الأربعاء، 31 يناير 2018 - 02:52 م

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمرور 100 عام على تأسيس خدمة «مدارس الأحد»، تلك الخدمة الجليلة التي تأسست بهدف تقديم دروس للأطفال هدفها تعريفهم بأساسيات الدين المسيحي وسلوكياته وآيات الكتاب المقدس.

«من درس بسيط عقب القداس إلى خدمة أساسية»

بدأت فكرة مدارس الأحد في عام 1918 م عندما شعر الأرشيدياكون حبيب جرجس بفقر في مناهج مادة الدين المسيحي التي تدرس للطلاب في المدارس، مما دفعه إلى التفكير في تأسيس دروس أخرى لتعليم الأطفال سلوكيات الدين المسيحي.

بدأت الدروس بكنيسة السيدة العذراء في الفجالة، عقب القداسات فقد كان جرجس يجمع الأطفال ويقوم بتدريس قصص من الكتاب المقدس لهم، كان يبذل جهدا كبيرا وانضم إليه كثيرون وامتدت خدمة مدارس الأحد إلى بعض الأقاليم، ونجحت في تحقيق انتشار كبير وسريع في القاهرة والجيزة، ثم باقي المدن.

وفى بداية تطبيق الفكرة استغربها بعض الأقباط، ورفضت بعض الكنائس استقبال الأطفال لما يفعلوا من ضوضاء وتكسير للمتعلقات الكنيسة، ولكن مع مرور الوقت انتشرت الفكرة في العديد من الكنائس وبدء تطبيقها في الإسكندرية والعديد من القرى بالصعيد.

وعندما اتسعت الخدمة وزاد عدد الذين يحضرون هذه الدروس قام حبيب جرجس بتقسيم طلاب مدارس الأحد  إلى قسمين:

القسم الأول: يضم تلاميذ المدارس القبطية، وكان موعد اجتماعهم يوم الأحد بعد انتهاء القداس الإلهي في الكنائس، وبعد ظهر الأحد بما يناسب بعض المدارس والجمعيات القبطية، حيث كان العطلة الرسمية في هذه المدارس.

القسم الثاني: يضم طلبة المدارس الأميرية والمدارس الأهلية وكانوا يجتمعون يوم الجمعة من كل أسبوع، وتجدر الإشارة إلى أنه أنشأ فصولًا أيضًا لتعليم البنات.

استمرت مدارس الأحد تؤدي رسالتها حتى تألفت لجنة لإدارة شئونها نظرًا لاتساعها وانتشارها، وتكونت تلك اللجنة من بطرس عبدالملك رئيسا وحبيب جرجس مديرا للتعليم وإبراهيم تكلا مفتشا عاما ويوسف جرجس سكرتيرًا عامًا، واتخذت من الكلية الإكليريكية بمهمشة مقرًا لها.

كان البابا شنودة تلميذا في مدارس الأحد وصار أمينًا للخدمة عام ١٩٣٩ بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة، وفى عام ١٩٤٠ أنشأ فرعاً لمدارس الأحد في جمعية الإيمان بشبرا، ولنشاط البابا شنودة الكبير وقتها ضمه الإرشيدياكون حبيب جرجس للجنة العليا لمدارس الأحد، وبعدها توجه في مجال الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا.

من المقرر أن تقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالية بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس مدارس الأحد برعاية البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

البابا ورجال الدين المسيحي: تعلمنا منها المحبة وأساسيات العقيدة

من جهته، قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إن الكنيسة تعتمد على تربية الأطفال من خلال التعليم الديني بمدارس الأحد، وفي هذا العام تحتفل الكنيسة بمرور 100 عام على تأسيس مدارس الأحد.

وأضاف البابا في أحد اللقاءات أن مدارس الأحد هي نظام تعليمي يدخله كل طفل، قائلا: "نحن جميعا تعلمنا في مدارس الأحد من أول البطريرك أو الأسقف والكاهن حتى أصغر خادم في الكنيسة.

وقال القمص عبد المسيح بسيط كاهن كنيسة السيدة العذراء مسطرد إن مدارس الأحد تهدف إلى تعليم الأطفال بسلوكيات الدين المسيحي ومعرفتهم بقصص الكتاب المقدس، حيث يجميع الأطفال بالكنائس يوما في الأسبوع ويتم روي لهم قصص من الكتاب المقدس.

وأضاف أنه منذ تأسيس مدارس الأحد على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس وتربى بها العديد من الأجيال داخل الكنيسة، ومن خلالها  يقدم الخدام دروس للأطفال مثل المحبة، والتضجية والتسامح، وكيفية التعامل بالسلوك المسيحي الصحيح.

من جهة أخرى تحدث القمص صليب متى ساويرس، راعي كنيسة مار جرجس «الجيوشى» بشبرا، عن خدمة مدارس الأحد مؤكدا أن أهدافها كانت دائما تربية الأولاد تربية دينية كاملة ومعرفته بالمبادئ المسيحية وتنشئته نشأة سوية كي يعود بالنفع على الكنيسة بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.

وأضاف القمص صليب بأن متابعة الأطفال روحيا وتعليمهم كيفية الصلاة والصوم والوقوف بجانبهم في مراحل عمرهم المختلفة وخاصة المراهقة هي أيضا من أبرز أهداف الخدمة.

وبسؤاله حول كيفية تطوير الخدمة، أشار راعي كنيسة مارجرجس الجيوشي إلى ضرورة مواكبة العصر وتسخير الوسائل التكنولوجية الحديثة للنفع والتطوير، فنشأة المدارس منذ 100 عام تختلف عن هذا العصر.