صورة من حفل افتتاح الأولمبياد الشتوي
صورة من حفل افتتاح الأولمبياد الشتوي


الكوريتان «موحدتان» لأول مرة منذ عام 1947

أحمد نزيه

الجمعة، 09 فبراير 2018 - 09:43 م

 

"ما أفسدته الولايات المتحدة من قبل أصلحته الرياضة اليوم"، قد يكون هذا هو العنوان الأبرز ،إن صح التعبير، للمشاهدة التاريخية التي كانت مدينة بيونج تشانج حاضنةً لها، فعلمٌ موحدٌ للكوريتين تم رفعه في سماء دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، لتتوحد البلدان تحت لواءٍ واحدٍ لأول مرة منذ نحو سبعين عامًا.

بداية الصراع كانت عام 1950، حينما أصرت الولايات المتحدة التي كانت تحتل الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، على موقفها من بقاء قواتها هناك، في خضم صراعها مع قوات الشمال التي لاقت دعمًا من الصين آنذاك، ليفضي الصراع في النهاية إلى اتفاق هدنةٍ عام 1953، لم ينهي الحرب من الناحية النظرية بعد بين الجانبين إلى الآن، باعتبار أن الأمور آلت إلى اتفاق هدنة دون اتفاق سلامٍ بين الجانبين.

إصرار أمريكا على البقاء في الشطر الجنوبي كان أحد أسباب انفصال الكوريتين، ذلك الانفصال قُطعت أولى أوصاله اليوم بمشاركة البلدين في الأولمبياد تحت راية دولةٍ واحدةٍ.

ومثلما كانت قرية بان مون جوم ،الواقعة في المنتصف بين الكوريتين، شاهدةً على توقيع اتفاق الهدنة، كانت مسرحًا أيضا لعودة المحادثات بين الجانبين في التاسع من يناير الماضي، لتؤشر تلك المباحثات على خطوة نحو توحد الكوريتين، الحلم الذي يتمناه كثير الكوريين في شمال شبه الجزيرة وجنوبها.

أرفع وفد كوري شمالي منذ عام 1950

وفدٌ رفيع المستوى حط الرحال من بيونج يانج إلى بيونج تشانج للمشاركة في الدورة الأولمبية، وهي المرة الأولى الذي يزور فيها وفد من أسمى الشخصيات في كوريا الشمالية الشطر الجنوبي منذ عام 1950.

الوفد ترأسه الرئيس الفخري لكوريا الشمالية ورئيس البرلمان هناك ،كيم يونج نام، إضافةً إلى كيم يو جونج ،شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.

وصافحت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، وذلك خلال مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، التي أُضيئت شعلتها اليوم 9 فبراير، وتستمر موقدةً حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

وباتت كيم يو جونغ، أول عضو في الأسرة الكورية الشمالية الحاكمة تزور كوريا الجنوبية منذ توقف الحرب الكورية عام 1953، في حدثٍ وُصف بالتاريخي والفارق في تاريخ شبه الجزيرة الكورية.

لأول مرة منذ عقودٍ عديدةٍ، يتلاشى العلمان الكوري الجنوبي والآخر الشمالي، ويظهر علمٌ أبيض يرمز للسلام يتوسطه شبه الجزيرة الكورية موحدةً، فهل هذا يكون بداية التوحيد بين شطري شبه الجزيرة بعد انفصالٍ لسنين بدأ عام 1947 في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة