أنثوني كوردسمان
أنثوني كوردسمان


محلل كبير بواشنطن‫:‬ 500 ألف عميل يستخدمهم النظام الإيراني لغسل أدمغة المواطنين

عاطف عبداللطيف

السبت، 13 يناير 2018 - 10:31 م

الترجمة المغلوطة للإسلام خلقت معارضة داخلية‫..‬ وأرقام الانفاق الأمني بالموازنة مضللة

مع دخول الاحتجاجات في إيران أسبوعها الثالث، هناك العديد من التساؤلات حول مستقبل هذه المظاهرات وتأثيرها علي النظام في طهران وما يمكن أن تسفر عنه للشعب الإيراني الذي خرج يطالب بالحرية وتحسين مستويات المعيشة وأن تكف حكومته عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وتهتم بأمورها الداخلية.

 وفِي مقال له بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، قال أنثوني كوردسمان، المحلل الاستراتيجي ورئيس كرسي أرليه بورك بمركز الدراسات، إنه حتى هذه اللحظة من الصعوبة تصنيف المتظاهرين وتحديد أغراضهم المختلفة، كما لا يوجد أرقام دقيقة حول عدد المشاركين في تلك المظاهرات.

ومازال هناك العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقة وراء ما يحدث في إيران حاليا ومن يشارك في تلك الاحتجاجات، وعلي الجانب الأخر يوجد بعض المؤشرات حول وجود معارضة منظمة تقود تلك المظاهرات.

وأشار كوردسمان إلي أنه لا توجد أسباب واضحة تبين لماذا يعتبر الإيرانيين أن حكومتهم فاشلة وقمعية، ومن الضروري لمن خارج إيران أن يدرك أنه لا توجد مؤشرات واضحة تبين كم عدد المواطنين المعارضين للنظام، وما هي الأسباب الحقيقية لمعارضتهم، وإلي أي مدي يمكن أن تشكل معارضتهم خطرا علي النظام الحاكم. كما أنه من الصعوبة تحديد عدد الإيرانيين المؤيدين للنظام وأسباب ذلك التأييد.

وأشار كوردسمان إلي أن إيران التي نراها اليوم نشأت تحت نظام قوي أحكم سيطرته علي الإعلام والتعليم من نهاية ثمانينات القرن الماضي، ولا يعني انتقاد أو معارضة النظام أنه دعم للولايات المتحدة أو تغيير سياسي كبير. وأصبحت إيران مجتمع يهيمن عليه الرجال وبه عدد كبير من القوي الاحتياط في الجيش يصل عددهم إلي ٥٠٠ ألف والذي يعملون كأدوات أخري في أيادي النظام لغسيل أدمغة المواطنين، وكآلية أخري لإحكام السيطرة علي البلاد. بالإضافة إلي قوات الباسيج المعروفين بالولاء للنظام لقائد الثورة الإيرانية ويصل عددهم إلي حوالي ٦٠٠ ألف عسكري. 

وأظهرت الاحتجاجات الحالية قدرة النظام علي قمع المظاهرات من خلال العديد من الأدوات التي يملكها نستخدمها بفعالية، وأهمها كان قطع الانترنت لمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر وسيلة التواصل بين المتظاهرين في مختلف المحافظات. كما أمر المرشد الأهلي بمنع تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية وذلك يعتبر مؤشرا قويا علي قدرة النظام علي ممارسة السلطة والسيطرة علي مقاليد الحكم. 

وأشار كوردسمان إلي أنه علي الدول الأجنبية أن تدرك أن عدد كبير من لإيرانيين سوف يعارضون استمرار الإنفاق العسكري الباهظ وتدخلات إيران في الدول الأخرى.

 وأشار إلي أن إنفاق طهران علي الأمن يزيد بشكل كبير عما تظهره الموازنة العامة للدولة وربما يصل إلي حوالي ٢٥ مليار دولار وهو ما أعطي النظام أدوات قوية تمكنه من قمع المتظاهرين. وبلغت قوات الأمن الإيرانية حوالي ٥٢٣ ألف مجند منهم ٣٥٠ في الجيش والباقي موزعون في الحرس الثوري والبحرية والقوات الجوية.

 ويبلغ عدد العاملين في وزارة الاستخبارات حوالي ٦ آلاف، وأضاف أن القمع ضد المتظاهرين قد يفشل في نهاية الأمر، لكن الديمقراطية وسيادة لقانون لن يتحققا أيضًا.

وتابع المحلل الاستراتيجي أن فشل النظام داخليا وتدني الأوضاع الاقتصادية هي السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات التي تشهدها إيران حاليا وليس تدخلات طهران في الدول الأجنبية هي من دفعت المتظاهرين للخروج علي الحكومة. وأشار إلي أن الفساد والبطالة وارتفاع الأسعار كانت أهم الأسباب الاقتصادية وراء المظاهرات، ولكن هناك أسباب أخرى غير اقتصادية تتعلق بالقيود المفروضة علي الحياة الاجتماعية والترجمة الغير صحية للدين الإسلامي والتي خلقت معارضة داخليه لمبادئ الثورة الإيرانية.

 وأضاف أن النظام الإيراني أصبح الآن منقسمًا علي نفسه، وقد أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية التي حرت في ٢٠١٣ أن العديد من الإيرانيين يرفضون القيود الاجتماعية المفروضة من قبل النظام وفساده والفشل الاقتصادي الذي يلاحقه منذ عقود. وكان نجاح حسن روحاني في تلك الانتخابات بمثابة مؤشر قوي علي الحدود التي يواجهها النظام في سلطته.

ويقول كوردسمان إن الشعب الإيراني منقسم داخليا علي مستويات عدة، كما كان طوال فترة التاريخ الحديث لإيران، مشيرا إلي أن الإيرانيين منقسمين بين قلة كبيرة متعلمة وتنتمي للحداثة وتعيش في المدن، ومجموعة أخرى فقيرة ومختلطة بين التدين والمحافظة. وكما أظهرت الثورة الخضراء، فإن الغالبية العظمي من الإيرانيين يريدون دولة مدنية ليبرالية نامية. وعلي الجانب الآخر، يري بعض المواطنين المؤيدين لإصلاحات الخميني يريدون دولة محافظة ويرون في السعودية والدول الغربية تهديدا لبلادهم.

وأضاف أن علي الدول الأجنبية أن تدرك أنه بالرغم من أن غالبية الشعب الإيراني يريد دولة ليبرالية علي الطراز الغربي، إلا أنهم لا يثقون في الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والدول العربية ، ويرجع ذلك الكره بشكل كبير إلي عهد الشاه الذي كان مدعومًا من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، فضلًا عن الغزو الروسي الإنجليزي لإيران عام ١٩٤١.

ويري الإيرانيون أن الغرب يمثل مصدرا للنفوذ الأجنبي. وفيما يخص العرب، فإن أحد أهم أسباب كره الإيرانيون للعرب هو الدعم الذي حصل عليه صدام حسين خلال الحرب العراقية الإيرانية خلال الفترة ١٩٨٠-١٩٨٨.

وأشار كوردسمان إلي أن التوترات بين طهران والدول العربية ظهرت جليه بعد الحرب مع العراق والتي راح ضحيتها حوالي مليون إيراني. وكان ذلك أحد الأسباب القوية وراء سعي إيران لتطوير سلاح نووي في ظل سباق التسلّح الذي شهدته المنطقة خلال فترة ما بعد العرب.

وعلي الجانب الآخر، فإن ظهور جماعات الإسلام المتطرف في بعض الدول العربية وهجوم الجماعات السنية علي الشيعة خلق ما يسمي بالتطرف الشيعي وبدأت التوترات مع الدول.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة