الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام


مكرم: «سيناء 2018» تستند على معلومات دقيقة لتصفية بؤر الاٍرهاب

حازم الشرقاوي

الجمعة، 23 فبراير 2018 - 07:39 م

 

التمويل القطري للإرهاب مستمر لوجستيا أو إمداديا 

نسعى لوضع ضوابط مهنية وأخلاقية للصحافة والإعلام لإنهاء مرحلة الفوضى 

مرحلة انتقالية لتصحيح أوضاع الصحافة القومية ووضع برامج لإصلاح الهياكل المالية لكل مؤسسة


 

شدد الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على أن العملية الشاملة التي تقودها القوات المسلحة ووزارة الداخلية هدفها تجفيف منابع الاٍرهاب في سيناء، ورفض الربط بين هذه العملية والانتخابات الرئاسية، وأكد في حديثه لبوابة أخبار اليوم أن الرئيس السيسي ينفذ وعده الذي أطلقه قبل نحو شهرين، بمواجهة غاشمة للإرهاب في سيناء، وأضاف أن الإعلام المصري سيعود الى مكانته، بعد حالة الفوضي التي شهدها بعد ثورة 25 يناير 2011، وأوضح أن هناك ضوابطا مهنية وأخلاقية سيتم تطبيقها على كافة المؤسسات الإعلامية في مصر .. وإليكم نص الحوار :

 

تشهد سيناء عملية كبرى وشاملة تقودها القوات المسلحة والداخلية لتجفيف منابع الاٍرهاب.. كيف ترى هذه العملية من حيث التوقيت وقدرتها ؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي وعد قبل شهرين باكتساح الاٍرهاب في غضون ثلاثة أشهر، وتكمن خطورة هذا التحدي في تزامن هذه الفترة مع العملية الانتخابية.

ولقد تابعت سابقا وسائل عديدة في محاولة للسيطرة على الموقف في سيناء، ولكن لم يكن في صفنا شيئين أساسيين : الأول التمويل المستمر الذي تقدمه قطر سواء لوجستيا، أو باستخدام مختلف أنواع الإمدادات، والتحالف الموجود بين هذه الجماعاتمن جهة وجماعة الإخوان من ناحية أخرى .

فكان الإخوان بشكل ما على درجة من التنسيق مع هذه الجماعات للقيام بعمليات خفيفة مثل: سرقة وتدمير أكشاك الكهرباء، وإلقاء المتفجرات في محطات سكك حديد الأقاليم.

وكان من الواضح أن معظم أعمالهم موجهة إلى حدود الدلتا مع الصحراء شمالا، ولَم تأخذ -وقتها- أعمالهم هذا الحجم والثقل الشديدين، لأن الإمداد كان مستمرا ويأتي من ليبيا إلى الصحراء الشرقية، ومنها إلى قطاع غزة، وكانت العلاقة بين حماس والإخوان أحد العوامل المتسببة في هذا، فكان الإرهابيون يقومون بعملياتهم، وسرعان ما يذهبون عبر الأنفاق للجانب الآخر في مأمن .

وكانت عملياتهم في إطار محدود، فكانوا يذهبون لمنطقة يسيطر عليها الجناح العسكري لحماس.

أما العامل الآخر الذي ساعد على استمرارهم هو تواصل هروبهم بسرعة عبر الأنفاق، بعد ارتكاب الجريمة، كما بدأ يكون للبؤر الإرهابية بعض التأثير رغم القيام بعمليات تجريد لهم.

وكانت سياسة مصر دفاعية عبر أكمنة، وتقوم عملية الدفاع على عدم البحث والذهاب إليهم ومطارتهم حتى ملاذهم الأخير، وما كان يمكنهم من الهروب أنهم كانوا يعيشون في وسط اجتماعي قريب منهم. وأيضاً تواصلت عملياتهم رغم أن القبائل كانت علاقتهم قوية بالجيش، وبخاصة القبيلتين الأساسيتين،لأن الإرهابيون كانوا يرصدون كل من يتعاون مع الجيش، وينتقمون منه، فقد قاموا بقتل نحو 40 شخصا من القبائل.

فجاء وعد السيسي بمواجهة الاٍرهاب، خاصة مع ما نشرته نيويورك تايمز بأن مصر لم تكن قادرة على مواجهة الاٍرهاب في سيناء، وأنها استعانت واستغاثت بإسرائيل بعلم السيسي، ورغم إعلان المتحدث العسكري أنه لم يحدث ذلك، وأنه ليس هناك توافقا أو اتفاقا مع اسرائيل، إلا أن هذا الكلام بدأ يشيع. 

ولأنه لا يمكن أن يكون هناك تخطيطا مشتركا، وتوافقا على عمليات بين مصر وإسرائيل،لأن السيسي لا يسمح بذلك، جاء الخروج الكبير وظهور الجيش المصري، الذي يعمل على عدة محاور على وسط سيناء وشمالها، وكذلك على خط الجبهة الداخلية، حيث يقود حفتر عمليات ومعارك في درنة، وهي قاعدة للإخوان على بعد 80 كم من الحدود، والتي تنطلق منها عمليات إرهابية يقودها الإخوان.

 

نجاح الحملة

ما هو أهم عوامل نجاح الحملة الشاملة ضد الاٍرهاب ؟

أهم شئ في الحملة أن يكون لديها قواعد بيانات ومعلومات دقيقة عن حجم هذه الجماعات، وأعدادها، وأسلحتها، وحجم الجماعات وتأثيرها، وأن تحكم عليها الحصار، وأن تجفف منابع تمويلها، خاصة أن  قطر مازالت تمول هذه الجماعات.

 

التشكيك في الحملة

هناك حملة تشكيك ممنهجة تقودها بعض الفضائيات حول العملية الشاملة وربطها بالانتخابات الرئاسية.. كيف ترى ذلك ؟ 

الرئيس أطلق وعده قبل فترة من العملية الانتخابية، وتوافق الثلاثة أشهر مع العملية الانتخابية لم يكن مخططا، وما كان يهم السيسي هو تنفيذ وعده، وليس التأجيل، فهو لا يتنصل من تنفيذ وعده في مواجهة الاٍرهاب، حتى وإن توافق مع فترة الانتخابات.

 

الخسائر

مصر تكتوي بنار الاٍرهاب.. ماذا عن الخسائر التي تكبدتها؟

مصر تكبدت خسائر من الاٍرهاب يتمثل في مئات وآلاف الجنود في القوات المسلحة والشرطة ، ولابد من هزيمة الاٍرهاب، وقد سبق لمصر هزيمة الاٍرهاب أيام الجماعات الاسلامية، وأنا على يقين أن العملية تم الإعداد لها بشكل جيد، من حيث التخطيط لها، وتستند الى كم وافر من المعلومات، فلأول مرة تخرج عملية شاملة تستهدف تصفية بؤر الاٍرهاب في شمال ووسط سيناء، وفِي الصحراء الغربية، والطابور الخامس في وسط الوادي مثل جماعات حسم.

 

داعش

بعد هزيمة هزيمة داعش في سوريا والعراق.. كيف ترى خطورة انتقالها إلى ليبيا؟ وهل تمثل خطرا أكبر على الأمن القومي المصري ؟

 

بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق رأى الدواعش أن ليبيا ستكون مأوى للارهابيين، فاحتلوا منطقة في غرب ليبيا على الحدود مع تونس، كانت تنطلق منها العمليات الإرهابية، وتواصلوا مع بوكو حرام في أقصى الغرب، لتمثل قاعدة إرهابية قوية على البحر المتوسط، وأصبح هناك تهديدا إرهابيا قويا لهذا التحالف، بين هذه الجماعات مع بوكو حرام. 

ومهما تعددت مسميات الإرهابيين فأهدافها واحدة. والمخطط هو تغييب الاستقرار، وتقبيح صورة الإسلام، وتقسيم العالم العربي والإفريقي، وخلق هذه الذرائع تحت مسمى الجهاد.

 

 

شفيق وعنان

كنتم أول شخصية في مصر تعلن أن الفريق شفيق لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية.. ما هي أسباب عدم ترشحه وماذا عن وضع الفريق سامي عنان ؟  

هناك ادعاء شديد بأنه تم إرغام  شفيق على التنازل، وأشهد من خلال اجتماعي معه؛ أنه لم تقع أي ضغوط على شفيق، الذي كان يتصور أن لديه معرفة وبعض الوثائق القضائية بأنه الفائز في الانتخابات عام 2012، ولديه 13 مليون ناخب خلال معركته مع مرسي، وقد اعترف شفيق أنه ليس رجل المرحلة، وأن يكون للمؤسسة العسكرية رمز واحد، وأن ما فعله السيسي لم يستطع أن يفعله أحد، واعترف الفريق شفيق بشكل واضح بأن السيسي هو القادر على أن يفعل شيئا.

أما بالنسبة لعنان فقد جاءت العملية العسكرية وهناك تصور بأن الجيش قدانقسم على نفسه، مع أنه لا يمكن لجيش منقسم على نفسه أن يقوم بعملية كبيرة بهذا الحجم، تشارك فيها كل القوات الجوية والمدرعات وغيرها، وأحد فضائل هذه العملية أنها قتلت سريعا كل الادعاءات بأن الجيش المصري يعيش انقساما بين عنان والسيسي، حيث تشارك في العملية كل الأسلحة، والجيش طبق قوانينه ضد 

عنان، الذي تلاحقه علاقاته بأمريكا، والصلات القوية بين عنان والجماعات الإخوانية، من يوسف ندى والبيان الذي أعلنته جماعة الاخوان بتأييدها لعنان.

 

واقع الاعلام

كيف ترى حال الإعلام المصري ودور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لإعادته إلى مساره الصحيح ؟

الإعلام يعاني بعض المشكلات في الفترة الأخيرة، فمصر عاشت مرحلة انتقالية من ثورة 25 يناير 2011 وحتى ثورة 30 يونيو 2013، وخلال هذه السنوات لم تعد هناك قيم أو آداب للمهنة، فضاعت المهنية  تماماً، وتحول الاعلام مثل مجالات كثيرة الى حالة من الفوضى، وازداد عدد كل من يطلق حملات كاذبة. 

ونحن نعمل منذ حوالي ثلاثة أشهر، وهناك ضوابط للمهنة يتم تطبيقها، فالمهنة لديها من الآليات ما يمكنها من حماية نفسها، وتستطيع تنظيف نفسها بعيدا عن السلطة، وللصحافة المصرية تاريخ عظيم، حتى في عصر الأنظمة الشمولية، وتستطيع الصحافة أن تكسب أنصارا ومؤيدين، يساهمون في منحها المزيد من الحرية.

فهناك فترة مهمة أيام هيكل ومصطفى وعلى أمين وموسى صبري، أثبتت فيها الصحافة أنها قوة ناعمة، وأعطت لمصر مكانتها الثقافية، لكن هذا الوضع اهتز حاليا .

ولا تزال الصحافة المصرية على قمة الصحافة العربية، وأكثرها شجاعة ونقد لبلادها، ونسعى لوضع ضوابط مهنية وأخلاقية للصحافة تعيد لها التزامها بالمهنية، سواء على نطاق الصحافة أو التليفزيون وإنهاء مرحلة الشتائم والمغالطات التاريخية. 

 

الضوابط المهنية

ماذا عن أهم الضوابط والدور الذي يقوم به المجلس الأعلى لتنظيم الاعلام؟

قمنا بوضع ضوابط للصحافة والتليفزيون، فبدأت تقل السلبيات، وسيستعيد الإعلام المصري حرفيته، والاتجاه في العالم بألا تكون الصحافة تحت السلطة التنفيذية، حيث كان في السابق يمر الإعلام عبر وزير إعلام، كان يعطي الخريطة والدلائل والإشارات للصحافة اليومية.  

أما اليوم فاختلف الوضع، فالمجلس الأعلى والهيئتان لا يمثلون الحكومة، بل يمثلون الدولة المصرية والمجتمع والمهنية والدفاع عّن المهنة، ومعاقبة من يحاول هدم القيم ونظمها وأصولها المهنية، وبالتالي سيكون هناك صيغة جديدة للمهنية.

أعتقد أننا نسير وفق هذه الصيغة في بداية الطريق، ومهمتنا تتمثل في وضع شواطئ، لوضع حدود للعملية المهنية، وننظم للمهنة شاطئين الرأي والرأي الآخر، والحرية مرتبطة بالمسؤولية ، وحرية الفرد مرتبطة بحرية الآخرين ، ولن تمضي فترة طويلة حتى يستعيد الإعلام المصري مكانته وحرفيته.

ولدينا برنامج ضخم في تدريب الصحفيين، تقترن فيه الحرية والمسؤولية، وتطوير المجتمع الصحفي أمر يتوافق عليه الجميع، وأن يكون هناك تناغما بين مختلف وسائل الإعلام الخاصة والفضائيات والقومية.

القانون الجديد

الى أين وصل القانون الجديد الذي يناقشه مجلسه النواب؟

القانون مازال في مجلس النواب، ونناقش فيه جوانب النقص حول العلاقة بين المجلس والهيئتين، وضرورة إيجاد تنسيق بينبينهم ، وعمل ميثاق أخلاقي للصحافة القومية والحزبية والخاصة، 

ولدينا بعض المشكلات التي نحاول حلها.

 

المؤسسات القومية

ما هي تحركات المجلس الأعلى لمواجهة الأزمات المالية في الصحف القومية؟

ما يهمني أولا أن يكون هناك غطاء أخلاقيا ينطبق على الجميع، ويلتزم به الكل، ليس هناك أصول مهنية لكل نوع من الصحف على حدة، فهناك غطاء أخلاقي يجمع الكل.

أما عن الوضع الاقتصادي للصحف القومية فهو صعب، وقد تم الاتفاق على مرحلة انتقالية لتصحيح أوضاع المؤسسات الصحفية المالية، ووضع برامج لإصلاح الهياكل المالية لكل مؤسسة، بحيث تصل بعد أربع سنوات لمرحلة الاعتماد على نفسها، دون الحاجة إلى دعم من الدولة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة