الفقر يدفع العمال للمخاطرة في سبيل الحصول على الرزق
الفقر يدفع العمال للمخاطرة في سبيل الحصول على الرزق


عمال المحاجر.. بين مطرقة «الموت» وسندان «الرزق» |صور

وفاء صلاح

الثلاثاء، 06 فبراير 2018 - 10:49 ص

بين أحضان الجبل بشرق النيل في محافظة المنيا.. مأساة حقيقية يعيشها عمال المحاجر الذين دفعهم الفقر إلى المخاطرة بأرواحهم في سبيل الحصول على الرزق.. دائماً حياتهم مهدده بالخطر.. ويحيط بأجسادهم الأمراض السرطانية والتحجر الرئوي بشكل مستمر.. صبية لا تتجاوز أعمارهم ثمانية عشر عاماً أصبحوا في هذا السن العائل الوحيد لأسراهم بسبب فقدان العائل أو عجزه وعدم توافر فرص بديلة لدخل الأسرة. 

«بوابة أخبار اليوم» رصدت مشاكل ومخاوف عمال محاجر المنيا وما دفعهم للعمل في مواجهة الموت كل يوم، خاصة وأن أقرب نقطة إسعاف تبعد عن المحاجر بحوالي 15 كيلو مترا.

«الموت والإصابة.. عرض مستمر»

الظروف الصعبة هى الدافع لترك أطفال المحاجر مدارسهم والاتجاه نحو الجبل للبحث عن قوت يومهم.. تحملهم سيارات الربع نقل فجرا ولا يرحمهم سقيع الشتاء أو حرارة شمس الصيف.. يودعون أهاليهم على أمل العودة إلى منازلهم سالمين.. الأتربة لا ترحم صدورهم وآلات التقطيع تنذرهم بكارثة بين لحظة وأخرى.. فيما يحيط بهم الموت بـ«الديناميت».
 
«لغة الإشارة»

تستقبلك فور وصولك المحاجر أصوات مرتفعة جدا بسبب محركات الكهرباء البدائية والآلات المستخدمة للحفر داخل الجبل.. يستخدم العمال داخل المحاجر لغة الإشارة في الحديث بينهم وكل آلة وأداة تستخدم لها إشارة يرمزون بها لبعضهم البعض وقت الحاجة لها. 

«غياب التأمينات»

بيئة العمل المحيطة بعمال المحاجر متردية بشكل كبير، حيث يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، والتي تعكس أشعتها ألوان الغبار والبلوك الأبيض الناتج عن الحفر، كما يعملون في برودة الشتاء وسحابات الغبار  الكثيف والتي يصعب معها الرؤية وتهدد حياتهم أثناء تقطيع البلوك بالماكينات .


«وسائل تقليدية»

وعندما نتحدث عن وسائل الحماية والأمن الصناعي والسلامة المهنية، نجدها غائبة عنهم تماما، حيث يستخدم العمال جميعا أدوات حماية عادية مثل الكوفية أو الشال الذي يلفون به أوجههم ونظارات الشمس السوداء بديلا عن الأدوات التي من المفترض أن تستخدم في المصانع ، ولا يستخدمون قفازات أو أحذية تحمي أطرافهم من الجير.

يقول أحمد سيد جمعة.. 12 عاماً.. عامل.. تركت دراستي ومن أسيوط وجئت إلى المحاجر أنا وابن عمى خالد، لدى من الإخوة 6 شقيقات، وأنا الراجل الوحيد، أبدأ العمل 6 صباحًا حتى المغرب يوميا، مضيفاً أنه يعمل بالمحاجر نظراً للمقابل المادي ويعلم مدى خطورتها على صحته .

ويضيف محمد جاد علي.. 16 عاما.. عامل بمحاجر البلوك، قائلا: «جميع العمال حياتهم معرضه للخطر وتعرض صديقي لصعقة كهربائية».

ويتابع حمادة الشيمي.. 23 عاما.. أنه يعمل بالمحاجر بعد أن تحطم حلمه في التعيين الحكومي، مضيفا: «كل ذلك بسبب لقمة العيش، التراب اللي في المحجر سد صدرنا وبقينا أصحاب مرض وإحنا لسة شباب».

ويقول أكرم مصطفى.. 17 عاما.. إحنا بنموت ومحدش حاسس بينا والأمراض بتحاصرنا من كل حتة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية وحساسية الصدر، فنحن نعمل في ظروف بيئية صعبة ونواجه البرد القاسي ليلا ونهارا، فالجبل مكشوف ليس هناك أي مكان يحمينا بالإضافة إلى غياب وسائل الأمن الصناعي فالآلات بدائية ومتهالكة، التروس وأسلاك كهرباء مكشوفة ومتآكلة تمتد لمسافات طويلة قد يصعق أحد العاملين جراء لمسه سلكا كهربائيا عاريا.


 
«السنارة القاتلة»

وعبر عدد من عمال المحاجر عن تعرضهم للعديد من الأضرار مثل الأضرار الصحية التي تواجههم ومنها الأمراض الصدرية ومنها التحجر الرئوي والأمراض السرطانية وأمراض العيون وفقدان السمع من دوي أصوات الماكينات، مشيرين إلى غياب عوامل الأمن الصناعي والسلامة المهنية والفقدان الكامل للرعاية الصحية، وكذلك لصعقة السنارة ،وأن السنارة هي عبارة عن لوح خشب مثبت على قائمتين من الحديد يتم توصيلهما بمولد كهرباء للمحجر ويقوم العامل بتوصيل هلب يشبه السنارة بأسلاك الماكينات في المسامير المثبتة، على اللوح الخشبي وأي خطأ لو كان بسيطًا يعرض العامل للصعق بالكهرباء وخصوصا في أيام الشتاء بسبب الندى الذي يتساقط في الصباح الباكر، وأكدوا أن أسرهم يودعونهم كل شهرين أثناء سفرهم للعمل وكأنهم لن يعودوا مرة أخرى، لأن العمل في هذا المجال يجعل الشخص أمام الخطر كل لحظة في حياته.

ولفتوا إلى أن العمال يعملون في الجبل وفى الهواء الطلق، وهم عمالة غير منتظمة متنقلة من مصنع إلى آخر، مطالبين التأمينات أن تستجيب وتؤمن عليهم، حيث يقدر عددهم 45 ألف عامل من المنيا ومحافظات أخرى.

وأكدوا عدم وجود سيارات إسعاف دوارة في مناطق العمل، كما لا توجد وحدة إسعاف في مناطق قريبة، من المصانع.

«المواد الخام»

وتشتهر المنيا بتوافر المواد الخام الموجودة بالصحراء الشرقية والتي تمتد بطول 300 كيلومتر مربع، وتستخدم تلك المواد في كثير من الصناعات المختلفة مثل البناء والأدوية والرخام والبلوك غيرها، وتعتبر المحاجر من أحد أهم مصادر التنمية وزيادة الدخل ليس فقط في قرى شرق النيل التي يعمل سكانها وأطفالها في المحاجر بل على مستوى المحافظة.

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

دموع الابرياء فى محاجر الحجر الجيرى بالمنيا..وحالات الموت والاصابة عرض مستمر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة