غرب سهيل ..قرية نوبية على أجندة السياحة العالمية
غرب سهيل ..قرية نوبية على أجندة السياحة العالمية


بالصور .. غرب سهيل ..قرية نوبية على أجندة السياحة العالمية

مصطفي وحيش

الإثنين، 08 يناير 2018 - 05:37 م

قرية غرب سهيل أحد قرى النوبة التى تقع جنوب مدينة أسوان . وتقع فوق سفح رملي غرب نهر النيل.. أُنشئت منذ نحو مائة عام عند بناء خزان أسوان القديم عام 1902 وتعليته الأولى عام  1912  عندما نزح كثير من المقيمين بالجزر الواقعة جنوب الخزان إلى هذه المنطقة  و ترجع تسمية القرية إلى وقوعها غرب جزيرة سهيل  تلك الجزيرة المقدسة التى عبد فيها الأله  خانوم . وقدعاشت القرية منذ نشأتها مثل باقى قرى التهجير النوبية فى فقر وبطالة حتى بداية بداية عام 2001 . بعد ذلك بدأ حال القرية يتغير تدريجا . 

بعد افتتاح متحف النوبة وقيام بعض شباب القرية بالعمل في المتحف الذي يحكي الحياة النوبية بكل معطياتها . .تولدت لديهم فكرة تحويل قريتهم الى متحف مفتوح يحكى قصص الحياة النوبية على أرض الواقع خاصة أن قرية غرب سهيل لم يطلها التهجير . ومعظم أهلها من النوبيين وهم الأقدر على حكي تراثهم وعاداتهم على الطبيعة ، وتبنى سمير يوسف محافظ أسوان فى ذلك الوقت فكرة شباب القرية . وسعى لتحويل القرية الى مركز للسياحة البيئية ، وتم إنشاء مرسى سياحي على نيل القرية بطول 60 مترا لاستيعاب الحركة السياحية الوافدة إلى القرية صيفا وشتاء.

                                       الفكرة أصبحت واقع

وبدأت الفكرة بتولى  16 من أهل القرية  اجراء تعديلات طفيفة فى بيوتهم لتصبح مصانع صغيرة أو ورش لتصنيع وتسويق الحرف البيئية والشعبية ،  بجانب أماكن لضيافة السياح وهو المنطلق الذي جعل القرية صديقة للسياح حيث يجد فيها راحته النفسية بتعايشه مع أهل القرية

 وسرعان ما وصل عدد البيوت الى 30 ثم 50 بيتا بعد الرواج السياحى التى شهدته القرية حتى أصبحت معظم بيوتها معدة لأستقبال السياح الاجانب وأفواج السياحة الداخلية وأيضا أبناء محافظة أسوان ،  بعد ان اصبحت القرية مزارا سياحيا ومن أهم من المواقع والمزارات السياحية التى شيدها المصريين القدماء .

 وهناك طريقان للوصول للقرية التى تبعد عن مدينة أسوان ب15 كيلو متر. أحدهما هو الطريق البرى عبر كوبرى خزان أسوان . والاخر وهو ما يفضله كل زوار القرية  عن طريق نهر النيل بمراكب شراعية حيث ترسو القوارب عند سفح رملي يسمى "بربر" وتكون في انتظارهم قافلة جمال لنقل الزوار إلى داخل القرية لقضاء  يوما في البيوت النوبية. والاستمتاع بتجربة حية للحياة النوبية .

وبنبرة  حماسية قال نصر الدين عبد الستار أحد أقدم أهالي القرية الذين ابتكروا سياحة (البيت النوبي المفتوح). إن السياح يحرصون على زيارة القرية في الشتاء والصيف رغم درجة الحرارة الشديدة وأشار لإن القرية فى سنوات الرواج السياحى كان يقصدها يوميا حوالى 300 سائح خلال أشهر الصيف وبمعدل 6 آلاف سائح في الشهر. وغالبا ما يأتي السائح الذي يبدأ يومه في السادسة صباحا وينتهي في الثامنة مساء عن طريق نهر النيل في مراكب شراعية. عند سفح رملي يسمى «بربر» يجد في انتظاره قافلة جمال تتولى نقله إلى داخل القرية ليقضي يوما في البيوت النوبية. 

ويشارك فى الحديث صديقه نصر الدين قائلا أن كل ما يتعلق بتراث النوبة القديمة يجده السائح في غرب سهيل. خاصة التماسيح التي تتم تربيتها في البيوت. ويقدم لها الأجانب الطعام بعد أن يتم ترويض شراستها ومعظمها من الحجم الصغير والمتوسط . بالإضافة إلي الطعام النوبي خاصة الخبز النوبي (العيش الشمس) الذي يترك على سطح البيت ليختمر تحت أشعة الشمس. ويقدم مع الجبن والعسل الأسود للأجانب . ومرورا بالمشغولات اليدوية من الخوص ومشغولات الخرز والطواقي والملابس النوبية التقليدية مثل «الجرجار»  وهو عبارة عن جلابية شفافة سوداء بها كسرات متعددة  ويتم ارتداؤها فوق جلابية ملونة . بالإضافة للنقش بالحناء الأمر الذي تتولاه نساء القرية ..

                                           البيت النوبى

 وعن شكل البيت النوبي قال تامر عبد النبي (صاحب أحد البيوت) إن البيت النوبي يعتمد معماره على الأقبية والأحواش السماوية المفتوحة ويبنى بالطوب (اللبن)أو الحجر الأسوانى وهو متنفس الناس في الصيف لذلك فهو بيت صحي تسطع داخله الشمس ويدخله الهواء. وهو ما يلائم الأجانب خاصة في الصيف.

وأضاف أن أهم ما في القرية هو الحفاظ على التراث النوبي والعادات النوبية التي كانت موجودة في القرى القديمة (الواقعة على بحيرة ناصر) قبل التهجير. والتي يتم الحرص على توريثها جيلا وراء جيل خوفا من اندثارها .خاصة الألوان التي تكسو كل حياة أهالي القرية وفي زي الرجال وحنة النساء ولون الرمال والبيوت.

وأشار لأن بيوت  غرب سهيل بنيت على تل مرتفع عن شاطئ النيل بنحو ١٠ أمتار . ليكون الصعود من الشاطئ إلى الأرض عبر سلالم صخرية حًُفرت فى تكوين التل الطينى. وبأعلى التل تختلط المنازل بمحال بيع الهدايا التذكارية والتحف النوبية، والمنتجات التى تشتهر بها أسوان . كالفول السودانى المحمص على أشعة الشمس. والكركديه. والحناء.والتمر ..وأضاف تامر  بعض البيوت قسمت الى نصفين من الداخل . جزء منها تم إعداده كمكان لاستقبال السائحين بعد تزويده بالزخارف والمنتجات النوبية اليدوية مع توفير مكان لجلوسهم على هيئة المجالس فى البيوت النوبية. ويقدم للسائحين فى تلك البيوت ما يتمنون الحصول عليه من شيشة. ومشروبات محلية وبعض العصائر. ليكون مقهى بالمعنى الكامل للكلمة. بينما يبقى الجزء الثانى من تلك المنازل . سكناً للأهلها يعيشون فيه. وفى غرب سهيل تجد مشهد المرأة النوبية التي لا تكف دائما عن تنظيف بيتها وما حوله. ونفس المصاطب الموجودة أمام جميع البيوت التي تملأ بالرمال وتحرص النساء على تنظيفها وغربلتها بحيث تبدو الرمال ناعمة مشعة على الدوام .. وعلى هذه المصاطب فى العديد من البيوت التى تجلس  النساء والفتيات من مختلف سنوات العمر. تنشغل كل واحدة منهن بعمل منتج يباع للسائحين مثل الطواقى المزركشه بألوان زاهية وعقود الخرزو الشال والطرح النوبية . وما إن يشعرن باقتراب مركب يقل السياح. حتى يسرعن بحمل مشغولاتهم اليدوية والوقوف أمام الشاطئ. فى محاولة لإقناع السياح بشراء بضاعتهن. 

 رغم أن القرية حديثة العهد بالمجال السياحي الذى بدأ منذ عام 2004 الا انها تخطت مراحل كثيرة من النمو والتطور السياحي ووصلت الي مرحلة اثبات ذاتها كمزار فى كل البرامج السياحية . قال ذلك أحمد سمبو مدير التسويق باحد الفنادق البيئية التى أنشئت بالقرية وبلغ عددها 10 فنادق بعد شهرة القرية التى يحرص على زيارتها المشاهير من الساسة ونجوم الفن والكرة وأقامة افراحهم ومناسباتهم بها .بالأضافة الى أنها اصبحت مقصدا لمخرجى الفلام السينمائية لتصوير روياتهم السينمائية بها مثل  فيلم (مافيا) الذى قام ببطولته الفنان أحمد السقا ومنى زكى وفيلم (إنت عمرى) الذى قام ببطولته هانى سلامة ونيللى كريم وغيرهما .

 

القرية غيرت مفهوم السياحة فى مصر بهذه العبارة بدأ المرشد السياحى سعيد عبد القادر حديثه لبوابة الأخبار وقال بعد أن حولت القرية مساكنها الى مواقع ومزار سياحى لأستقبال السياح وتجمعهم بعيدا عن صخب الحياة والمدن الكبرى وأيضا بعيدا عن نمط السياحة الثقافية التى تشتهر بها أسوان حيث يستقبل الهالى السياح داخل منازلهم ويقدم لهم أشهى الأطعمة والمشروبات المحلية . مما ادى لوضع أسم القرية على أجندة برامج الشركات السياحية وعلى أغلفة كتب ( الجايد ) والمجلات السياحية العالمية . وأشار لأن العديد من السياح الأثرياء فى العالم يحرصون على زيارة القرية فى الشتاء أملا فى العلاج من بعض المراض مثل أمراض العظام والروماتيد من خلال الدفن فى رمال القرية الدافئة . 

 

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة