نبيل نعيم
نبيل نعيم


حوار| نبيل نعيم: جريمة «حادث الروضة» تكتيك جديد لعمل الإخوان العسكري لكنه الأخطر

منى الحداد

الخميس، 30 نوفمبر 2017 - 02:38 ص

نبيل نعيم.. القيادى الجهادى السابق.. أحد أهم وأشهر من قام بمراجعات الجماعة الإسلامية فى التسعينيات لذلك هو يؤكد أن الفكر المتطرف سطحى وسهل سحقه.. يحتاج لتجفيف منابعه كدروس برهامى والحوينى والفضائيات التى تفشت منها الدعوة الوهابية السبب الرئيسى وراء تفجير مسجد الروضة.

ما قراءتك للاستهداف الغادر لمسجد الروضة أثناء الصلاة؟

بداية فكر الجماعات الإرهابية هو فكر تكفير المجتمع وليس تكفير النظام أو الجيش أو الشرطة،فهم يعتبرون المجتمع مجتمع كافرا وجاهليا والإرهابيون يقولون إنهم استهدفوا مسجداً للصوفية..مع أنه ليس بالضرورة أن كل من يصلى بهذا المسجد صوفى.. يستيحون دماء المسلمين فهى لا حرمة لها عندهم وحتى إذا كان هؤلاء الشهداء كلهم صوفيون فمن قال بتكفيرهم؟! 

تقريباً كل علماء المسلمين من الصوفية وعلى مدار التاريخ كل المجاهدين والعلماء كانوا يتبعون الطرق الصوفية أياً كانت أسماؤها..لكنى أرجع هذا الى الفكر المسمى زوراً وبهتاناً بالسلفى لأن السلفيين - الذين لم نسمع منهم بياناً حتى الآن - يكفرون الصوفية والأشاعرة و90 % من الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة أو الأزهر.. هذه هى المدرسة السلفية الموجودة فى الإسكندرية والقاهرة والتى يترأسها برهامى.

يكفرون المختلف

ما وجه الاختلاف بينها وبين السلفية الجهادية؟


كل الجماعات السلفية مثل الأوانى المستطرقة تختلف فى الشكل واللغة ولكنها تتفق فى العقيدة والمضمون وقد ظهروا على حقيقتهم فى السنة التى حكمها الإخوان فهم يكفرون كل من خالفهم ولنتذكر أن مؤتمر الشيشان حذفهم وأعلن أنهم ليسوا هم أهل السنة والجماعة لأنهم يكفرونهم.إنهم نتاج الفكر السلفى المستورد.

البعض رأى فى تلك العملية الخسيسة نقلة نوعية خطيرة فى العقيدة التكفيرية..فما رأيك؟

المعتقد التكفيرى ثابت لكن ما حدث هو تكتيك جديد فى العمل العسكرى وهذا خطير جداً لأنه يستهدف أى أحد وأحذر أنه من الممكن فى الأيام القادمة أن نسمع عن سيارة مفخخة فى الأسواق أو أمام المولات أو المدارس أو فى وسط الأحياء السكنية.

من منفذ ذلك الهجوم الغادر فى رأيك؟

جماعة أعداء بيت المقدس الذين يسمون أنفسهم أنصار بيت المقدس وليس داعش كما يقال وذلك بالتعاون مع الإخوان..هم قد بايعوا داعش فى فترة من الفترات لكنهم هم من فعلوها والدليل أنه لا أحد يستطيع أن يتحرك فى هذه المنطقة سوى أبنائها. هؤلاء »العيال« حفروا قبورهم بأيديهم فقد قتلوا 300 فرد من 300 عائلة مما يعنى أن أهاليهم سيأخذون بالثأر وهم من سيقضى على الإرهابيين لأنهم سيعرفون أين مكانهم وسيصلون إليهم حتى لو تحت سابع أرض..فقد عادوا هذه القبائل التى ستنتقم منهم بأسرع مما نتخيل.

تنظيم الدول

وماذا عن المخطط؟

المخطط هم الإخوان،والتخطيط يتم فى الداخل ثم يطرح فى الخارج للحصول على الموافقة من القيادات التى تدير العمل بالتنظيم الدولى وهم أيمن عبد العزيز ويحيى موسى المتحدث بإسم وزارة الصحة أيام الإخوان وهم متواجدون فى تركيا ويديرون كل العمليات التى تتم سواء فى سيناء أو غيرها.
وما هدفهم؟

الإخوان يريدون الانتقام من نظام الرئيس السيسى عن طريق إرباكه وتشتيته فهم بهذه الجريمة يريدون إثبات أن لديهم أهدافا لن تستطيع الدولة حمايتها - وفعلا من الصعوبة حماية كل مساجد مصر المنتشرة فى طول البلاد وعرضها - وكذلك أهداف أخرى مثل عموم الشعب..الإخوان يريدون إرباك المشهد خاصة أننا على مشارف إنتخابات رئاسية قادمة فهم يريدون أن يظهروا أن النظام الحالى فشل فى محاربة الإرهاب وطبعا ضرب السياحة وغيرها..الإخوان المجرمون عندما قتلوا الشيخ سعيد البوطى فى سوريا قلت سيهزم الإخوان وسيبقى بشار لأن دماء العلماء والمصلين ليست هينة عند الله وأن الحق سبحانه وتعالى سيعجل بالانتقام من هؤلاء المجرمين وستكون هذه الحادثة هى نهايتهم بإذن الله.

الجريمة فى حد ذاتها أثارت حفيظة العالم كله..فما تحليلك؟

هم يعتبرون الشهداء كفارا وأن أعمالهم مردودة عليهم وأن عبادتهم مثل عبادة الكفار والمسيخ والبوذيين على الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يوصى الجيوش المحاربة بألا يقتلوا طفلاً ولا يقتلوا امرأة ولا يقتلوا راهباً فى صومعته..بمعنى عدم استهداف دور العبادة أياً كانت ملة من بها ولذلك الصحابة عندما فتحوا الهند كان بها بوذيون وسيخ ولم يكتب التاريخ أنهم حرقوا معبدا بوذيا أو هدموه وتمثال بوذا موجود بالهند قبل فتحها وحتى يومنا هذا  دلالة ذلك أن الصحابة فهموا مقصد النبى صلى الله عليه وسلم « ولا تقتلوا راهباً فى صومعته» وعندما دخل المسلمون مصر كانت مليئة بالأديرة فلم نسمع أنهم هدموا ديرا..عدم استهداف دور العبادة أياً كانت ملة من بداخلها هو من نصائح النبى ومن الواجبات التى أمرنا بها الإسلام.

اعترافات إرهابى الواحات وقاتل قس المرج أثارت جدلاً واسعاً.. فكيف لنا أن نحمى الشباب من إعتناق الفكر التكفيرى؟

للأسف نحن تأخرنا كثيراً فى هذه الخطوة فالمعتنقون للفكر التكفيرى فى مصر كثر ومنتشرون بصورة بشعة بطول البلد وعرضها وسهل استقطابهم الجماعات الإرهابية..القاعدة البشرية موجودة وذلك لأنه لا يوجد من يقدم للشباب نموذج دينى يقنعهم بفكرة.

الأمر الثانى أن مسألة تجديد الخطاب الدينى مسألة مطاطة ليس لها معالم واذا كان المقصود تنقيح التراث الدينى فهو يحتاج لـ 100 سنة على الأقل وذلك بسبب كثرته، نحن لدينا مؤلفات 1400 سنة ولكن أين الكفاءات؟..وإذا توافرت الكفاءات نرى مثال كياسر برهامى فى درس له حضره مئات الشباب الملتحين يشرح لهم قصة القردة التى رجمت لأنها زنت!..هذا مقطع موجود على الـ « يوتيوب» ولقد أنزلته على صفحتى وقلت له يا جاهل الرجم حكم شرعى والأحكام الشرعية للعقلاء وليس للحيوانات والبهائم!.. يوجد مقطع آخر للحوينى يرجع فيه سبب الأزمة الإقتصادية إلى أننا توقفنا عن الجهاد لأنه اذا جاهدنا كل واحد سيكون لديه خمس أو ست من السبايا فإذا مر بضائقة مالية باع إحداهن!..للأسف هذا هو مفهوم المشكلة الإقتصادية لدى «علماء السلفية»!..لقد تركنا الشباب لمثل هذه العقليات الفاسدة والفضائيات الممولة فالتهمته على مدار 40 سنة وبالتالى مواجهة هذا الأمر صعبة وسهلة فى نفس الوقت.

فكر تافه

ماذا يعنى ذلك؟


الصعوبة تكمن فى عدم وجود عزيمة ولا نية ولا إمكانيات لمواجهة الفكر المتطرف،والسهولة تكمن فى أنه فكر تافه تستطيع سحقه وهزيمته ولا يوجد إنسان سيموت من أجل فكرة هزمت فى رأسه.القضايا الفكرية لها من يعتنقها ويعتقدها ويموت من أجلها حتى لو كانت خاطئة إذن المطلوب ممن يواجههم أن يعتقد فى المواجهة ويموت من أجل هذه المواجهة أيضاً ولا حل سوى المواجهة فلنبدأ إذن بإغلاق الفضائيات الخاصة بالجماعات التكفيرية،ومنع هؤلاء السفهاء من أن يتصدروا للفتوى وإمامة الناس ونستبدلهم بأئمة وعلماء ليردوا على هذا الفكر التكفيرى بمعنى أن يأتى العالم بكتاب ما ويعرض ما به من أفكار مغلوطة كل فكرة على حدة ثم يدحضها.

كما أن فكر إرهابى الواحات فكر سطحى جداً وهو يستخدم أدلة شرعية استخداماً خاطئاً لذا الهزيمة الفكرية واجبة لسحق هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية.

وماذا عن الهزيمة الأمنية للجماعات الإرهابية؟

لا ينكر أحد أن الضربات الإستباقية التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة حققت نجاحا وإلا كنا استيقظنا يوميا على حادثة مثل هذه..المواجهة الأمنية لا بد أن تكون مع كل من يحمل سلاحا أو ضد أى تجمع أو تكتل منهم لكن لا سبيل لهزيمة تلك الجماعات 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة