الحب المشروط.. الأهل تحب أولادها شرط التفوق

منى إمام

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 - 09:50 ص

يمثل الحب احتياجا مهما في حياة الطفل، فهل نربي أطفالنا بالحب غير المشروط أم على طريقة الحب الأناني المشروط؟ فعندما يخطئ الطفل أو يفشل في شيء نغضب منه ونشعره بهذا الغضب بأنه فقد حبنا لأن مشروط بأفعاله التي ترضينا. 

الحب غير المشروط
وهنا قالت خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا: «حتى نجعل حبنا غير مشروط يجب علينا أن نعلمه أننا نحبه ليس لأنه الأنجح أو الأذكى ولكن لأنه الابن، وبالتالي نحب له كل الخير وليس نحبه لما به من خير، وأننا عندما نغضب بسبب أخطائه يجب أن يكون غضبنا وخوفنا على مصلحته وليست غضبا من شخصه، فنرفض السلوك ونقبل الشخص حتى لا يشعر بأنه منبوذ وغير محبوب وسينعكس افتقاده للحب على سلوكه وهو طفل ويصاحبه في مراهقته وشبابه ونضوجه».

التوجه العقلي الايجابي
وأكدت أنه نقل لنا "ستيفن آر. كوفى" في كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" هذا المفهوم من خلال تجربة شخصية مع أحد أبنائه الذي كان يعاني من مشاكل على المستوى الدراسي والاجتماعي والرياضي، وكان الأب والأم يرغبان بشده في مساعدته فركز الكاتب على سلوكه وتوجهه تجاه ابنه وحاول تهيئته عقليا باستخدام تكنيكات التوجه العقلي الايجابي، بتشجيعه بالجمل الإيجابية وعندما كان الآخرون يسخرون منه كان يعنفهم، ولكن لا شيء مما فعله كان مجديا.

عدسة المجتمع
وأضافت أنه حاول الكاتب تناول الموقف من منظور آخر، فقد كان الكاتب ينظر إلى ابنه من عدسة المجتمع وما يرغب أن يكون، وليس من عدسه واقع ابنه ، ولم ينظر إلى الأخلاق الشخصية لابنه وحقيقتها، كما أدرك الكاتب أن دوافع المقارنة الاجتماعية قد تؤدي إلى حب مشروط، وفي النهاية التقليل من إحساس الطفل بتقديره لذاته، فبدأ يرى ابنه على أساس الأشياء التي تميزه عن الآخرين، وليس من خلال ما يفتقده مقارنة بالآخرين، وأكتشف بداخله الكثير من الإمكانيات الكامنة التي يمكن له أن يدركها بأسلوبه الخاص وبسرعته. 

القتلة الثلاثة
وأشارت إلي إن الكاتب أدرك أن دوره الطبيعي كأب هو الإيمان بابنه والاستمتاع به وتقديره ووجد الكاتب نفسه يستمتع بابنه كما هو دون مقارنته بالآخرين أو إصدار أحكام عليه وبمرور الوقت بدأ الابن يكتسب ثقة وإيماناً بنفسه، وبدأ ينمو ويتطور بطريقته وبسرعته بدون مخاوف ومما سبق نستخلص أن الحب والتقبل الاجتماعي له دور أساسي في تكوين شخصية الإنسان منذ الصغر بطريقة متوازنة وفعالة وأن اللوم والمقارنة والنقض هم القتلة الثلاثة لشخصية أبناءنا وأن الحب المشروط هو الحب القاتل وأن الحب غير المشروط هو غذاء النفس للطفل كي ينمو ويتطور وعيه بطريقة متوازنة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة