صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


دورات بالجملة.. التنمية البشرية «فهلوة» أم «تطوير للذات»؟

إسراء كارم

الخميس، 01 فبراير 2018 - 01:55 م

«تنمية بشرية».. مصطلح أصبح منتشرًا بكثافة وخصوصًا في البرامج والسوشيال ميديا، والذي غالبًا ما يهتم بالتركيز على مشاكل منتشرة لتغييرها للأفضل.


ومعظم صفحات المتخصصين في مجال التنمية البشرية تضم صفحاتهم إعلانات بمبالغ مختلفة لدورات تدريبية سواء خاصة بالثقة بالنفس أو تنمية التعامل بين الزوجين أو لمحاربة الفوبيا وغيرها من الأمور، مما يشكك الكثيرون في مصداقية المعالجين النفسيين أو مدرب التنمية البشرية ويتهم هذه المهنة بـ«النصب».


ومن هنا كان  وجهنا سؤالا لاثنين من الأسماء المعروفة في مجال التنمية البشرية: «التنمية البشرية ضحك على الدقون أم تطوير للذات؟»، فجاءت الردود كالتالي:


إبراهيم خطاب: التنمية البشرية ليست رفاهية
قال المعالج السلوكي والمستشار الأسري ومدرب الكورت، إبراهيم خطاب، إن التنمية البشرية مهمة بالنسبة للكثيرين، وما يناسب شخص بالطبع لا يناسب الجميع، وعلى سبيل المثال الشخص الواثق من نفسه لا يحتاج إلى دورة تساعده لاكتساب الثقة، وإنما فاقدها يحتاج إلى من يوجهه ويساعده حتى يستعيد ثقته في نفسه.


وأضاف «خطاب» - في تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم» - أن ما يميز الصديق عن متخصصي التنمية البشرية أن معظم المشاهير في المجال أو المتخصصين يطورون أنفسهم باستمرار ويداومون على دراسة مجالات مختلفة من علم النفس حتى يتمكنوا من مادتهم بشكل أوسع ويستطيعون مساعدة الناس بشكل علمي، مؤكدًا أنه بسبب أن الوعي يزيد في الطبقات الأعلى معظم من يحضر هذه المحاضرات يكون من الطبقات الراقية أو من أصحاب كليات الطب والهندسة وغيرها.


وأوضح أن تطوير الذات ليس رفاهية أو فراغ، لأن كل الأفراد في حاجة إليه خصوصًا وأن الإبداع يساعد الشخص على تحسين مستواه المعيشي وكلما قل الإبداع يقل مستواه المادي، لأن صاحب الفكر الإبداعي يتمكن من خلق أفكار إبداعية مبتكرة ويفكر خارج الصندوق.


وتابع خلال تصريحه أن قديمًا الناس كانت تلجأ لشيخ أو كبير العائلة الأمر الذي اختفى مع مرور الوقت، لذا يحتاج الشخص لمن هو أهل بالثقة ولا يجد ومن هنا توجد حاجة لمدرب التنمية البشرية، خصوصًا وأن معظم الأطباء النفسيين أصبحوا يكتبون أدوية دون استماع جيد لشكوى المريض وغالبًا يكون في مكتب الأطباء معالج سلوكي يستمع إلى المريض ويتحدث معه فيما يقوم هو بالجزء الخاص بالعلاج الدوائي فقط.


 

دينا البكري: التنمية البشرية في مصر بالفهلوة


أما الأخصائي النفسي ومعالج السلوك ومرشد الأسري التربوي، دينا البكري، فكان ردها مفاجأة حيث قالت «أنا مع وصف التنمية البشرية بأنها ضحك على الدقون بشكل كبير»، للأسف كل من يأخذ كورس تدريب تنمية بشرية TOT أو إرشاد أسري يرى نفسه مدرب ويسمح لنفسه بالدخول في عقول الناس بدون التعرف على شخصيتهم، ويعطي نصائح خاطئة فيتعامل مثلا مع مريض اكتئاب بطريقة الدفع تجعله أكثر اكتئابًا ويشعره بالعجز بشكل أكبر، أو استشارة زوجية لزوجة دون التعرف على شخصية زوجها جيدًا أو بمشاكله النفسية فتحدث مشاكل أكثر.


وأوضحت «البكري» أنها غير مؤيدة لمصطلح تنمية بشرية وترى أنه من الأفضل وصفها بتنمية ذاتية، قائلة إن شخص مثل الكاتب والمتحدث الأمريكي في تطوير الذات «أنطونيو روبنز» يدرك ما يفعله ويعرف حدوده، على عكس ما يحدث في مصر الأمر يؤخذ بـ«الفهلوة» مما أفقد الأمر مصداقيته.


واستكملت – تصريحها – بأن هناك فوارق كثيرة بين الدكتور النفس والأخصائي النفسي والاجتماعي ومدرب التنمية البشرية، الأول يمكنه العلاج عن طريق الدواء، والثاني مؤهل للتعامل مع المشكلة وإرشاد الفرد ولكن لا يكتب أدوية ولديه مؤهلات تدعمه وتساعده في التعامل مع الأفراد وتقديم النصائح التي تفيدهم،  أما مدرب التنمية البشرية فيكتسب خبرته من الناس التي يتعامل معها ومن الكتب، لذا الأخصائي أعمق منه خصوصًا في الاستشارات.


وأكدت على ضرورة السؤال قبل حضور دورات مع مدربين، والذين من الممكن الاستعانة بهم في المشاكل المتعلقة بالثقة بالنفس، أما المشاكل الأخرى فتحتاج إلى أخصائي لأنه في كثير من الأحيان تبدو المشكلة صغيرة ولكن يكون لها أبعاد كثيرة تحتاج إلى من يحللها ويتعامل معها بفهم وإدراك.


وفيما يخص الصفحات الخاصة بالمدربين التي تضم الكثير من إعلانات كورسات بمبالغ مالية، قالت: «لست ضد هذه الكورسات»، مضيفة أن كل هذه الدورات التدريبية تخص معلومات منقوصة لدى الأفراد بالفعل، وأن الكثير ممن يحضرون هذه الدورات يكونوا بلا خبرة لذا يحتاجوا إلى من يعطيهم خبرة يتمكنوا من التعامل بها في الحياة.


وأكدت أن مشكلتها ليست في دورات التنمية البشرية وإنما في المدربين نفسهم، والذين غالبًا ما يكونون بلا خبرة ولكن لا يراعوا الأمانة العلمية، فالبعض يقوم بالتدريب على العلاقات الزوجية وهو غير مؤهل من الأساس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة