صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بحبها.. غصب عني قتلتها

علاء عبدالعظيم

الخميس، 30 نوفمبر 2017 - 07:30 م

بدأت التجاعيد والثنايا ترسم خطوطها على وجه الأم والإحساس بوقوفها على عتبات الدنيا، وفي ساعة صفاء مع النفس قررت العودة من إحدى دول الخليج تاركة أبنائها؛ لرغبتها في الموت ببلدها (مصر)، ووسط أهل الحي التي عاشرتهم.

تراود مخيلتها مواقف الحب والحنان، التي جمعتها بجارتها ابنة جيلها، ولم يرفض الأبناء للأم طلبها واحترامًا لرغبتها، ولم يعلموا بأنه سيكون الوداع الأخير.

استقبلها أهل الحي بالحب والترحاب، لحسن سمعتها وطيبة القلب التي كانت تتمتع بها، وحسن خلقها، ولم تتوان عن مساعدة أي محتاج، فبدأت تُشعر بالآخرين من بائعي الخضار، وتعطي لهما أكثر مما يستحقوا، وتسارع الجميع لأداء أية خدمة تحتاجها بأدب شديد واحترام يشوبه ود وحب.

توجهت لزيارة جارتها وبحياء شديد كانت تترك لها بعض من المبالغ المالية، وخصصت لها مرتبًا شهريًا، واستأذنتها بأن يقوم الابن بهذه المهمة كل شهر؛ حيث السن لم يساعدها على ذلك.

وبمرور الأيام سال لعاب الابن الشيطان، ولبس عباءة الحمل الوديع، ويخفي وراءها غلظة قلب غير مسبوقة، وشراسة أسد جسور، توجه إلى منزل العجوز وتسلل خلسة ونجح في الدخول إلى شقتها، وأخذ يبعثر في أمتعتها بحثًا عن أية أموال، وتصادف عودة المرأة العجوز وما إن شاهدته وببصر الشيخوخة تتأمل، حتى فوجئت به ممسكًا بـ»طفاية السجائر« الرخامية، وانهال بها فوق رأسها الضعيفة، وسقطت على الأرض في بركة من الدماء، ولم يكتف بذلك وإنما أمسك بسكين الفاكهة وطعنها، ولم يتركها إلا وهي جثة هامدة خشية افتضاح أمره.

حمل اللص الشيطان ما خف وزنه وغلا ثمنه من مشغولات ذهبية وعملات خليجية، وفر هاربًا معتقدًا الهرب من عدالة السماء.

تمكن رجال المباحث من القبض عليه، وبعد أن أكدت التحريات المكثفة أن اللص الصغير وراء ارتكاب الجريمة المفجعة، والذي ذكر، قائلا: «كنت بحبها، وغصب عني قتلتها»، أحسن تقول لأمي.
وأرشد عن مكان بيعه المشغولات الذهبية التي وصلت قيمتها إلى 11 ألف جنيه، وبحوزته 9 آلاف جنيه مصري.

وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن جثة المجني عليها، بعد العرض على الطب الشرعي، وسط حزن ودموع تنعي المرأة التي أحبها الجميع.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة