صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بوابه أخبار اليوم علي خط المواجهة في شبه الجزيرة الكورية

الصراع قائم في شبه الجزيرة الكورية .. وحلم الوحدة بين الكوريتين مسعى الكثيرين

وردة الحسيني

الجمعة، 26 يناير 2018 - 11:17 م

 حشد دولي ضد كوريا الشمالية وما تمثله من تهديد تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية خاصةً مع مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكم قبل عام الذي اعتبر أن من أولويات هذه  الإدارة  التعامل  مع التهديد الذي تمثله بيونج يانج، وما تمتلكه من أسلحة نووية وصواريخ قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية ذاتها، ومما لا شك فيه أن التهديد النووي لكوريا الشمالية يعد تهديدًا للسلم والأمن الدوليين ،وهو ما يتفق عليه الجميع ومصر في المقدمة ولكن مع تأكيدها ودعوتها  في ذات الوقت علي إخلاء المنطقة ككل من أسلحة الدمار الشامل.

 وفي هذا الصدد وللمرة الأولي نظمت الخارجية الأمريكية زيارةً لوفدٍ صحفيٍ  مصريٍ إلى كوريا الجنوبية التقي فيها  هذا الوفد مع عدد من المسئولين في وزارتي الدفاع والخارجية بكوريا ومع عدد من مسئولي السفارة الأمريكية في  العاصمة سيول.

 وقبل الزيارة جري التأكيد أن هذا ليس ترويجًا للموقف الأمريكي وإنما يأتي اتفاقًا مع المواقف الدولية  من الأزمة الكورية ،بما فيها  موقف مصر والذي أكدت عليه من خلال بعثتها في الأمم المتحدة وخلال عضويتها في مجلس الأمن عامي ٢٠١٦-٢٠١٧.

ويؤكد نائب وزير دفاع كوريا الجنوبية لسياسات الدفاع ووي سوك التقدير للموقف المصري ،موضحًا أن بلاده يهمها توطيد العلاقات مع مصر باعتبارها دولة محورية في المنطقة،كما أشاد بنتائج الزيارة التي قام بها الرئيس  عبد الفتاح السيسي إلي كوريا الجنوبية عام ٢٠١٦،حيث جري الاتفاق على التعاون في المجال المختلفة وخاصةً التعليم و التدريب المهني.

وقال إن هناك زياراتٍ متبادلةً بين المسئولين  في وزارتي الدفاع بالبلدين، مشيرًا إلي أنه لا يتم استيراد أو تصدير الأسلحة بين الجانبين، حيث يتم التدريب وتبادل الخبرات والزيارات بين مسؤلي  البلدين وتبادل المعرفة حول أنظمة الدفاع المختلفة.

 ونوه إلى أن  الشعب الكوري يعرف مصر جيدًا وتاريخها العريق وخاصةً  أبو الهول والأهرامات فلا يوجد شخص كوري لا يعرفهما.

الضغط الدولي والعقوبات

وقال ووي سوك إن بلاده تحاول الضغط من خلال المجتمع الدولي لتنفيذ العقوبات علي كوريا الشمالية، موضحًا أن الهدف يظل تعزيز الحوار والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.  

وأضاف أن وزارة الدفاع  الكورية تعمل علي تعزيز قدرتها علي الرد عسكريًا علي المخاطر القادمة من كوريا الشمالية وكذلك تعزيز تحالفها مع أمريكا لتجنب أية مخاطر من ناحية كوريا الشمالية مستقبلًا.

جاء ذلك في تصريحات للمسئول الكوري خلال لقائه مع وفد صحفي مصري يزور كوريا الجنوبية حاليًا ،وينظم هذه الزيارة وزارة الخارجية الأمريكية بالتعاون مع كوريا واليابان  في إطار  التعريف بالموقف الحالي فيما يتعلق بشبه الجزيرة الكورية.

وقال ووي سوك  إن  الرئيس الحالي لبلاده قد أكد أهميه تركيز الجهود لحماية المنطقة من خلال تعزيز نظام الحماية ضد الصواريخ ،والإعلام بأن  ما تقوم به كوريا خطر علي المنطقة وعلي فرص الوحدة الكورية مستقبلًا.،كما شدد الرئيس الكوري من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة على أهمية التعاون ،مرحبًا بالمشاركة الكورية الشمالية في الأوليمبياد التي تستضيفها كوريا الأسبوع الثاني من شهر فبراير.

وقال إن بلاده تحاول الضغط من خلال المجتمع الدولي لتنفيذ العقوبات علي كوريا الشمالية ،موضحًا أن الهدف يظل تعزيز الحوار والاستقرار .

وحول رأيه في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شديدة الحدة عن كوريا الشمالية ،أكد أن الآراء تختلف في تقييم ما يقوله الرئيس الأمريكي في هذا الصدد ،فزيارته لكوريا الجنوبية العام الماضي تركت ردود أفعال  متباينة لدي الكوريين ،كما أن تصريحاته علي موقع التواصل الاجتماعي "تويتر " تثير ردود أفعال قوية أيضًا.

وتابع قائلا : توحيد الكوريتين رغبه العديد من الكوريين ولكن هذا الموضوع معقد  ولذلك يجري التركيز علي الأمن والسلام مع أنظمه الدفاع، قائلًا إن المجتمع الدولي قد فرض عقوبات قويه علي كوريا الشمالية ،موضحًا  أن شرق آسيا منطقه استراتيجيه  بالغة الأهمية فيها ما يقارب ربع سكان العالم ،وأعلي مستويات الدخل بالعالم ،كما تحظي باهتمام دولي كبير.

لقاء في الخارجية الكورية

وفي وزارة الخارجية أكد عددٌ من مسؤوليها  أن المحادثات التي جرت مرتين خلال شهر يناير الجاري بين مسئولي الكوريتين كانت مثمره وأسفرت عن تنظيم  المشاركة الكورية الشمالية في دورة الألعاب الشتوية التي ستعقد في كوريا الجنوبيه خلال الأسبوع الثاني من شهر فبراير القادم ،مؤكدين أن هذا الأمر إيجابي حيث  حدث بعد فترة كبيرة من الانقطاع.

وقد اتفق هؤلاء المسؤولين مع ما قاله المسؤول العسكري السابق حول أهميه التعاون مع مصر مشيرين إلي  أنه بالرغم من وجود علاقات بين مصر وكوريا الشمالية إلا أنها واضحة في موقفها من الملف النووي الكوري، وصوتت على فرض العقوبات على كوريا الشمالية في مجلس الأمن الدولي قبل أيام قليلة .

وأكدوا أيضًا أهمية البعد الاقتصادي في العلاقات مع مصر،وحرص كوريا علي تقديم الدعم التنموي والاقتصادي  لمصر من خلال الهيئات الكورية المختلفة مثل كويكا والجيترو والجايكا.

معاناة الكوريين الشماليين

وخلال هذه الزيارة جرت  عده لقاءات في مراكز الأبحاث وبعض الجامعات الكورية وعدد من لاجئي كوريا الشمالية في سيول ، وتم تبادل وجهات النظر حول الوضع في المنطقة الكورية وشرح ما واجهه لاجئو كوريا الشمالية في ظل ممارسات نظامهم الديكتاتوري.  

وقد أكد  شول هوان كانج ،رئيس المركز الاستراتيجي للدراسات حول كوريا الشمالية، والذي يعني بالتوعية الحقوقية للكوريين، أن ثوره يناير بمصر قد مثلت وعيًا للنشاط في مجال حقوق الإنسان والحرية للأفراد.

وكان شول  وهو من كوريا الشمالية  و لجأ إلي كوريا الجنوبية عام ١٩٩١، تحدث عن أن أغلب الفارين من كوريا الشمالية  يقدمون علي هذه الخطوة في رحلة محفوفة بالمخاطر  من خلال   التسلل عبر  الحدود مع الصين ،ومن يفشل في ذلك تقوم السلطات الصينية بترحيله فالصين لا تمنح حق  اللجوء السياسي . 

وحكي عن معاناته في الفرار من ممارسات نظام كوريا الشمالية ،وقال إن غالبية الكوريين لا يحملون جوازات للسفر ،حيث يقتصر ذلك علي  فئة محدودة.

وتابع قائلًا :هربت علي متن أحد المراكب إلي الصين بشكلٍ غير شرعي وهناك اختبأت مع زميلي لأشهر بمساعدة أحد الصينيين إلي أن تم توفير رحلة أخرى علي متن قارب  إلي كوريا الجنوبية.

وقال إن الفارين من كوريا الشمالية إلى الجنوبية يخضعون لتحقيقات مكثفة وبشكل متكرر  وذلك لإجراءات أمنية مؤكدً أنه طوال هذه السنوات لا يعلم شيء عن أسرته في بيونج يانج ولا توجد وسيله اتصال بهم ومهما قيل عن ديكتاتورية وعنف رئيس كوريا الشماليه فإنه يظل قليلًا مقارنةً بالواقع ،فهناك سيطرة مركزية وانعدام للحريات وقمع وعنف وقتل .

  ومن جانبه أكد  لي جي سو المتخصص في شئون كوريا الشمالية والاتحاد السوفيتي السابق في جامعه ميونج جي  أن النظام الشيوعي في كوريا الشمالية يختلف بدرجةٍ كبيرةٍ عن النظم الشيوعية التي تواجدت في أوروبا الشرقية ،فهناك تعتيم كامل وقمع عسكري كبير يتم ممارسته ضد الكوريين الشماليين، أما الوضع الاقتصادي فيتحكم فيه اقتصاد السوق السوداء، ويضيف أن كل هذه المعطيات تلقي بظلالها علي أن عمليه الاندماج بين الكوريتين مستقبلًا يختلف عن عمليه توحيد الألمانيتين،مشيرًا إلي أن الوضع في كوريا الشمالية يجب أن يتغير من الداخل وليس من خلال المؤثرات الخارجية.

ويبقي حلم الوحدة أمل يراود  ليس فقط حكومة كوريا الجنوبية والتي أنشأت وزارة عنوانها التوحيد وإنما حلم الكثيرين من الكوريين، باعتبار ذلك هو الأمر الطبيعي، والذين اتفقوا مع حكومتهم في ذلك ولكنهم اختلفوا في تقدير حجم التهديد الكوري الشمالي وهو ما لمسناه في لقاء رجل كبير في السن يدعي "مون "ويعمل بائعًا في أحد محلات مترو الأنفاق في العاصمة سيول  والذي لم يبدِ أي تأثر بهذه الخطورة وبدا مركزًا أكثر علي لقمة عيشه، في حين رفض الكثيرون التعليق.

يذكر أنه منذ ١٩٥٣بلغ عدد طالبي اللجوء السياسي من  كوريا الشمالية في كوريا الجنوبية نحو  ٣٠الف كوري ،ويبلغ عدد سكان كوريا الجنوبية ٥٠مليون نسمة أما حجم سكان كوريا الشمالية ٢٤مليون نسمة بينما يوجد ٧مليون كوري موزعين في دول العالم.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة