السلطان قابوس والرئيس السيسي
السلطان قابوس والرئيس السيسي


 العلاقات المصرية العمانية..تاريخ من التنسيق والتفاهم المشترك

هبة عبدالفتاح

السبت، 03 فبراير 2018 - 11:25 ص

العلاقات العمانية المصرية، ليست بالعلاقات الحديثة ولكنها ضاربة فى التاريخ القديم إلى ما قبل 3500 سنة، الأمر الذى أدى إلى إنتاج أهداف سياسية واستراتيجية وروابط اجتماعية وثقافية واسعة، فتلاقى الأفكار والمواقف بين الدولتين تجاه قضايا المنطقة لم يأت من فراغ، بل كان للتاريخ والجغرافيا الأثر الكبير فى بلورة المواقف المشتركة بين الدولتين .


 ومن منطلق الحرص المصرى العمانى على تفعيل التعاون العربى عامة وبين البلدين خاصة،  تتواصل الزيارات المتبادلة والاتصالات المكثفة بين كبار المسئولين.


الرسائل المتبادلة 


بعث الرئيس السيسى رسالتان إلى السلطان قابوس، أحدهما في نوفمبر الماضي؛ حيث توجه وزير الخارجية سامح شكري الي مسقط لنقلها، في زيارته الثانية لها خلال العام الماضي، وحمل شكري للسطان رسالة آخرى في يناير 2017.


وقبل وصول وزير الخارجية بعدة ساعات، التقى  في مسقط بالفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي مع السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسئول عن شؤون الدفاع  في سلطنة عمان.


وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين الشقيقين وبحث عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك. 


وفي شهر ابريل الماضي استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بقصر الاتحادية، الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله خلال زيارته للقاهرة، ونقل خلال المقابلة تحيات السلطان قابوس إلى الرئيس السيسي، مؤكدا اعتزاز السلطنة بما يربطها بمصر من علاقات تاريخية وطيدة.


و حمله الرئيس السيسي نقل تحياته إلى السلطان قابوس وتمنياته له بموفور الصحة والسعادة والعمر المديد وللشعب العماني المزيد من التقدم والنماء ومؤكدا في نفس الوقت على عمق العلاقات الوثيقة التي تجمع بين البلدين.


وجرى خلال المقابلة بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة فضلا عن مناقشة تطورات القضايا الإقليمية المختلفة والأزمات القائمة بالمنطقة، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعزيز الجهود للتوصل إلى تسويات سياسية بما يحفظ وحدة أراضي الدول التي تمر بأزمات وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.


وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في تصريح له أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أشاد خلال المقابلة بمواقف السلطان قابوس الداعمة لمصر وإرادة شعبها، مؤكدا حرص مصر على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات وتعزيز مستوى التنسيق والتشاور بين البلدين.


وأشار في هذا الإطار إلى أهمية الإعداد الجيد للجولة القادمة للجنة المشتركة المصرية العُمانية المُقرر عقدها في مسقط خلال العام الجاري، معرباً عن التطلع لأن تساهم نتائج أعمالها في تفعيل مختلف أوجه العلاقات الثنائية .


التفاهم والتنسيق السياسى المشترك


تعكس العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان  قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسى المشترك تجاه مختلف القضايا، وهى تستمد قوتها من تعدد مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها وعدم اقتصارها علي جانب واحد .


 و تمثل العلاقات المصرية – العمانية محور ارتكاز مهم علي الساحة السياسية العربية ، حيث يدعو البلدان دائما إلي حل كل الخلافات التى قد تنشأ بين مختلف اقطار  العالم بالحوار والتفاوض ،كما يدعوان الى إحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا ولكن في ظل تحفظ  مهم أساسه عدم التخلي عن أي من الحقوق العربية . لذلك فإن للدولتين رؤية واحدة تستهدف تقديم أقصي دعم ممكن للحقوق المشروعة للدول والشعوب كافة .


على الصعيد السياسي  تجمع  مصر وسلطنة عمان علاقات قوية تنفيذا لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي  والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ، فهناك تشاور وتنسيق مستمر بين البلدين بشأن كافة المستجدات العربية والعالمية، ويقدر المسئولون العمانيون على كافة المستويات الدور الذي تلعبه مصر من أجل صالح شعوب المنطقة . 


كما يتم التنسيق بين البلدين في كافة القضايا السياسية المطروحة على المحافل الدولية،  كما تدعم سلطنة عمان المرشح المصري لشغل أي موقع بارز في المنظمات الدولية .


ومنذ مطلع السبعينيات من القرن الماضى وحتى اليوم تواصل البلدين؛ تطوير العلاقات الوثيقة على أعلى مستوى، حيث جددتا فى العصرالحديث الصلات التاريخية التى جمعت بين الشعبين على مدار حقب زمنية متعاقبة.


ويمتد التنسيق المصرى- العمانى ليشمل مختلف المجالات السياسية والاعلامية والاقتصادية والاجتماعية، كما تعكس  العلاقات بين البلدين قدرا غير مسبوق من التفاهم والتنسيق السياسي المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية .

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة