كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: حرام عليك بلدك !

كرم جبر

الأربعاء، 24 يناير 2018 - 11:24 م

أعرف أن «‬لو» تفتح عمل «‬الشيطان» ولكني أسأل: ماذا كان يمكن أن يحدث لمصر »‬لو» لم ينقذها الجيش من الطغمة الباغية؟.. الإجابة: كانت ستصبح مستنقعاً للشياطين ؟.. وأين تكمن قوة الجيش؟ في أنه لا يقف في صف أحد إلا الشعب.
كان من المفترض أن يفهم الفريق سامي عنان، أن مصلحة الوطن أبقي بكثير من الغزوات العنترية، وأن هيبة الجيش واحترامه، ضمانة لقوته وهيبته، واستمراره في القيام بالمهام الكبيرة المكلف بها، وأن المؤسسة العسكرية لها قواعد وأصول ثابتة كحقائق التاريخ، يتوارثها جيلاً بعد جيل ولا يفرط فيها، ومن يمسسها يعتدي علي المصريين جميعاً، فلا يشعرون بالأمان والطمأنينة، إلا إذا كان جيشهم قوياً وراسخاً، والاقتراب من ذلك خط أحمر.
لا أناقش الاتهامات القانونية الموجهة للفريق عنان، ولكن الاعتبارات الوطنية كانت تحتم عليه أن يحافظ علي ضوابط الزي العسكري الذي يرتديه، ولا يمسه بسوء، ولا يحاول استغلال أجواء الانتخابات الرئاسية في لي الذراع والضرب تحت الحزام، أو محاولة العودة إلي مستنقع الفوضي والخراب، بما طرحه في بيانه من عبارات مسيئة وصارخة، كره الناس أن يسمعوها، وكرهوا من يستخدمها منذ أحداث 25 يناير، لأنها «جابت البلد الأرض»، ولولا الجيش الذي انشقت عنه الأرض، لضاعت مصر وتشرد شعبها.
لم يعترض أحد علي حق عنان في الترشح للرئاسة، ولكن ليس باختراق القانون، وإعادة إشعال أجواء ما قبل يناير، في الوقت الذي تتنفس فيه البلاد الصعداء، وتتطلع للمستقبل، وتواجه المؤامرات الكبري في الداخل والخارج، ومن المؤكد أن الفريق على علم بها، فليس من أجل الكرسي الذي يحلم بالجلوس عليه، يجذبنا من جديد لنقطة الصفر، والقلق وعواصف الجحيم الأمريكي.
كان من المفترض أن يعي عنان القوانين جيداً، قبل أن يتورط في امتطاء فرسه الكسيح، وأن الجيش »‬محدش يلعب معاه»، فأسلحته القانونية حاسمة، ولا يفرط أبداً في تقاليده العريقة، ولا يسمح لأحد بالتطاول عليه مهما علا شأنه، فهو ليس ملكاً لأحد، بل للشعب كله.. وجيش مصر يشبه مصر في كل شيء، ومن يقترب منه بسوء، يصبح عدواً لكل المصريين.
لم يفهم السيد عنان أن الانتخابات لا تعني تعظيم الجوانب السوداء للديمقراطية، والتلويح بالقوة الكاذبة، التي تزين له أنه فوق القانون، ولا يمكن محاسبته أو مساءلته، وأن استغلال فترات الحماية أثناء الدعاية الانتخابية، هي أسوأ أنواع الغباء السياسي، إذا تخفت وراء مناورات غير نظيفة، وأن الوطن هو الذي يحمي الجميع، وليس بيانات الحماية الأجنبية التي تصدر عن المنظمات الدولية.
كان من المفترض أن يعي عنان أن الظروف الراهنة تحتم ألا ندخل بالبلاد في مزادات الضغوط السياسية، فمصر ليست لقمة سائغة، والشعب الذي اكتوي بنار التدخلات الأجنبية المهينة، لن يسمح أبداً بعودتها.. ألم ير كيف استهان بنا كل من هب ودب، ألم يصل لعلمه ما فعلته - مثلا - إمارة الشر قطر، وانتهاكاتها للكرامة والأمن القومي؟
حرام عليك بلدك، وملعون أبو الكرسي الذي يقف فوق جثة وطن.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة