مباحثات حول سوريا
مباحثات حول سوريا


«سوتشي».. سوريا «فأر» تجارب القوى الدولية !

أحمد الشريف

الأحد، 28 يناير 2018 - 09:44 م

في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»..
◄| ميس الكريدي المتحدث باسم الجبهة السورية الديمقراطية المعارضة: رحيل الأسد هو قرار للشعب
◄| عبد الجليل السعيد عضو منصة أستانا السياسية: مللنا الشعارات والخطابات.. ونعول على سوتشي لإحلال السلام


من جنيف إلى أستانا انتهاءً بسوتشي؛ الأزمة السورية إلى أين؟.. سؤال يطرح نفسه بقوة في ظل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر له يومي 29 و 30 يناير في العاصمة الروسية موسكو؛ فمن تعويل البعض على «سوتشي»؛ إلى النظرة السلبية للبعض الأخر مؤكدين أنه لن يخرج بجديد؛ في ظل إعلان بعض أطراف المعارضة عدم نيتها المشاركة في المؤتمر.
ويعقد مؤتمر سوتشي بمبادرة من روسيا وبدعم من تركيا وإيران، وتعتبر مشاركة هيئة التفاوض السورية المعارضة فيه عاملا حاسما لإنجاحه، ولكنها خرجت علينا بإعلان مقاطعتها للمؤتمر، وربما تكون بذلك أشعلت فتيل الانقسامات بين المعارضة؛ ما قد ينعكس بشكل أو بأخر على سير مفاوضات سوتشي؛ التي صرح الكرملين بأنها ستكون مهمة لكنها لن تسفر عن حل سياسي حاسم.

 

تمثيل واسع
ميس الكريدي المتحدث باسم الجبهة السورية الديمقراطية المعارضة، قالت في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» من العاصمة السورية دمشق؛ إن مؤتمر الحوار الوطني «سوتشي»، الذي من المقرر عقده 29 و 30 يناير الجاري في العاصمة الروسية موسكو؛ سيكون به تمثيل واسع للشعب السوري؛ كما سيكون هناك منظمات وهيئات تعبر عن الشارع السوري؛ بخلاف أنه سيكون هناك أطراف محايدة؛ إلى جانب أطراف تعبر عن الدولة السورية؛ لأن الدولة للجميع؛ ولابد أن تكون الدولة للموالاة؛ لأنه لا يوجد معارضة تسعى لهدم دولتها.
وأضافت الكريدي، أنهم ينظرون إلى مؤتمر سوتشي بإيجابية؛ لأن الدولة الضامنة روسيا، وهي ذات علاقة منطقية مع كافة المعارضات، إضافة إلى أن الدول الضامنة كان لها الكثير من الجهود والنجاحات في المفاوضات السابقة؛ خاصة أستانا، كما أن سوتشي خطوة لتيسير وتمهيد الطريق نحو الوصول إلى تسوية للأزمة قابلة للتحقيق، كما أنها ستكون عامل لإنجاح المفاوضات فيما بعد.

 

الانقسامات أمر واقع
وأوضحت أن انقسامات المعارضة ليست شيء جديد وأمر واقع، لأنه في سوريا لا يوجد حركات سياسية بالمعني الحقيقي، واعتمدوا على الوقوع في الأجندات الإقليمية وفقدوا حواضنهم الشعبية بسبب الوضع السوري المنغلق سياسيا؛ كما أن الانقسامات هو انعكاس للواقع السياسي والخلافات الشخصية والصراعات؛ حيث أنه لا توجد مخرجات وطنية واسعة تقدم على أطر وطنية منظمة وذات قواعد شعبية، فأغلب المخرجات هي مخرجات خارجية لم تعتمد على الإنتاج المحلي أو التحرك الشعبي والجماهيري؛ مؤكدة أن هذه المعارضات لا يمكن الاعتماد عليها في قيادة حركة الشارع..
وأشارت إلى أن واقع الإرهاب والمناخ السياسي الصعب إضافة إلى واقع الحرب وما سببته من كوارث، كان له عظيم الأثر على الشعب ما جعله ينحاز لفكرة إيقاف الحرب؛ من هذه المنطلقات لابد أن نكون إيجابيين مع أي طرف سياسي، معتقدة أن المواقف السياسية الصادرة عن المعارضة، لم يتمخض عنها مخرجات واضحة أو يرشح عنها شيء يمكن البناء عليه، مبينة أنهم يترقبون المشهد في سوتشي ليكون الحدث بواقعه ودراسته الميدانية هو القابل أن يشكل وجهة النظر الأدق.


رحيل الأسد.. قرار الشعب
وفيما يتعلق بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد؛ لفتت إلى أن هذا القرار هو قرار يرجع إلى الشعب السوري وليس لطيف أو فصيل معين؛ مضيفة أن ذلك هناك أدوات ديمقراطية لذلك  عبر الانتخابيات وهي التي تحدد رحيله من عدمه، مستنكرة أن يكون هناك طلب مسبق قبل المفاوضات؛ لأن المعارضة دائما ما كانت تردد أنهم لن يجلسوا للمفاوضات وهناك شروط مسبقة، كذلك الأمر هم عليهم ألا يطلقوا شروطا مسبقة، وبالتالي هو مرفوض حسب المبدأ الذي أعلنته روسيا والمبعوث الأممي ستيفان دي مستورا.

 

بلورة الحل
أما عبد الجليل السعيد عضو منصة أستانا السياسية والناطق باسمها، وأحد الجهات المنظمة لمؤتمر سوتشي سياسيا، أكد – في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» من العاصمة الروسية موسكو - أن مؤتمر سوتشي سيكون مختلف عن مفاوضات جنيف لأنه سوري جامع لكل المكونات العرقية والدينية وحتى التوجهات السياسية المتباعدة والمتقاربة، سواء من قبل النظام أو المعارضة أو الأشخاص الذين لهم بعد اجتماعي معين أو حتى منظمات المجتمع المدني شخوصا وتكتلات أو ما يرتبط بالشخصيات الاعتبارية كرجال دين.
وبين السعيد،  أن الحديث الآن يتداول مشاركة قرابة الـ 1100، مؤكدا أن هذا يجعله مختلف عن جنيف، لأن جنيف معني بالتفاوض والمسائل التقنية، لكن سوتشي معني ببلورة الحل، وكما قال في أكثر من مناسبة عرابو سوتشي «أردوغان وبوتين» - على الأقل - بأن سوتشي مكمل ومساعد لمفاوضات جنيف ولا يلغيها أو يحل محلها؛ بل سيساعد في إطار كتابة دستور سوري جديد وبلورة العملية الانتقالية من الناحية السياسية وقضايا تفصيلة أخرى.

 

التعويل على سوتشي
وأعتقد السعيد، أن الجانب الروسي، قادر على فرض الحل السياسي خاصة بعد هذا التوافق مع الجانب الأمريكي في مسائل أعلن عنها ولم يعلن عنها؛ مشيرا إلى أن الذي يملك الميدان يستطيع أن يفرض الحل في السياسة؛ وروسيا اليوم مسيطرة على الأرض وقرارات وتوجهات النظام، مضيفا أنهم ينظرون إلى الدور الروسي على أنه إيجابي ومهم في هذه المرحلة، متمنيا أن يكتمل هذا الدور بفرض الحل في سوريا، معولين على سوتشي في ظل هذه اللجان التي ستتمخض عنه مثل اللجنة الرئاسية والدستورية وغيرها من اللجان، والتي تستطيع أن تبلور هذا المسار السياسي في سوريا.
وأوضح أن الحضور سيكون جيدا، لأن هناك توافق روسي تركي وهناك إجبار لإيران على الموافقة، كما أن هناك مباركة أمريكية حتى وإن كانت من تحت الطاولة.
واختتم السعيد، بأنهم كسوريون عليهم أن يتوجهوا لأي دولة تدعم إقرار عملية سياسية كاملة، وإحلال السلام في سوريا، لأنهم ملوا من الشعارات والخطابات ورفع السقوف، وملوا أيضا القوى التي لها أيدلوجية معينة أو المتشددين داخل النظام والمعارضة.
تجاذبات وانقسامات ووجهات نظر متباينة؛ هناك من يعول وهناك من ينظر للأمور نظرة سلبية؛ هناك من يرى طريق للوصول لتسوية؛ وهناك من يرى أنهم يسيرون إلى السراب؛ من وجهة النظر الأقرب؟ وهل الحل يخرج من رحم «سوتشي» أم أنها ستكون بلا طائل؟.. أسئلة تتضح ملامحها خلال الساعات القادمة؛ فلننتظر. 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة