فهمي عمر
فهمي عمر


شيخ الإذاعيين فهمي عمر: نشأتي الصعيدية علمتني الصلابة.. وأقضى أسعد أوقاتي في «الدوار»

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 30 يناير 2018 - 08:51 ص

أحد رواد الإذاعة المصرية امتدت رحلته مع الميكروفون 50 عاما..هو صاحب برامج «ساعة لقلبك» و«مجلة الهواء» وأول مذيع للبرامج الرياضية فى العالم العربى.. الإعلامى القدير صاحب اللهجة الصعيدية المحببة «فهمى عمر» شيخ الإذاعيين رئيس الإذاعة الأسبق..الرئيس الحالى للجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى.
.....................؟
- أعتز كثيرا بنشأتى الصعيدية التى اكتسبت منها الصلابة والالتزام،فقد ولدت بقرية الرئيسية مركز نجع حمادى بمحافظة قنا..ورغم أننى كنت ابن العمدة وأسرتى ميسورة..إلا أن حياة القرية فى ذلك الوقت كانت قاسية، فلم تكن هناك مواصلات ولا كهرباء ولا تليفونات ولا وسائل ترفيه..»كانت الصحف بتوصل لنا بايتة..وكنا بنقراها تحت الفوانيس»،وقد تلقيت تعليمى فى ظروف صعبة..فكانت مدرسة دشنا الابتدائية تبعد‏ 20 كم عن قريتى..وكانت بينهما جزيرة..أصل اليها بالمركب أولا..ثم أسير عدة كيلومترات لأستقل مركبا أخرى..ثم أستكمل السير، وبعد الابتدائية انتقلت للمدرسة الثانوية فى قنا..وكانت مرحلة قاسية أخرى..فبسبب صعوبة المواصلات..اضطررت لترك أسرتى وبيتى فى القرية..وانتقلت للحياه فى قنا مع أبناء عمومتى وعمرى 12 عاما فقط..وكنا نعيش وحدنا طوال الأسبوع..ولا نعود لأهلنا إلا يوم الخميس..ويبتسم قائلا: «الحياة فى القرية النهاردة أسهل كتير،المواصلات متوافرة..وعدد الموتوسيكلات والتوك توك أكتر من البشر».
......................؟
- «مدارس الحكومة زمان كانت بتعلّم وتثقّف»..ففى سن 8 سنوات كنت ضليعا فى الإملاء..بليغا فى اللغة العربية..حافظا لجدول الضرب والقسمة..ومع نهاية الابتدائية كنت حافظا للشعر وقارئا لكبار الكتاب. والدى أيضا كان له فضل كبير فى نشأتى العلمية..فقد أصر على تعليمى..رغم أن معظم الأبناء كانوا يعملون مع آبائهم فى الزراعة، وأذكر أن درجاتى الدراسية فى أحد الشهور كانت سيئة..وحينما تسلّم أبى الشهادة نظر لى نظرات حادة أصابتنى بالرعب..وقررت من يومها الالتزام والتفوق.
.........................؟
- كنت أتمنى الالتحاق بمعهد الكيمياء الصناعية بالإسكندرية لأعمل فى استخراج المعادن من صحراء الصعيد..لكن المعهد أغلق أبوابه..فاقترح أبى التحاقى بالحقوق..كلية الباشوات..أملا فى العمل بالنيابة والقضاء..وبالفعل درست بحقوق القاهرة والتحقت بمكتب أحد المحامين وحاولت الالتحاق بالنيابة لكنى فشلت،وجاء دخولى الإذاعة بالصدفة حينما أعلنت الاذاعة عن فتح باب التقدم للعمل..وشجعنى أستاذى المحامى الكبير..فتقدمت للاختبارات..ورغم صعوبتها الشديدة..إلا أن إجادتى للغة العربية وحبى للقراءة والشعر وثقافتى الواسعة كانت أسباب نجاحى.
.............................؟
- تتلمذت على أيدى جيل الأساتذة العظام مثل عبدالوهاب يوسف وبابا شارو وعلى الراعى وعلى خليل والسيد بدير وصفية المهندس وعبدالحميد الحديدى وحسنى الحديدى،ومن أشهر برامجى‏ ساعة لقلبك ومجلة الهواء وهما من علامات الإذاعة..ثم دخلت ميدانا جديدا هو البرامج الرياضية وأصبحت أشهر معلق رياضى فى العالم العربى..وتدرجت فى المناصب حتى عينت رئيسا للإذاعة المصرية عام 1982..بالإضافة إلى المناصب الرياضية مثل عضويتى بمجلس إدارة الزمالك واتحاد كرة القدم.‏
........................؟
- رزقنى الله بولدين..هما أحمد أستاذ الجراحة بجامعة القاهرة،وعمر رحمه الله الذى راح ضحية أحداث عنف بين القبائل فى انتخابات 1995..ولدى خمسة أحفاد كبار.. لكن أبنائى وأحفادى بعيدون تماما عن الوسط الإعلامى.
.......................؟
- لم أنقطع أبدا عن ارتباطى بأهلى وعزوتى فى الصعيد.. خاصة حينما كنت نائبا بمجلس الشعب من 1987 حتى 2000، وحتى الآن لا أشعر بالسعادة إلا فى قريتى وسط أهلى، وأحرص على قضاء جزء كبير من فصل الشتاء سنويا بقريتى بالصعيد..حيث أشهد جنى محصول قصب السكر..وأسعد بالحياة وسط أبناء عمومتى والسهر يوميا فى الدوارمع الأهل والأصدقاء.
..........................؟
- وقتى الآن موزع بين القراءة ورياضة المشى التى أعشقها..وبين عملى فى رئاسة لجنتين فى ماسبيرو، هما لجنة اختيار المعلقين الرياضيين ولجنة ضبط أداء الإعلام الرياضى..
..............................؟
- أتمنى أن أرى مصر كما كانت..سيدة المواقف..وأستاذة الفنون..والممسكة بعصا الإعلام..وصاحبة الباع الكبير فى الثروة الناعمة،كما أتمنى لنفسى أن يحسن الله عملى، فخيركم من طال عمره..وحسن عمله.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة