عبد الفتاح السيسى عندما أصر الرئيس على لقاء بعثة المنتخب الوطنى العائد من بطولة أفريقيا بالجابون 2017 رغم حصوله على مركز الوصيف ، كنت رفقة المنتخب فى مهمة عمل للمحبوبة" اﻷخبار " وكل اصداراتها، مازلت أتذكر لحظات مصافحة الرئيس لبعثة المنتخب بداية من المهندس هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة والكابتن حازم الهوارى رئيس البعثة ومرورا باللاعبين فردا فردا ، لحظات تاريخية شعرت خلالها أن الرئيس السيسى يبث فى نفوس اللاعبين المحبطين آنذاك صفات إرادية ، ويطالبهم بالصمود والثبات والاستمرار ويقول لهم أنتم أبطال ، تذكرت عبقرية القائد السيسى مع انطلاق أفراح المصريين بالمونديال أمس اﻷول واكتمالها أمس بملحمة النصر والعبور الكروى الهائل الذي تواكب مع انتصارات أكتوبر المجيدة  وتحقيق حلم المونديال وقطع سنوات الهجر والغربة المونديالية بعد غياب استمر 28 سنة ، تذكرته وهو يعيد زرع اﻷمل في نفوس اللاعبين الذين نجحوا في صدارة مجموعتهم وأكدوا أفضليتهم على كبار منتخبات القارة وعلى رأسها غانا المدجج بالنجوم والمشاهير ، تذكرت عبقرية القائد التى ظهرت فى أعقاب العودة من الكان 2017 بالجابون وانا اتابع الاحتفالات والكرنفالات التاريخية بالصعود للمونديال وكنت على يقين بقدرة فرسان مصر على بلوغ الحلم فى ظل هذه الصفات التي صاروا عليها .
وأتخيل أن لو  فرسان هذا الجيل منحوا أنفسهم وقتا في استرجاع الذكريات فسيكون أبوريده هو أكثر أفراد المنظومة فرحا بعد سنوات من موجات النقد التي تعرض لها ، وبالتحديد منذ قراره التاريخى بقبول مهمة الاشراف على المنتخب من الخارج فبل صعودة إلى كرسي رئاسة الجبلاية  ، وقتها كان جيل كوبر يعانى من ويلات التكوين والاعداد ، وسريعا وضحت بصمات أبوريدة الذى تحول معه المنتخب من أطلال فريق الى "منتخب  vip"  فى الاعداد والانتقاء والتجهيز وكانت أو ثماره العودة لنهائيات افريقيا واحراز مركز الوصيف وعودته للتألق مجددا وتعزيز ذلك بتحقيق حلم المونديال .. ولم يكن ذلك بجديد على أبوريدة مهندس مصر الكروية فى أكبر المناسبات ، خبرات أبوريدة الادارية جعلته يصنع من الصفر عددا ويمنح جيل كاد أن يندثر قبلة الحياة ، فقد سبق ﻷبوريدة اجباره للعالم على التصفيق فى أعقاب النجاح المبهر لبطولة اﻷمم الافريقية 2006 بالقاهرة ومونديال الشباب 2009 وكان عاملا محوريا فى صناعة جيل الفرحة السابق بقيادة المعلم حسن شحاته ، اتخيل أن كل هذه الذكريات الخالدة على ذاكرة المجد الكروى المصرى تداعب خيال أبوريدة حاليا بحلوها ومرها .
وأتخيل أيضا أن محمد كامل رئيس الشركة الراعية برزينتيشن وهو يحلم فى بداية قيادته لثورة ازدهار فى راعية الكرة بالصعود للمونديال وسط انتقادات محبطة تعرض لها .. أتخيله وهو يلهث من أجل توفير كافة سبل الراحة لهذا الجيل الذى انتفض وهال عن كاهل مصر الكروية تراب العناكب التى عشعشت فيها لسنوات طويلة ..أتخيله اﻵن وهو يبكى بعدما ساهم بفكره الاعلانى والتسويقى الناجح الذى جعل حلم المونديال يولد على قناة مصرية وطنية هى اون سبورت بعدما ظللنا لسنوات عديدة نعانى من الاحتلال الكروى الفضائى الذى كانت تهيمن عليه قطر ، اتذكره اﻵن وهو يبكى حلاوة النصر والفرحة بعد سنوات من البكاء بسبب موجات النقد .
وأتخيل كوبر الذى أمطروه بصفات تشاؤمية منها أنه منحوس وهو يطير فرحا بصناعة هذا الجيل ..المشاهد كثيرة ومثيرة وللحديث بقية .. يارب كتر أفراح المصريين .


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة