العنف في المدارس - صورة أرشيفية
العنف في المدارس - صورة أرشيفية


خبراء: «الميديا» كرست لمفهوم «البلطجة» والتفكك الأسري الوجه الآخر لـ«العنف بالمدارس»

منةالله ممدوح

الأحد، 31 ديسمبر 2017 - 10:35 م

ظاهرة دق المجتمع لها ناقوس الخطر، طوال سنوات، لما يترتب عليها من فساد أخلاقي وتربوي وتقصير سواء من الأسرة أو المدرسة.. وبدأت ظاهرة العنف بالمدارس، تكشف عن وجهها القبيح المتنامي بشكل يبدو غريبا عن قيم المجتمع المصري خلال عام 2017.

 

فما من يوم يمر إلا ونسمع عن طالب يطعن زميله بـ"مطواه" وأخر يحاول خنق زميله، وثالث يحاول ضرب معلمه وإهانته، وغيرها من الحوادث المستحدثة التي لم يخطر ببالنا أن نسمع عنها.

 

ولم يقتصر العنف بالمدارس على مصر فقط بل أصبح ظاهرة عالمية، وقد حذر منها المجلس القومي للطفولة والأمومة من تفاقم ظاهرة العنف المدرسي، مطالبًا بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتصدي لهذه الظاهرة.

 

وكان من الحوادث التي اقشعر لها البدن في العنف بالمدارس هي قيام تلميذ بالصف الخامس الابتدائي بطعن زميله بـ"مقص" مما أدى الى مصرعة في الحال ، وقيام أخر بضرب معلمته بـ" مطواه " بوجهها مما أدي الى اصابتها بجرح قطعي بوجهها ، ايضا قيام بعض الطلاب بالمرحلة الاعدادية بخنق زميلهم بفناء المدرسة لتأديبه، ولكن تم إنقاذه من قبل بعض المعلمين، وغيرها من الحوادث التي لم نكن نتخيل أن نسمع عنها.وأكد بعض الخبراء النفسيين أن من أهم أسباب العنف بالمدارس؛ العنف والتفكك الأسري، التعامل بقسوة من قبل المعلمين للطلاب، بالاضافة إلى الثقافة الاعلامية وعدم الرقابة على الاألام والمسلسلات التي اصبحت تحتوي على العديد من المشاهد العنيفة والتي تكرث مفهوم القوة في "البلطجة".

 

وحاولت وزارة التربية والتعليم مواجهة ظاهرة العنف بالمدارس ففي عهد الوزير الأسبق د. محمود أبو النصر اعتمدت إستراتيجية الأمن الفكري لمواجهة ظاهرتي العنف والتطرف بالتعليم قبل الجامعي، والتي قام بإعدادها المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، باعتبار أن الأمن الفكري يضمن التحصين الفكري والأخلاقي والعقائدي للمتعلمين.

 

وكانت أهم النقاط التي ركز عليها الاستراتيجية هي نشر ثقافة الأمن الفكري داخل المدارس وتدريب المعلمين والموجهين والقيادات التربوية والتعليمية وأولياء الأمور، كما تم إنشاء "نادي الأمن الفكري والمعلوماتي" وتدريب معلمي الأنشطة للقيام بأعباء تنمية مكونات الأمن الفكري.

 

وأكدت الدكتورة جيهان كمال، مديرة المركز القومي للبحوث التربوية أن العنف المدرسي له عدة أنماط وفقا لمستوى الضرر منها العنف النفسي، والإيحائي، واللفظي، والجسدي.

 

وأشارت الى أن الإستراتيجية حددت الأسباب النفسية للعنف المدرسي في الضغوط النفسية الناتجة عن البيئة الأسرية أو البيئة المدرسية أو الثقافة الاجتماعية ومنها نظام الامتحانات القائم على الحفظ والاستذكار، وطموحات الأسرة وتوقعاتها للطالب، وطرق التدريس التقليدية، ونظم الامتحانات، وإهمال الأنشطة المدرسية، وكثرة الواجبات المنزلية والإدارة المدرسية التسلطية، بالإضافة الى فقدان التواصل بين المعلم والطالب وسيطرة بعض جماعات الرفاق على الطلاب.

 

وكشفت عن بعض مظاهر سلوكيات عنف الطلاب في التعليم قبل الجامعي، ومن أبرزها التدافع عند الخروج من المدرسة، ورفع الصوت أثناء تحدث الآخرين، وعدم تقدير أفكارهم، وإهمال تعليمات وقواعد المدرسة، والسخرية من المعلم بالإشارات، ونشر الشائعات داخل المدرسة، واستخدام الأيدي أثناء المزاح، والكتابة على أثاث المدرسة وعلى الحوائط والسوار، وتمزيق الكتب المدرسية وتخريب أثاث المدرسة .

 

وأوضح عدد من خبراء التعليم، أن هناك عدة آليات للقضاء على العنف بالمدارس، من أهمها تفعيل دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين في نشر ثقافة الأمن الفكري وتنمية مهارات الإخصائيين الاجتماعي والنفسي في قياس ورصد ظواهر العنف وتحليلها وتحديد أسبابها، وتفعيل دور الإعلام التربوي في تأهيل الميدان لتطبيق تجربة الأمن الفكري، ودعوة رجال الدين والفكر بالدولة للمشاركة في وضع مقررات الأمن الفكري.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة