الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان


عرض مستمر .. أكراد «عفرين» والمعارضة التركية يؤصلان لـ«شيزوفرنيا أردوغان»

أحمد نزيه

الثلاثاء، 30 يناير 2018 - 02:30 م

دائمًا ما أُخذ على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه رجلٌ يحمل من المواقف المتضاربة والمتناقضة الكثير، ففي الوقت الذي يتغنى به بالديمقراطية في بلاده، تشن السلطات التركية حملة غير مسبوقة ضد كل من تعتبر له صلةٌ من قريبٍ أو بعيدٍ بمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة منتصف يوليو عام 2016، مما جعل بلاد الأناضول تتصدر المركز الأول في عدد الصحفيين المعتقلين حول العالم، كما أنه دائمًا ما أطلق تصريحاتٍ رنانةً تجاه القضية الفلسطينة في وقتٍ يقيم علاقاتٍ دبلوماسيةً جيدةً مع إسرائيل، فكانت الحملة العسكرية التركية في عفرين مكملةً لسلسلة من تناقضات الرئيس التركي.

زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري (أسسه الرئيس التركي الأول مصطفى كمال أتاتورك)، فتح النار على أردوغان جراء إقدام الجيش التركي بإيعازٍ من أردوغان بقصف منطقة عفرين شمال غرب سوريا على الحدود الجنوبية مع تركيا، في إطار حملة يشنها أردوغان ضد القوات الكردية التي يعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.

ويقود حزب العمال الكردستاني بزعامة «عبد الله أوجلان» تمردًا عسكريًا مسلحًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984 بعد ست سنوات من تأسيسه عام 1978 بهدف تأسيس وطن قومي للأكراد يجمع أجزاءًا من تركيا والعراق وسوريا وإيران، وتدرج «أنقرة» الحزب ذا الجناح العسكري المسلح على قوائم التنظيمات الإرهابية، وذلك رفقة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

اتهامات قوية للرئيس التركي

ويرى قليجدار أوغلو أن أردوغان هو أول من أكسب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا شرعيةً في سوريا، بعدما استقبل زعيم الحزب «صالح مسلم» في أنقره عام 2014، استجداءً منه للحزب في الصراع الدائر في الأراضي السورية، ومطالبًا إياه بالتصدي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وذكر زعيم حزب الشعب الجمهوري أن عملية «عفرين» ستفتح مرحلة جديدة بين تركيا ونظام الأسد، وأن نتيجة عمليات الجيش التركي في عفرين المعروفة بـ«غصن الزيتون» استُشهد جنود أتراك ،حسب وصفه، بنيران قوات الاتحاد الديمقراطي التي دعمها أردوغان في بداية الأمر.

ومنذ السبت قبل الماضي، تشن القوات التركية حملةً عسكريةً في عفرين ،التي تخضع لسيطرة الأكراد في سوريا، حيث أطلق الرئيس التركي عبارات الوعيد بأن يستمر في قتال الوحدات الكردية المسلحة في سوريا حتى لا يبقي فيهم أحدًا، ومتحدثًا عن إمكانية أن تمتد عمليات الجيش التركي إلى الأراضي العراقية أيضًا.

وتسبب تسليح إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوحدات حماية الشعب الكردية ،التي تقاتل تنظيم "داعش" ضمن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، في توتر العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، حيث تعتبر أنقره الوحدات الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، وهو الأمر الذي كان مقدمةً لشن العمليات العسكرية التركية في عفرين.

وتدعم تركيا فصائل من المعارضة السورية المسلحة والجيش السوري الحر، حيث تقاتل فصائله القوات الكردية إلى جانب الجيش التركي في عفرين.

انتقاد كردي لأردوغان

وعلى صعيد حزب الاتحاد الديمقراطي؛ وجه زعيم الحزب، صالح مسلم، انتقاداتٍ لاذعةً للرئيس التركي جراء تغير معاملته معهم، قائلًا "أردوغان استضافنا في بيته قبل يوم، ومن ثم أعلنّا عناصر إرهابية في اليوم التالي"، نافيًا أي علاقة لحزبه بحزب العمال الكردستاني المنتشر جنوب شرق تركيا، كما يدعي الرئيس التركي.

وكان أردوغان قد عقد قبل أربع سنوات علاقاتٍ قويةً مع أكراد سوريا، حيث منح صالح مسلم جواز سفرٍ تركيٍ واستقبله في أنقره كما أشرنا سلفًا، لكن سرعان ما انقلب أردوغان عليهم، فأصدر أوامر اعتقال بحق مسلم عام 2016، كانت كإجراء عقابي على فشل مفاوضات السلام بين أردوغان وحزب العمال الكردستاني في تركيا.

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة