الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم
الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم


ورقة وقلم

ياسر رزق يكتب: نبايعك على سيف الثأر

ياسر رزق

السبت، 25 نوفمبر 2017 - 07:13 م

 
شىء مما جرى أمس الأول توقعته وغيري.
مازلت أتوقع ما هو أكثر في هذه الحرب، وأعرف أن في سدة المسئولية من يرى أبعد وأعمق، ويتحوط لما هو غير محتمل، ويدرك من زمن أن ذلك قدره.
كتبت فى هذا المكان منذ أسبوعين: »هناك ضربات لابد أن نتوقعها ضد منشآت أو أهداف حيوية أو وحدات أو شخصيات، وعلينا ألا نستبعد أى احتمال ولو كان بعيداً، حتى نتحسب للضربات ونحتاط، لكي ندرأها، أو نفشِّلها، أو على الأقل نحد من تأثيراتها«.
وقلت في نفس المقال، ومازلت أقول. «ليس من الضروري أن نربح كل المعارك لكي نكسب الحرب».
قلت: «إن النصر لنا محتوم».. ومازلت على يقيني.
،،،،،،
هي إذن حرب طويلة ممتدة، لا أعراف لها، ولا قواعد، ولا أسقف، ولا حدود.
مؤلمة نعم. لكننا قادرون على أن نلوك أي ألم ونبتلع أي وجع.
لم أفاجأ بأن يكون الهدف هذه المرة، ركعاً سجوداً، نودوا للصلاة من يوم الجمعة.
لم أندهش من أن تبلغ غريزة القتل وشهوة الدماء بهؤلاء، حد إبادة المصلين، أطفالاً ورجالاً وشيوخاً، بالرشاشات والأسلحة الآلية، داخل بيت الله، وفى حضرته، والكل يسبح بحمده ويقدس له.
لا أستغرب من أعداء الله والوطن والإنسانية والحياة تلك الجرائم الشنعاء الوحشية التى يشمئذ منها الشيطان!
،،،،،،
ثمة أشياء تعربد في صدري، وتعتمل مع غضب عارم وحزن عاصف، لابد أن أقولها.
- إذا كانت مواجهة آفة الإرهاب تتطلب حزمة فكرية ثقافية اجتماعية عسكرية أمنية لتجفيف منابع الفكر التكفيري، فإن مواجهة الإرهابيين الخوارج أعداء الحياة، لا تكون إلا بالتقتيل.. وذلك شرع الله.
- لا استتابة ولا مراجعة ولا حوار مع إرهابيين يحملون السلاح أو محرضين لهم بالفكر، ولا اقتياد لهم لعدالة سلحفاء، تميت القصاص وتقتل مبدأ الردع، إنما العدل هو الضرب في سويداء القلب.
فهل هناك توبة لمن توعدهم الله بالخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة؟!
- مقاومة الإرهاب حق إنساني - كما قال الرئيس السيسي الذي تبنت دعوته الأمم المتحدة - وواجب الدولة كفالة الحق فى الحياة لمواطنيها والمقيمين فيها، بكل ما تملك من وسائل وتدابير، باعتباره أسمى حقوق الإنسان.
- ملاحقة الإرهابيين، وأولئك الذين يحرضونهم ويؤونهم ويمدونهم بالمال والسلاح والمعلومات، ومعاقبتهم، فى الداخل، وفى الخارج، عمل من أعمال الدفاع الشرعى عن النفس يكفله القانون الدولى.
- نحن نخوض الحرب على الإرهاب بمفردنا وبجيشنا وشرطتنا وشعبنا، كما يكرر الرئيس السيسى - نيابة عن منطقة فيها من يمول ومن يؤوى ومن يسعده ما يراه يحدث، ونيابة عن عالم يبدو أنه لم يكتو بالقدر الكافى من نار الإرهاب، وعن مجتمع دولى فيه قوى كبرى ترعى جماعة الإخوان وتظللها بالحماية من الوصم بالإرهاب، وتؤمن خروج أبنائها السفاح الدواعش من الهلال الخصيب، وتنقلهم إلى المناطق الرخوة فى سواحل ليبيا والقرن الإفريقى، توطئة لدخولهم مصر.
.. ويبدو أننا سنظل نخوض الحرب بمفردنا لحين إشعار آخر!
- ليس بعد القتل والتخريب وسفك الدماء، جيرة ولا أخوة ولا علاقة من أى نوع.
الدم بالدم، والتحريض بالتحريض، وحجب المعلومة بحجب المعلومات.
من ينفخ فى الكير ستطاله النار، ومن يحتضن العقارب والأفاعى لن يأمن لدغاتها.
،،،،،،
لست من هواة إيهام النفس بسراب ضوء فى قلب ظلمة، لكن ليس من الحكمة إغفال أضواء آتية تبدد الظلام.
أقول..
إن جريمة مسجد الروضة، كان يراد منها ترويع أبناء سيناء، بالأخص فى المناطق التى يصطف أهلها فى مجابهة الإرهاب، لكن بشاعتها أججت مشاعر الجميع بالثأر ووحدتهم خلف جيشهم وشرطتهم.
كان القصد زعزعة ثقة المصريين فى أنفسهم وفى حربهم على الإرهاب وشق صفوفهم ودفع بعض ضعاف القلوب والنفوس إلى الحديث عن حوار مع الإرهابيين وجماعتهم الأم، لكنها من اللحظة الأولى جمعت كل الشعب على قلب رجل واحد، يدعو إلى الثأر ولن تهدأ له نفس إلا بسحق الإرهاب سحقاً وقتل الإرهابيين جميعا حيث ثققناهم. بل أرغمت أولئك الذين اعتدناهم يبتهجون على الشاشات الإخوانية التركية والقطرية مع كل ملمة تصيب مصر والمصريين، إلى الانزواء وفقدان القدرة على التبرير وانتحال الأعذار.
الآن.. نجد أصحاب الأعراف بين الوطنية وأعدائها، يعيدون لهول الجريمة قراءة المشهد، عساهم يدركون أن الهدف ليس شخصاً ولا نظاماً ولا فئة، إنما هو مصر.
يراد لمصر أن تقف ولا تتقدم، أن تركع ولا تنهض، أن تسقط وهى تنطلق.
يسوء جماعات الإرهاب ومن وراءها يحركها بالخيوط أو بالتحكم عن بعد، أن يقوى اقتصادها وأن تعلو منشآتها وتمتد مشروعاتها ومدنها الجديدة، وأن تتغير خريطتها بالبناء فى وقت تتبدل فيه خرائط بالهدم والتقسيم.
يسوؤهم ان تتمدد مصر بتأثيرها، وأن يتعاظم نفوذها فى إقليمها ومنطقتها، ترمم الشروخ فى جدران عربية تداعت، وتنتشل الدول العربية وتستعيد عواصمها من براثن مصائر سقطت فيها أو كادت.
،،،،،،
ما كان الرئيس السيسى يستطيع أن يحادث الشعب بكلمة ثأر، أو يتحدث عن رد بكل قوة فى مواجهة الإرهاب والإرهابيين، فى كلمته الموجزة بالغة التصميم والحزم، لولا أن مصر تمتلك هذا الجيش.
فجيش مصر هو الشوكة فى حلق قوى التآمر، وهو السد المنيع أمام أوهام جماعة قنص السلطة، وهو نار الدنيا لجماعات الإرهاب.
هو عمود الدولة، وسند التنمية، ودرع الأرض، وظهر الشعب.
ولقد أثلج صدري أن يستخدم الرئيس تعبير «القوة الغاشمة» في الرد على تلك الشرذمة من المجرمين التكفيريين، أي القوة التي لا تعرف حدوداً في سحق هؤلاء، ورد الصاع صاعين.
إننا نثق في قدرة جيشنا وشرطتنا على دحر الإرهاب وتحقيق النصر في هذه الحرب الطويلة، وقدرة شعبنا على تخطى أي شدائد ومحن، ما مر منها، وما قد يأتي في أي اتجاه.
،،،،،،
منذ 52 شهراً.. طلب الفريق أول السيسي أن نفوضه والجيش والشرطة في مواجهة العنف والإرهاب المحتمل، وخرج عشرات الملايين بعد 48 ساعة إلى الشوارع والميادين يقدمون له تفويضاً جماعياً.
واليوم.. مازال التفويض مستمراً للقائد وللرئيس، لكن العنف جاوز المدى، والإرهاب طال بيوت الله.
إننا نبايعه على سيف الثأر لله والوطن والشعب، وقدره أن يحمله بيديه.

========
سن القلم
مازلت أتوقع ما هو أكثر في هذه الحرب، وأعرف أن في سدة المسئولية من يرى أبعد وأعمق، ويتحوط لما هو غير محتمل، ويدرك من زمن أن ذلك قدره.


* أشعر بالمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وهو يعالج بعيداً عن بلده، وأعرف أن ألمه على الحادث الإجرامى أشد إيلاماً من أوجاع المرض. دعاؤنا إلى الله أن يمن عليه بنعمة الشفاء، وأن يعيد إلينا هذا الرجل الصبور المخلص معافى سالماً.


* اختيار الرئيس السيسى للدكتور مصطفى مدبولى وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية للقيام بأعمال رئيس الوزراء لحين عودة المهندس شريف إسماعيل - بإذن الله - إلى عمله، أظنه جاء من منطلق ما يتمتع به الدكتور مصطفى من عقلية منظمة، وقدرة على الإدارة والتنفيذ، أظهرها بوضوح فى القيام بمهام الإشراف على تشييد مرافق البنية الأساسية وتخطيط وتنفيذ المدن الجديدة ومشروعات الإسكان. كل التمنيات بالتوفيق للدكتور مصطفى مدبولى فى مهمته المؤقتة الصعبة، ومهامه الممتدة الشاقة.


* فى خضم الحدث الجلل، ظهر الإعلام المصرى، فى التليفزيون الرسمى والفضائيات الخاصة، فى صورة محترمة، أغنت المتابعين والمتعطشين لأى معلومة، عن اللجوء إلى وسائل التواصل، أو الاضطرار للبحث عن أى أخبار على فضائيات عربية دولية أو معادية.
الفضل فى هذا لـ«المصادر الرسمية» التى سارعت بإذاعة أعداد الضحايا من الشهداء والمصابين أولاً بأول، منذ الدقائق الأولى لوقوع الجريمة الإرهابية الغادرة على مسجد «الروضة».
وأسعدنى للغاية أن أجد الفضائيات الدولية والمصرية الخاصة، تذيع أخبار الحادث نقلاً عن التليفزيون المصرى لأول مرة منذ سنوات.


*  الرئاسة التركية ذكرت فى بيان لها أن الرئيس أردوغان اتفق مع الرئيس الأمريكى ترامب فى اتصال هاتفى ليل الجمعة على محاربة كل المنظمات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش وحزب العمال الكردستانى و«شبكة فتح الله جولن»، على حد تعبير البيان التركى.
هل كلمة «كل» تشمل جماعة الإخوان التى ينتمى لها الرئيس التركى؟!


* هناك وجوه قبيحة تنعق فى الفضاء الالكترونى بـ«تغريدات» قذرة تتشفى فى شهداء جريمة «الروضة»، وتسخر من الشعب، وتلقى قاذوراتها على الجيش والشرطة.
أظن الوصول إليهم ليس صعباً، واقتيادهم إلى العدالة على جرائمهم التحريضية ليس أمراً عسيراً.


الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة