شاب يلعب بالنار
شاب يلعب بالنار


فيديو وصور| اللعب بالنار مصدر دخل «يتيم» للإنفاق على والدته

أحمد عبدالفتاح

الجمعة، 09 فبراير 2018 - 11:10 م

بحركات بهلوانية وكلمات يستجدي بها المشاهدين للحصول على بضعة جنيهات، يقف وليد بشوارع وسط البلد وبحوزته حقيبة صغيرة سوداء اللون يخرج ما فيها من كرات لهب وزجاجة بنزين وولاعة ويبدأ استعراضه لإسعاد الأطفال وتخفيف هموم الكبار ويكن في نفسه آلامه وحزنه.

ويقوم بإشعال النيران ووضعها داخل فمه وبعد ذلك ينال تصفيق المواطنين وبإستحياء شديد يطلب منهم مساعدته للحصول على أموال ليتمكن من شراء الدواء ذو التكلفة الباهظة لوالدته وتوفير متطلبات المنزل إذا تبقي نقود بعد شراء الدواء.

يستيقظ وليد.م، طالب الإعدادية باكرا يحمل حقيبته بعد أن يقسمها لنصفين الأول يضع بداخله كتبه وكراسته والآخر يضع به كرات اللهب والقطن والولاعة، ويتجه مسرعًا نحو مدرسته بإحدي قري الحوامدية التابعة لمحافظة الجيزة، وبعد الإنتهاء من يومه الدراسي يذهب إلي محطة السكك الحديد ليستقل القطار المتجه للقاهرة.

وسرعان ما تبدأ رحلته الشاقة، قاصدا الأماكن المزدحمة بشوارع وسط البلد ليبدء استعراضه ثم يعود مرة أخري إلي بلدته وعلامات التعب والإرهاق تشكل ملامح وجهه، وحبات العرق تسقط على جبينه، ويعطي أمه حصيلة عمله الشاق في قرابة ما بين 20 إلي 30 جنيهًا حسبما ذكر.

في هذا السياق، رصدت »بوابة أخبار اليوم«، ما يفعله وليد طالب الإعدادية، وسرعان ما فتح قلبه وبدأ يسرد أسباب التي دفعته لمزاولة النشاط البهلواني الخطر في سن صغير.

فيقول وليد: «بدأت في مزاولة ذلك النشاط، بعد أن تركني والدي بعد معاناته مع المرض، ليتركني أواجه مصاعب الحياة وحيدًا، فلم يعطف عليه أحد من الأقارب أو يشفق على أسرتي ووالدتي المريضة، فقد ترك لي أبي إرثًا ثقيلًا ليس بمال ولكن بإسرة مكونة من 3 أفراد أصبحت العائل الوحيد لها».

وتابع: أنه «بعد وفا والده تنقل بين العديد من المهن الشاقة التي تتطلب الصحة والعضلات التي لا تتناسب مع صغر سنه»؛ مضيفا: «اشتغلت بعد وفاة والدي في الحدادة ولكن كانت تحتاج لبذل جهد لصعوبة التعامل مع الأدوات»«.

وأوضح أنه «خرج ذات يوم ليلهو  مع أصدقائه ليجد جاره يعمل كحاوي فنبهر بما يفعله من استعراضات فذهب إليه ليطلب منه أن يعلمه حرفته حتي لا يترك دراسته ويجمع منها حفنه من الجنيهات تساعده على أمور الحياة.. وبمجرد أن ذهبت إليه وعرضت عليه، لم أجد منه سوي الشفقة والحنين، فبدأ في تعليمي حرفة الحاوي وكيف أقوم بإدخال النار إلي فمي دون إصابتي إلا أنني إصبت العديد من المرات ففي كل مرة أذهب إلى والدتي والدموع في عيني وسرعان ما استجمع شجاعتي وأعاود المحاولة مرة أخري إلى أن أصبحت متمارسا في عملي.. وأصبحت حرفة الحاوي مهنتي .. ولقبوني في منطقتي بـ"وليد الحاوي"».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة